وهناك من رواها " تَبلى" بفتح التاء وتعني أنهم لا يتراجعون عن الحرب وإن تكررت الكثير من المرات على مر الزمان، وذلك يعني أنه إذا تكررت على الانسان الشدائد أضعفته، وهناك من يفسر قوله تعالى " تبلى السرائر": أي تخرج مخبآتها وتظهر، وهو كل ما كان استسره الانسان من خير أو شر، وأضمره من إيمان أو كفر، وذلك كما قال الأحول: سيبقى لها في مضر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر.
يوم تبلى السرائر - يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "يوم تبلى السرائر -" أضف اقتباس من "يوم تبلى السرائر -" المؤلف: بهاء الدين بن فاتح عقيل عبد العزيز بن ناصر الجليل الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "يوم تبلى السرائر -" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
ذكره المهدوي. وقال ابن عمر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاث من حافظ عليها فهو ولي الله حقا ، ومن اختانهن فهو عدو لله حقا: الصلاة والصوم ، والغسل من الجنابة " ذكره الثعلبي. وذكر الماوردي عن زيد بن أسلم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الأمانة ثلاث: الصلاة والصوم ، والجنابة. استأمن الله - عز وجل - ابن آدم على الصلاة فإن شاء قال صليت ولم يصل. استأمن الله - عز وجل - ابن آدم على الصوم ، فإن شاء قال صمت ولم يصم. استأمن الله - عز وجل - ابن آدم على الجنابة فإن شاء قال اغتسلت ولم يغتسل ، اقرءوا إن شئتم يوم تبلى السرائر " ، وذكره الثعلبي عن عطاء. وقال مالك في رواية أشهب عنه ، وسألته عن قوله تعالى: يوم تبلى السرائر: أبلغك أن الوضوء من السرائر ؟ قال: قد بلغني ذلك فيما يقول الناس ، فأما حديث أحدث به فلا. والصلاة من السرائر ، والصيام من السرائر ، إن شاء قال صليت ولم يصل. ومن السرائر ما في القلوب يجزي الله به العباد. قال ابن العربي: قال ابن مسعود يغفر للشهيد إلا الأمانة ، والوضوء من الأمانة ، والصلاة والزكاة من الأمانة ، والوديعة من الأمانة وأشد ذلك الوديعة تمثل له على هيئتها يوم أخذها فيرمى بها في قعر جهنم ، فيقال له: أخرجها ، فيتبعها فيجعلها في عنقه ، فإذا رجا أن يخرج بها زلت منه ، فيتبعها فهو كذلك دهر الداهرين.
البغوى: ( يوم تبلى السرائر) وذلك يوم القيامة تبلى السرائر ، تظهر الخفايا قال قتادة ومقاتل: تختبر [ الأعمال] قال عطاء بن أبي رباح: السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة [ والوضوء] والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال: صمت ولم يصم ، وصليت ، ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيعها. قال ابن عمر: بيدي الله - عز وجل - يوم القيامة كل سر ، فيكون زينا في وجوه وشينا في وجوه ، يعني: من أداها كان وجهه مشرقا ، ومن ضيعها كان وجهه أغبر. ابن كثير: ولهذا قال: ( يوم تبلى السرائر) أي: يوم القيامة تبلى فيه السرائر ، أي: تظهر وتبدو ، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا. وقد ثبت في الصحيحين ، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال: هذه غدرة فلان بن فلان ". القرطبى: قوله تعالى: يوم تبلى السرائر فيه مسألتان: الأولى: العامل في يوم - في قول من جعل المعنى إنه على بعث الإنسان - قوله لقادر ، ولا يعمل فيه رجعه لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إن. وعلى الأقوال الأخر التي في إنه على رجعه لقادر ، يكون العامل في ( يوم) فعل مضمر ، ولا يعمل فيه لقادر; لأن المراد في الدنيا.
أصلدًا: صَلْدًا؛ حجر أصلد: أملس. الثَّجيج: السيل الجارف، وكذلك: هو صوت الماء المصبوب من السَّحاب، وهنا كناية عن وقت نزول المطر بغزارة وجريان السيل بقوة. المعنى: • في البيتين تشبيهُ حال العبد الذي يرائي بعمله، أو حال المنافق الذي يكتم الكفر ويُبدي ويتظاهر بالإيمان، أو الذي يُصلِح حاله أمام الناس ويحارب الله في الخلوة؛ شبه هؤلاء بتلك الحجارة الملساء الماكثة بالوادي، والتي تتخفى بين طينِ سَيلِه الجارف، وتتستر وتحتمي تحته زمانًا، لكن لا يلبَثُ حتى ينزل المطر بغزارة، ويجري السيل بقوَّة، ويجرف ما يعترضه في طريقه من طين وغثاءٍ، ثم ما هي إلا ساعات من الزمن حتى ينكشف كل مستور، ويظهر هذا الحجر المدفون أملسَ لا تَخفى منه خافية. • هكذا حال هؤلاء المُرائين والمنافقين، والمحاربين اللهَ في خلواتهم بالذنوب والمعاصي، مهما طال عليهم الأمد، فإن الله أجرى في سُننِه أن كل سريرةٍ ستُبْلَى وتنجلي، وذلك بفعل فاعل في الدنيا أو الآخرة. فقد يبتلي الله سريرة العبد بمصيبةٍ أو بليَّة أو شدة، وبعدها يتجلَّى لخلق الله صدقُ هذا العبد من كذبه، وتقواه من فجوره، قال الله تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 4].