{وهب لنا من لدنك رحمة} أي من عندك لطفاً نتوصل به إلى الثبات على الإيمان إذ لا نتوصل إلى الثبات على الإيمان إلا بلطفك كما لا يتوصل إلى ابتدائه إلا بذلك وقيل نعمة {إنك أنت الوهاب} المعطي للنعمة الذي شأنه الـهبة والعطية. فالهبة مصدر وهبه يهبه هبة، فهو واهب. والشيء موهوب وتواهب الناس بينهم تواهباً واستوهبه استيهاباً. وأصل الباب الهبة، وهي تمليك الشيء من غير مثامنة. والهبة والنحلة والصلة نظائر. الهبة: وهي أعطاء مال من دون مقابل فيخرج غيرها كالبيع والاجارة وما شاكل أما الهبة المشروطة فالمُعطى من دون مقابل فالشرط ليس قبال الشيء بل هو شرط الاعطاء. فأن لم يف الاخر بالشرط فيحق للشارط ان يفسخ العقد وكذا في اغلب العقود نعم نقول اغلب لان بعضها غير ممكن مثلا عقد النكاح لو خالف احدهما خلاف الشرط فلا يفسخ عقد النكاح. ربنا هب لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب. هناك تعبيرات متقاربة المعنى مثل الهبة والنحلة والصدقة فالصدقة نوع هبة لكن قصدت بها القربة الى الله سبحانه والنحلة قد تطلق على الهدية التي خصص بها شخص كمن اعطى ولدا من بين اولاده هدية فهذه نحلة فيقال انا نحلت فلانا من دونكم. أما الهبة فهي عقد تحتاج الى ايجاب وقبول وهكذا العقود نعم الايقاع لا يحتاج الى قبول كالطلاق والابراء (ابراء ما في الذمم) فمن له شيء بذمة اخر فيقول له ابرئتك رضي الاخر ام ابى ومنها ابراء باقي المؤقت في الزواج المؤقت ايضا ايقاع وهنا ابراء وليست هبة كما يقال وهبها المدة لان الهبة تحتاج الى قبول وهنا لا تحتاج الى قبول.
القرآن الكريم، ذلك النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية إلى العالمين، ورسالة الهدى للناس التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، نورا للناس وبيانات من الهدى والفرقان، نصا جمالى بامتياز، يحمل الكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف،فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم. وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10). وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ | مُدَوَّنَةُ أَبُوْ تُرَابٍ. نحن نطلب الرحمة دائما من الله، فى وقت العجز نرفع أيدينا ابتهالا إلى الله راجين أن يستمع لنا، فى الآية السابقة نرى بلاغة الوصف فى طلب عباده من أهل الكهف حسبما يشير القصص القرآنى الرحمة من الله والهدى، وأن ينزل على قلوبهم السكينة. وبعيدا عن أهل الكهف، فتلك الآية قريبة من القلوب فى الدعاء من الله الدعاء، فالخير رحمة والسلام رحمة والحب إن هدانا الله إليه هو رحمة ولطف على قلوبنا، فيجعل لنا الله من أمرنا فيه رشدا ونورا ونصرا ينير لنا القلوب ويهدى لنا الطريق.
(رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ). (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). (رَبِّ اشرَح لي صَدري * وَيَسِّر لي أَمري * وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني * يَفقَهوا قَولي). (رَبِّ زِدني عِلمًا). (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). (رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ). (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ). (رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ). (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). ادعية محببة اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني – اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، اللهم إن كانت هذه الليلة هي ليلة القدر فيها عبادة ألف شهر، ربي أدعوك وأرجوك حتى يقول الله يا ملائكتي اقضوا حاجة عبدي الليلة فقد غلب يقينه قدري.