الحمد لله المنعم علينا بعلوم السنة، المحيي في طلبتها الإرادة والهمة، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أهل الصلاح والجنة. الحديث لغة: الكلام، والضعيف وصف له؛ أي: السقيم أو الهزيل. وفي الاصطلاح: هو الحديث النبوي الذي اختل فيه شرط من شروط الحديث الصحيح، التي هي: ♦ اتصال الإسناد. ♦ وعدالة الرواة. ♦ وإتقانهم للحفظ. ♦ وسلامة متنهم وإسنادهم من الشذوذ والعلل. الاتصال هو: سلامة الإسناد من سقوط فيه، بحيث يكون كل راوٍ سمع الحديث من شيخه. وأما العدالة فهي: الاستقامة في الدين والمروءة. وأما الإتقان فهو: أداء الراوي للحديث كما سمعه. وأما السلامة من الشذوذ فهي: سلامة الحديث من مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه. ص300 - كتاب الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به - المناقشات والترجيح - المكتبة الشاملة. وأما السلامة من العلل فهي: سلامة الحديث من الأسباب الخفية المضعفة له؛ كالانقطاعات الخفية في الإسناد، ووهم الثقة. ومن أراد التفصيل فليقرأ مقالتنا التي هي بعنوان: "ضوابط الحديث الصحيح عند المحدثين". وينقسم ضعف الحديث إلى ضعف شديد لا ينجبر، وضعف يسير ينجبر. الضعف الشديد هو: أن يختل شرط العدالة أو شرط السلامة من الشذوذ، فهو لا يجبره طريق آخر. وأما الضعف اليسير، فهو: أن يختل شرط الاتصال أو ضبط الرواة، فإن عضده طريق آخر يجبر كسره ويرقى به إلى مرتبة الحسن لغيره.
والله أعلم.
وقال ابن الوزير مدافعًا عن ابن الصلاح: " لا اعتراض على ابن الصلاح ؛ فإنه لا يلزمه أن يحدَّ الضعيف على رأَيْ غيره ، وإنما كان يلزمه لو كان يرى أن كل صحيح حسن" اهـ(4). قلت: مما سبق في تعريف الصحيح والحسن عند ابن الصلاح نعلم أنه يرى أن الصحيح حسن وزيادة ، فتمّ الإيراد عليه ، ولذلك فقد ذكر الصنعاني كلام ابن الصلاح في بعض المواضع ، ثم قال: ".... وهذا مع ما فصّله هنالك يقضي بأن ابن الصلاح رأْيُه رأيُ من يقول: بأن كل صحيح حسن ، فيتم الاعتراض عليه " اهـ(5). تعريف الحديث الضعيف pdf. 2- أن قوله:" لم تجتمع فيه صفات الصحيح" لا يُخْرِج الحديث الحسن، فقد لا يتوافر الضبط التام، ويتوافر الضبط الخفيف ، وهذا من صفات الحديث الحسن(6). وعندي: أن هذا الاعتراض غير وجيه – ولعل منشؤه الذهول والسهو من قائله – لأن ابن الصلاح اشترط أيضاً انتفاء صفات الحسن، فكيف يدخل الحسن في التعريف مع هذا الشرط(7)؟. 3 – واعترض الحافظ بأنه لو قال ابن الصلاح: " كل حديث لم تجتمع فيه صفات القبول " لكان أسلم من الاعتراض و أخصر اهـ(8) قلت: أما كونه أخصر ؛ فنعم. وأما كونه أسلم من الاعتراض ؛ فلا: لأنه يقال: وصفات القبول تشمل صفات الصحيح والحسن ، وقد سبق عن الحافظ أن انتفاء صفات الحسن يستلزم انتفاء الصحيح وزيادة ، فقد وقع الحافظ فيما أنكره على ابن الصلاح ، ولا زال الاعتراض قائمًا ، والله أعلم.
بتصرّف. ↑ ابن كثير (1996)، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة المعارف، صفحة 221، جزء 1. بتصرّف. ↑ محمود الطحان (2004)، تيسير مصطلح الحديث (الطبعة العاشرة)، بيروت: مكتبة المعارف، صفحة 87. شرح تعريف الحديث الضعيف - طريق الإسلام. بتصرّف. ↑ ابن كثير (1996)، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة المعارف، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف. ↑ ابن كثير (1996)، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة المعارف، صفحة 167، جزء 1. بتصرّف.