ويظل هذا العمل محاولة متواضعة من الباحثة لصعوبة تناول كل ما يتعلق بالاتصال في أطروحة واحدة، ولكن آمل أن يستفيد منها طلاب مهنة الخدمة الاجتماعية وممارسوها كمحاولة للتعرف على أساسيات الاتصال وأهميته في ممارسة المهنة وكيفية الاعتماد على وسائل ومهارات الاتصال في مجالات الممارسة المهنية المتعددة.
نشأت الرعاية الاجتماعية في العصور القديمة نتيجة "لرغبة الإنسان في مساعدة أخيه الإنسان" وتطورت على مر العصور حتى أصبحت نظام اجتماعي كباقي الأنظمة الموجودة في المجتمع يؤثر فيها ويتأثر بها. بينما نشأت مهنة الخدمة الاجتماعية في بداية القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن جذورها تمتد إلى الرعاية الاجتماعية منذ بداية البشرية في صورة الإحسان – كأحد أشكال وصور الرعاية الاجتماعية – ولعوامل أخرى يوضحها هذا الكتاب... إلى أن أصبحت مهنة معترف بها لها أهدافها وقيمها الأخلاقية وطرقها وأساليبها العلمية والفنية لمساعدة الإنسان في أشكاله المختلفة.
وفي عام 1909م عملت كرئيسة لقسم الإحسان بمؤسسة (رسل سيج). كما ساهمت "ماري ريتشموند" ومن خلال أعمالها الميدانية في إيصال الخبرات العملية إلى الأخصائيين الاجتماعيين، من خلال المحاضرات التي كانت تلقيها بمعهد الإحسان، وفي مدرسة نيويورك للإحسان التطبيقي. تعريف الخدمه الاجتماعيه في المجال المدرسي. أما مهنة الخدمة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية فقد نشأت بعد انتقالها من الدول الغربية إلى جمهورية مصر العربية. وقد كان ذلك نتيجة لحاجة المجتمع السعودي لها من ناحية، وجهود المثقفين والقيادات الواعية التي أحست بمشكلات المجتمع من ناحية أخرى. ففي عام 1955م استعانت وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف آنذاك) باثنين من الأخصائيين الاجتماعيين من مصر لتنفيذ خطة إدارة التربية والنشاط الاجتماعي، ما أدى بعد ذلك إلى الاقتناع بأهمية دور الأخصائي الاجتماعي مع الطلاب، ومن ثم بدأت تأخذ الخدمة الاجتماعية مكانها في المؤسسات التربوية والاجتماعية والطبية والأمنية في المجتمع السعودي. والحقيقة أن الخدمة الاجتماعية لا زالت تؤدي رسالة هامة وحيوية في المجتمع السعودي، يتناسب مع التطور المشهود الذي يؤكد الحاجة إليها من منظور واقعي يمكن للمتخصص إدراكه بسهولة. وتمتلك الخدمة الاجتماعية في المجتمع السعودي رواداً مازالت عطاءاتهم واقعاً ملموساً في الحقل الأكاديمي والبحثي والمهني، مساهمين في دفع عجلة التمنية وخدمة الوطن محلياً وفي المحافل الدولية.