، ثم نزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه، تـئن أنينَ الصبيِّ الذي يُسكَّن، قال: ( كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها) البخاري، الفتح، كتاب البيوع، باب النجار، رقم (2095)، وكان الحسن البصري يقول عندما يأتي عند هذا الحديث: " يا معشرَ المُسلمين، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إليه " من فتح الباري 6/697. قال البهيقي: " قصة حنين الجذع، من الأمور الظاهرة التي حملها الخلفُ عن السلف، وفيها دليلٌ على أن الجمادات قد يخلق الله لها إدراكاً كأشرف الحيوان "، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: " ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً، فقيل له: أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمداً حنين الجذع حتى سُمِعَ صوتُه، فهذا أكبر من ذلك ".
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة:2-4]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي بعث نبينا محمداً رحمة للعالمين، ومتمماً لمكارم الأخلاق، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصبحه البررة الأخيار، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد.. فيا عباد الله.. أخلاق الرسول وصفاته - موسوعة. اتقوا الله تعالى وأطيعوه واعلموا –رحمكم الله تعالى- أن الله جل وعلا أرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله تعالى بإذنه وسراجاً منيراً، وخصه بالأخلاق الفاضلة، الشمائل الكريمة قال الله تعالى: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. تولاه الله برعايته منذ طفولته، وأدبه فأحسن تأديبه حتى اشتهر بين قومه وعشيرته بالأمين، والصادق المصدوق، يأمنونه على ودائعهم، ويحكمونه في شئونهم. كان صلى الله عليه وسلم يتصف بأخلاق كريمة وبصفات حميدة. وكان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقه.
قال جابر رضي الله عنه: "ما سئل رسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: لا". وعلق به الأعراب يسألونه أن يقسم بينهم في مرجعه من حنين فقال صلى الله عليه وسلم: " لو كان لي عدد هذه العضاة نعماً –يعني عدد هذه الأشجار إبلاً- لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً ". وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على نفسه فيعطي العطاء، ويمضي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار. تعبير عن الرسول وصفاته - سطور. أهديت له صلى الله عليه وسلم شملة فلبسها وهو محتاج إليها، فسأله إياها رجل فأعطاه إياها، فلامه الناس فقالوا: كان محتاجاً إليها وقد علمت أنه لا يرد سائلاً. فقال: إنما سألتها لتكون كفني. وكان كرمه صلى الله عليه و سلم في محله، ينفق المال لله، وفي الله، إما لفقير أو في سبيل الله، أو تأليفاً على الإسلام، أو تشريعاً للأمة. وكان صلى الله عليه و سلم أشجع الناس وأمضاهم عزماً وإقداماً، كان الناس يفرون وهو ثابت. قال أنس رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قِبَلَ الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت، واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عري، والسيف في عنقه وهو يقول: لن تراعوا ".
وقال أنس ـ رضي الله عنه ـ:( خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعتُه لم صنعتَه، ولا لشيء تركته لِم تركته، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خُلقا) ( البخاري). ويقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ:( لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) (متفق عليه). وكيف لا يشهد له العدو والصديق بمكارم الأخلاق، وقد هذبه القرآن وربَّاه، ولما سأل سعد بن هشام ، أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، قالت له: ( ألست تقرأ القرآن؟، قال: بلى، قالت: فإن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان القرآن) ( مسلم). وكان حسن أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشمل ويعم جميع من حوله، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعامل زوجته بالإكرام، والود والحب، والتلطف والمداعبة،ويقول:( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ( الترمذي)، وكان يعين أهله ويساعدهم، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخيط ثوبه، ويخصف نعله) ( أحمد). فكان عطوفا ودودا طوال حياته مع أهله، حتى مع مرضعته حليمة السعدية ـ رضي الله عنهاـ، كان يفرش لها رداءه، ويعطيها من الإبل ما يغنيها في السنة الجدباء.
شاهد أيضاً:- كيفية كتابة موضوع تعبير مميز كيف كانت رحلة هجرة الرسول (ص) وصعوبتها لقد خرج رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وكان معه صديقه في أول يوم من ربيع الأول. وقد كان يوم خميس، وكانت السنة الثالثة والخمسين من حياة نبينا الكريم. ولم يكن يعلم بهجرته أحداً سوى عليّ وأبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهم، وعلمت عائشة وأسماء بنت أبي رضي الله عنهما أجمعين. وذلك عندما كانوا يحضرون لهما الزاد، فقطعت أسماء رضي الله عنها جزء من نطاقها فربطت به الطعام. ولهذا سميت بـ(ذات النطاقين). وبعد ذلك اتجهوا عن طريق اليمن حتى وصلوا إلى (غار ثور) وبقيا به ثلاثة ليال. وكان يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام سريع الفهم وفطن. فيخرج من عندهما ليلاً ويصبح في مكة وكأنه كان يبيت بها. وعندما يسمع من قريش أي شيء يتذكره حتى يذهب إليهما مرة أخرى في المساء. شاهد أيضاً: مقدمات وخاتمات لأى موضوع تعبير العناية الإلهية واليمامة والعنكبوت لقد قامت قيامة قريش عندما نجا الرسول من القتل وخرجوا يبحثون عنه في طريق اليمن بعد أن بحثوا عنه في طريق اليمن ولم يجدوه. ثم وقفوا عند (غار ثور) وأخذوا يتحدثون ويقولون: "لعله وصاحبه في هذا الغار؟ فيجيبه شخص آخر: ألم ترى خيوط العنكبوت، والطيور التي تعشش على هذا الدخل.
ما هي أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته Prophet، فالرسول صلى الله عليه وسلم جميل الخلق والخلقة، وقد وصفه حسان بن ثابت في بيتين شعر قال فيهم: وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ، خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ، كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ.