الدروس المستفادة من سورة الممتحنة هناك عدد من الدروس التي تستفاد من تلك السورة الكريمة هي [1]: أمرت السورة الكريمة المؤمنين بألا يصاحبوا الكفار الذين يجاربونهم ويعتدون عليهم دائما وينقضون العهد معهم ، وإلا يتخذوا منهم أولياء. أخبرت سورة الممتحنة بأن الإسلام هو دين الحب والسلام والنظام ، الذي أتى به كفيل أن يظل العالم بأجمعه وينشأ التوحيد بين كافة الناس والتآخي والمحبة فيما بينهم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الممتحنة - الآية 2. الأمة الموحدة يمتد أثرها منذ قديم الزمان منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، كما أن لابد على كل مسلم أن يقتضي به في السيرة والعقيدة. لايجوز للمرأة المؤمنة أن تتزوج بالمشرك أو الكافر وكذلك الحال للرجل المؤمن ، فلا يجوز له أن يتجوز بمشركة أو كافرة ، وضرورة العدل فيما تم إنفاقه من الأموال والمهر. النساء عليهن واجبات وحقوق مثل الرجال والإسلام ، لن يميز بين الرجل والمرأة إلا على أساس طبيعة كلا منهما ورسالته بالحياة. أن الإسلام قد علم وقام بتربية المسلمين الأوائل على المنهج الكريم الذي يريده في تلك الحياة ، وأن يطبق المنهج بصورة فعلية ، وعلى كافة المسلمين مهما مر الزمان ضرورة تطبيقه عمليا ، وأن يتحلى المسلم بالإيثار والتضحية وحب الله ورسوله ، كما أن الإسلام قد قضى على كل ما هو سئ بين الناس في عصر الجاهلية ، وكذلك ما كانوا يفعلونه من أمور سيئة والتي كان منها نسب الولد لغير أبيه، ووأد البنات وقتل الجنين.
[التَّفْسِيرُ] 1 - يا أيها الذين آمنوا بالله وعملوا بما شرعه لهم، لا تتخذوا أعدائي وأعداءكم أولياء توالونهم وتوادّونهم، وقد كفروا بما جاءكم على يد رسولكم من الدين، يُخْرِجون الرسول من داره، ويخرجونكم أنتم كذلك من دياركم بمكة، لا يراعون فيكم قرابة ولا رحمًا، لا لشيء إلا أنكم آمنتم بالله ربكم، لا تفعلوا ذلك إن كنتم خرجتم لأجل الجهاد في سبيلي، ومن أجل طلب مرضاتي، تُسِرُّون إليهم بأخبار المسلمين مودة لهم، وأنا أعلم بما أخفيتم من ذلك وما أعلنتم، لا يخفى عليَّ شيء من ذلك ولا من غيره، ومن يفعل تلك الموالاة والموادة للكفار فقد انحرف عن وسط الطريق، وضلّ عن الحق، وجانَبَ الصواب. 2 - إن يظفروا بكم يُظْهِروا ما يضمرونه في قلوبهم من العداوة، ويمدّوا أيديهم إليكم بالإيذاء والضرب، ويطلقوا ألسنتهم بالشتم والسبّ، وتمنّوا لو تكفرون بالله وبرسوله لتكونوا مثلهم. 3 - لن تنفعكم قرابتكم، ولا أولادكم إذا واليتم الكفار من أجلهم، يوم القيامة يفرق الله بينكم، فيدخل أهل الجنّة منكم الجنّة، وأهل النار النار، فلا ينفع بعضكم بعضًا، والله بما تعملون بصير، لا يخفى عليه سبحانه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها. تأملات في سورة الممتحنة - سطور. 4 - لقد كان لكم -أيها المؤمنون- قدوة حسنة في إبراهيم عليه السلام والمؤمنين الذين كانوا معه، حين قالوا لقومهم الكفار: إنا بريئون منكم ومما تعبدون من دون الله من الأصنام، كفرنا بما أنتم عليه من الدين، وظهرت بيننا وبينكم العداوة والكراهية حتَّى تؤمنوا بالله وحده، ولا تشركوا به أحدًا، فكان عليكم أن تتبرؤوا من قومكم الكفار مثلهم، إلا قول إبراهيم عليه السلام لأبيه: لأطلبنّ المغفرة لك من الله، فلا تتأسوا به فيه؛ لأن هذا كان قبل يأس إبراهيم من أبيه، فليس لمؤمن أن يطلب المغفرة لمشرك، ولست بدافع عنك من عذاب الله شيئًا، ربنا عليك اعتمدنا في أمورنا كلها، وإليك رجعنا تائبين، وإليك المرجع يوم القيامة.
يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن. لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبينات, فلا تردوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا يحل لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحل الكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهن مهورهن. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا لهم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله. وإن لحقت بعض زوجاتكم مرتدات بل الكفار, ولم يعطكم الكفار مهورهن التي دفعتموها لهن, ثم ظفرتم بهؤلاء الكفار وانتصرتم عليهم, فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم من المسلمين من الغنائم أو غيرها مثل ما أعطوهن من المهور قبل ذلك, وخافوا الله الذي أنتم به مؤمنون. يا أيها النبي إذا جاءك النساء المؤمنات بالله ورسوله يعاهدنك على ألا يجعلن مع الله شريكا في عبادته, ولا يسرقن شيئا, ولا يزنين, ولا يقتلن أولادهن بعد الؤلادة لو قبلها, ولا يلحقن بأزواجهن أولادا ليسوا منهم, ولا يخالفنك في معروف تأمرهن به, فعاهدهن على ذلك, واطلب لهن المغفرة من الله.