وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) قوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون قوله تعالى لا نكلف نفسا إلا وسعها كلام معترض ، أي والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ، ومعنى لا نكلف نفسا إلا وسعها أي أنه لم يكلف أحدا من نفقات الزوجات إلا ما وجد وتمكن منه ، دون ما لا تناله يده ، ولم يرد إثبات الاستطاعة قبل الفعل; قاله ابن الطيب. نظيره لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) قوله تعالى: ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون قوله تعالى: ولا نكلف نفسا إلا وسعها قد مضى في ( البقرة) وأنه ناسخ لجميع ما ورد في الشرع من تكليف ما لا يطاق. ولدينا كتاب ينطق بالحق أظهر ما قيل فيه: أنه أراد كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة ؛ وأضافه إلى نفسه لأن الملائكة كتبت فيه أعمال العباد بأمره ، فهو ينطق بالحق. لا نكلف نفسا الا وسعها english. وفي هذا تهديد وتأييس من الحيف والظلم. ولفظ النطق يجوز في الكتاب ؛ والمراد أن النبيين تنطق بما فيه. والله أعلم. وقيل: عنى اللوح المحفوظ ، وقد أثبت فيه كل شيء ، فهم لا يجاوزون ذلك. وقيل: الإشارة بقوله: ولدينا كتاب القرآن ، فالله أعلم ، وكل محتمل والأول أظهر.
المزيد
أعطني فقد أشرك في عبادة ربه غيره، أي: ذلك المخلوق الذي قال له: أعطني، أو خذ بيدي، أو فرج غمي وكربي، وعلى كل إذا أقبل على كائن سوى الله وقال: أعطني أو افعل لي فقد أشرك في عبادة ربه والله العظيم. وللأسف فقد عم الجهل وغطى البلاد الإسلامية قروناً، وأصبح المسلمون يدعون غير الله تعالى تحت عنوان: التوسل، يا سيدي فلان! يا مولاي فلان! أنا كذا، ويسألون حاجاتهم والله العظيم، نساء ورجالاً، بله أهل القرآن الحاملون له! إن سؤال غير الله ولو إبرة فأقل من ذلك شرك في عبادة الله تعالى، إذ لا نسأل حاجاتنا إلا من الله الذي يقدر على أن يعطينا ويملك أمرنا، وقد تعبدنا بهذا الدعاء فكان عبادة له، فارفع يديك إلى السماء: يا رب! يا رب! لا يلومك أحد ولا يعيبك أحد؛ لأنك رفعت كفيك إلى ربك، أما أن تقول: يا رسول الله! أو يا حسين! أو يا فاطمة! أو يا عبد القادر! أو يا مولاي إدريس! أو يا سيدي البدوي! لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير. أو يا عيدروس! فهذه والله شرك في عبادة الله تعالى، وأهلها إن لم يتوبوا ويموتوا على التوحيد دخلوا النار وخلدوا فيها والعياذ بالله. ثانياً: النذر، وقد تعبدنا الله تعالى به، وجعله عبادة من عباداته، واقرءوا ثناءه على فاطمة و علي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7]، فالوفاء بالنذر عبادة لله تعالى، فمن نذر لله نذراً فيجب أن يفي به، وذلك كأن يقول: لله علي أن أتصدق الليلة بدينار، وجب عليه أن يفي، أو لله علي أن أصوم غداً، يجب عليه أن يصوم، أو لله علي ألا أتأخر عن الصف الأول، وجب عليه أن يفي، وعلى كلٍ إذا نذر لله نذراً في العبادات فيجب أن يفي بنذره، وهو مرحوم مكرم عزيز لأنه يعبد الله عز وجل، ومن نذر لغير الله تعالى: يا سيدي فلان!
(42) --------------------- الهوامش: (37) انظر تفسير (( الصالحات)) فيما سلف من فهارس اللغة ( صلح). (38) انظر تفسير (( التكليف)) و (( الوسع)) فيما سلف ص: 225 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (39) انظر تفسير (( أصحاب الجنة)) فيما سلف من فهارس اللغة ( صحب). (40) في المطبوعة والمخطوطة: (( فيها خالدون)) ، بغير (( هم)) ، وأثبت نص التلاوة. (41) انظر تفسير (( الخلود)) فيما سلف من فهارس اللغة ( خلد). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 42. (42) في المطبوعة والمخطوطة: (( ولا يسلبون نعيمهم)) ، والسياق يقتضي ما أثبت.
تفسير الجلالين { والذين آمنوا وعملوا الصالحات} مبتدأ وقوله { لا نكلّف نفسا إلا وسعها} طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره وهو { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات لَا نُكَلِّف نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا أُولَئِكَ أَصْحَاب الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَاَلَّذِينَ صَدَقُوا اللَّه وَرَسُوله وَأَقَرُّوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ وَحْي اللَّه وَتَنْزِيله وَشَرَائِع دِينه, وَعَمِلُوا مَا أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ فَأَطَاعُوهُ وَتَجَنَّبُوا مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ. { لَا نُكَلِّف نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا} يَقُول: لَا نُكَلِّف نَفْسًا مِنْ الْأَعْمَال إِلَّا مَا يَسَعهَا فَلَا تَحْرَج فِيهِ { أُولَئِكَ} يَقُول: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات, { أَصْحَاب الْجَنَّة} يَقُول: هُمْ أَهْل الْجَنَّة الَّذِينَ هُمْ أَهْلهَا دُون غَيْرهمْ مِمَّنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ, وَعَمِلَ بِسَيِّئَاتِهِمْ { فِيهَا خَالِدُونَ} يَقُول: هُمْ فِي الْجَنَّة مَاكِثُونَ, دَائِم فِيهَا مُكْثهمْ لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا وَلَا يُسْلَبُونَ نَعِيمهمْ.
آحمد صبحي منصور: لا فارق. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأنعام - قوله تعالى لا نكلف نفسا إلا وسعها- الجزء رقم8. يقول جل وعلا: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) البقرة 286)( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا) الطلاق 7) (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا) البقرة 233) (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الانعام 152)(لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الاعراف 42)(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) المؤمنون). هذا من مقاصد التشريع الاسلامى ، وهو التيسير والتسهيل ورفع الحرج وعدم العنت والمشقة. فالله جل وعلا لا يكلف نفسا فوق طاقتها ، ولا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يكلف نفسا إلا ما آتاها من قوة وجهد وامكانات مالية وعقلية وجسدية. مقالات متعلقة بالفتوى: