واختلفوا أيضا في قراءة قوله (الحَقِّ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء المدينة والعراق خفضا، على توجيهه إلى أنه من نعت الله، وإلى أن معنى الكلام: هنالك الولاية لله الحقّ ألوهيته، لا الباطل بطول (5) ألوهيته التي يدعونها المشركون بالله آلهة ، وقرأ ذلك بعض أهل البصرة وبعض متأخري الكوفيين ( للهِ الحَقُّ) برفع الحقّ توجيها منهما إلى أنه من نعت الولاية، ومعناه: هنالك الولاية الحقّ، لا الباطل لله وحده لا شريك له. وأولى القراءتين عندي في ذلك بالصواب، قراءة من قرأه خفضا على أنه من نعت الله، وأن معناه ما وصفت على قراءة من قرأه كذلك. وقوله: ( هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا) يقول عزّ ذكره: خير للمنيبين في العاجل والآجل ثوابا( وَخَيْرٌ عُقْبًا) يقول: وخيرهم عاقبة في الآجل إذا صار إليه المطيع له، العامل بما أمره الله، والمنتهي عما نهاه الله عنه ، والعقب هو العاقبة، يقال: عاقبة أمر كذا وعُقْباه وعُقُبه، وذلك آخره وما يصير إليه منتهاه. تفسير: (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا). وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة (عُقْبا) بضم العين وتسكين القاف. (6) والقول في ذلك عندنا ، أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وخير عقبا قرأ عاصم والأعمش وحمزة ويحيى عقبا ساكنة القاف ، الباقون بضمها ، وهما بمعنى واحد; أي هو خير عافية لمن رجاه وآمن به. يقال: هذا عاقبة أمر فلان وعقباه وعقبه ، أي آخره.
وجملة: (دخلت... ) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (قلت... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق بالواو قبل لولا. وجملة: (ما شاء اللّه) في محلّ نصب مقول القول.. وجواب الشرط محذوف تقديره كان أو وقع. وجملة: (لا قوّة إلّا باللّه) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: (إن ترن... ) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.. والجواب آت. 40- الفاء رابطة لجواب الشرط (عسى) فعل ماض جامد ناقص (ربّي) اسم عسى مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتين) مضارع منصوب.. والنون للوقاية، والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به- محذوفة للتخفيف- (خيرا) مفعول به ثان منصوب (من جنّتك) جارّ ومجرور متعلّق ب (خيرا)، والكاف مضاف إليه. النوال... (145) (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله الْحَقِّ) - ملتقى أهل التفسير. والمصدر المؤوّل (أن يؤتين.. ) في محلّ نصب خبر عسى. الواو عاطفة (يرسل) مضارع معطوف على يؤتي منصوب (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل)، (حسبانا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (حسبانا)، الفاء عاطفة (تصبح) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب معطوف على يرسل، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (صعيدا) خبر الناقص منصوب (زلقا) نعت ل (صعيدا) منصوب.
﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا ﴾ أفضل جزاء لأهل طاعته لو كان غيره يثيب ﴿ وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾؛ أي: عاقبةُ طاعته خيرٌ من عاقبة طاعة غيره، فهو خير إثابة و"عاقبة": طاعة، قرأ حمزة وعاصم "عُقْبًا" ساكنة القاف، وقرأ الآخرون بضمِّها. تفسير القرآن الكريم