ومن الجدير بالذكر أن ابن سينا اشتُهِرَ في كتاباته بالأمانة العلمية المطلقة، فكان ينسب دائمًا الأمر إلى أهله. وحفل كتابه القانون، وكذلك الشفاء، بأسماء علماء النبات اليونانيين كأرسطو وثيوفراستس وديسقوريدس وجالينوس وغيرهم، وكان إذا عارضهم عارضهم بأدب وبقوة حُجَّة ومنطق، وكذلك بثقة بالغة لا تتطور أبدًا إلى تكبر أو تعالٍ. وفي مطلع القرن الخامس الهجري ظهر الطبيب الأندلسي الجليل ابن جلجل، الذي أضاف عدة موضوعات على كتاب المادة الطبية لديسقوريدس، كان قد أغفلها العالم اليوناني الكبير، وبذلك أصبح الكتاب الجديد موسوعة علمية قيمة جدًّا. وقسَّم هذا المرجع الفريد إلى خمسة فصول، كل فصل منها يتحدث عن نوع من أنواع النباتات، واستخدامات هذه الأنواع في الأدوية المختلفة. ثم حدثت طفرة علمية هائلة في علم النبات في أوائل القرن السابع الهجري، عندما ظهر العالم الإسلامي العبقري، والحجَّة العلمية الباهرة ابن البيطار، وهو من العلماء الذين وُلِدُوا في الأندلس، ولكنه عاش جانبًا كبيرًا من حياته في الديار المصرية في رعاية الدولة الأيوبية. افضل علماء الطب في التاريخ الاسلامي | المرسال. لقد تناول ابن البيطار - رحمه الله - هذا العلم بالدراسة المنطقية، وبالتحليل السليم، وبالاستنباط العميق، وقام بتجارب معملية على أرقى مستوى، وتنقل في بلاد كثيرة إسلامية وغير إسلامية؛ سعيًا وراء المزيد من المعلومات عن هذا العلم المهم (علم النبات).
العالم الفارابي اسمه بالكامل "أبو نصر بن محمد ولكن معروف باسم (الفارابي)" كانت ولادة هذا العالم في كازاخستان وبالتحديد في مدينة تسمى فارب من العام الميلادي ٨٧٢ وقد تم إطلاق لقب عليه مشهور وهو ثاني معلم في كل العالم العربي وأنه يكون بعد المعلم أرسطو. جاء وقت وأراد الفارابي أن يتعلم إلى اللغة العربية ولهذا قام بالتوجه إلى بغداد حتى يتعلمها وفي الوقت الذي كان موجود به في بغداد قام بتأليف كتب عديدة، وبعد ذلك سافر إلى أكثر من مكان آخر مثل مصر ودمشق وأماكن أخرى وفي كل مكان ذهب إليه ترك فيه إنتاجا فلسفي يكون مهم للغاية وهو يكون اب إلى الأفلاطونية الحديثة التي تكون إسلامية، وهذا العالم المشهور قام بتأليف كتاب مهم وكان اسم (المدينة الفاضلة). العالم الكندي واسمه بالكامل "أبو يوسف يعقوب القحطاني" وهو يكون من أصل الحكام التابعين إلى كندا ولكن فحتى الآن لم يتم الإتفاق على تاريخ ميلاده أو حتى تاريخ وفاته وتمت ولادته في مدينة تسمى الكوفة وقد توفي في مدينة أخرى وهي بغداد ويقال أنه قد عاش بالفعل في المد فترة من التاريخ الميلادي ٨٠١ والى العام الميلادي ٨٧٣ وهو يكون عالم مسلم وأحد العلماء المشهورين ولم يدرس مجال واحد فقط بل درس أكثر من مجال مثل الطب والجغرافيا والفلسفة وكذلك المنطق مجال الكيمياء ،وهو يعتبر أول عالم قام بالإهتمام بتجهيز منهج يخص البحث العلمي.
لقد كان الطب قبل الإسلام قائما على بعض التعاويذ المتوارثة أو بعض التجارب فقد كانوا يستخدمون العسل ومنقوع بعض الأعشاب والكي في عمليات التداوي أو الاستئصال والبتر للأطراف الفاسدة من الجسم ، إلى أن جاء الإسلام وقاموا بالفتوحات الإسلامية في الشرق مما جعل المسلمين يهتمون بالطب الإغريقي والروماني القديم والاهتمام بأطبائهم مثل جالينوس ، أبقراط إضافة إلى وجود بعض المدراس الطبية ببعض البلدان كمدينة الإسكندرية والتي بنيت بها مدرسة الإسكندرية للطب عام 331 ق. م ، وكان من أشهر أطبائها جالينوس والذي أثر في المسلمين من خلال كتبه الطبية كما تخرج منها الطبيب أهرون صاحب كتاب الطب الكناش ويعد هذا الكتابي من أوائل الكتب الطبية التي ترجمت للعربية ، كما كان يوجد مرسة أنطاكية ومدرسة نصيبين.
ولهذا فإن علماء الإسلام قد قاموا في البداية بترجمة الأعمال المهمة التي قام بها علماء اليونان، فترجموا أعمال أرسطو، وكذلك ترجموا أعمال تلميذه النجيب ثيوفراستس، الذي جمع معظم النباتات الموجودة في العالم في كتابه (أسباب النبات)؛ ولذلك يُعرف ثيوفراستس بأبي علم النبات. ثم ترجم المسلمون كتاب التاريخ الطبيعي للعالم الروماني بليني الأكبر، وهو مرجع ضخم مكوَّن من 27 مجلدًا، وتمت أيضًا ترجمة كتاب (المادة الطبية) تحت اسم (الحشائش)، وهو للعالم اليوناني الشهير ديسقوريدس، وقد قام بترجمة هذا الكتاب الأخير أحد العلماء النصارى في بغداد، وهو إصطفان بن باسيل، وذلك بأمر من الخليفة العباسي المتوكل الذي حكم من سنة 232 إلى سنة 247هـ. ولعلَّنا نلحظ هنا اهتمام الدولة الإسلامية بنقل الحضارة في كافة مجالاتها، وكذلك انفتاحها على العلوم الأجنبية، وسهولة التعامل ببساطة مع العلماء غير المسلمين، سواءٌ من المؤلفين أو المترجمين. وقد ترك إصطفان بن باسيل بعض المصطلحات التي فشل في نقلها للعربية لعدم معرفته بها، ولم يتم هذا الكتاب إلا في عهد عبد الرحمن الناصر الخليفة الأندلسي، الذي حكم من سنة 300 إلى سنة 350هـ، وذلك عندما أهدى قسطنطين السابع ملك الروم في القسطنطينية نسخة أخرى من الكتاب إلى الخليفة المسلم، والذي كان مشهورًا بحبه للعلم وبحثه عنه.