قال الحافظ ابن حجر: ( ويدلُّ الحديثُ على أنَّ الفتنة بالنساء أشدّ من الفتنة بغيرهنَّ ، ويشهدُ له قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14) فجعلهنَّ من أحبِّ الشهوات ، وبدَأَ بهنَّ إشارة إلى أنَّهنَّ الأصل في ذلك) وقال ابن القيم: (فالإمام مسؤول عن ذلك والفتنة به عظيمة. قال – صلى الله عليه وسلم – { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء} ".
أرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: " الحمو الموت "، " لا تسافر المرأة إلا ومعها ذو محرم ". بل حتى في المشي في الطرقات قال لهن: " استأخرن -أي عند المشي -، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق ". مواجهة فتنة النساء - الإسلام سؤال وجواب. بل وجعل باباً للنساء مستقلاً، برغم صغر مسجده، وقال صلى الله عليه وسلم: " لو تركنا هذا الباب للنساء "، فما دخل منه الصحابة بعد ذلك، وحتى وصفُ النساءِ للنساءِ عند الرجال نهى عنه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ". كي لا يقع في قلبه ميلٌ لها والتفات، هذا كله، مع فرض الحجاب، وتحريم الفاحشة، والنهي حتى عن إشاعة الفاحشة، والحديث عنها ونقل أخبارها، وحرّم خروجها متعطرة، وخضوعها بالقول، وأمر بقرارها في البيت. كل هذا التوجيه ثم يأتيك من يأتيك ليقول: ولماذا الخوف من المرأة؟ ولماذا تعظّمون الأمر؟ ولماذا تريدون أن تعيش المرأة كأن بها جَرَباً بعيدة عن الرجال لا تدنوا منهم؟ فيا سبحان الله! أنحن أنقى أم رسول الله الذي ما مست يدُه يدَ امرأة قط، أنحن أتقى أم رسول الله الذي حذّر من الخلوة بالنساء؟ أنحن أدينُ أم جيلُ الصحابة الذين أُمِروا بالتأخر عن الخروج من المسجد حتى تتفرق النساء؟ أنحن أطهرُ أم ذلكم الجيل الذين قال لهم الله: ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب: 53].
10- تجنُّب الخَلوة بالمرأة بغير مَحرَم: فالخلوة بالمرأة الأجنبية من غير مَحرم من أعظم الأسباب في الوقوع فيما حرَّم الله، وهياج الغريزة، وضياع الشرف والعفَّة، وكم من الجرائم تأتي من هذا الباب! وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في كثير من الأحاديث، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ ». فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً. قَالَ « اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ » متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ » رواه الترمذي ، ولا يخفى على العقلاء أنَّ الخلوة بكل أشكالها ووسائلها الحديثة؛ كالتحدُّث في الهاتف، وعلى شبكة النت، ومواقع التواصل، وغير ذلك ،ممَّا لا يطلع عليه أحد من المحارم – هو خلوة محرَّمة ، يَنطبق عليها ما ذكرنا من ترهيب. الدعاء
ا لخطبة الأولى ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.