[٥] [٦] واستدلّ العلماء القائلين بالتَّحريم العام للموسيقى بقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ) ، [٧] وقالوا إنَّ المقصود بلهو الحديث هو المَلاهي. [١] وذهب الفقهاء إلى تحريم الاستماع إلى المعازف المُحرَّمة، وتحريم الجُلوس في المجالس التي تكون فيها، بل وقال بعض الفُقهاء مثل ابن القيم إنَّ مُستمع المَعازف المحرَّمة فَاسق. [٨] وخالف الظَّاهرية الجمهور ولم يَقولوا بتحريم الآلات الموسيقيَّة وما يَصدر عنها من موسيقى؛ وسبب قولهم بعدم التَّحريم أنَّه لم يَصحَ عندهم حديث في تَحريمها. دليل من القران على تحريم الاغاني mp3. [٩] كما أنَّ الشيخ محمد الغزالي قال بإباحة الموسيقى، ودليله في ذلك أنَّ الأصل في الأشياء الإباحة، وأنَّه لم يرد حديثٌ صحيحٌ في تحريم الموسيقى لذا تبقى على الإباحة، وأنَّ الرَّسول محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- مدح يوماً صوت أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- مُشبِّهاً إياه بالمزمار من شدَّة حُسنه وجماله، ولو كان المزمار حراما وسيّئاً لما شبَّهه به، وأضاف الغزالي أنَّ الحديث الوارد في تحريم الموسيقى حديثٌ ضعيفٌ ، وأنَّ الوعيد الذي تضمَّنه لم يكن للموسيقى بل لما يُرافقها من أمورٌ مُحرَّمة.
ثم إنّ الأمر باجتناب قول الزور والذي هو الغناء قد اقترن في الآية بالأمر بالاجتناب عن الأوثان وهو تعبير عن أنَّ الحرمة لقول الزور? الآية التي ذكر فيها تحريم الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى. الغناء- مشددة كما أن الأمر باجتناب الأوثان مشدداً. ومن الروايات ما ورد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال: "سمعته يقول: الغناء مما وعد الله تعالى عليه النار. وتلا هذه الآية ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ ". ( 7) ورُوي عن ابن أبي عمير عن مهران بن محمد عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: الغناء مما قال الله عزوجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ( 8).