كما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد جورج لويد، بيّن أن غالبية العرب قاتلوا من أجل حكامهم الأتراك، وأن مؤيّدي فيصل في الجزيرة العربية كانوا استثناءً". دعك من الخيانة العربية الجماعية، فإن بعضهم دعم الجيش العثماني دعمًا فعليًا، وبتعبير للبروفسور الدكتور زكريا كورشون "إن قتال العرب جنبًا إلى جنب مع الجيش التركي، في الحرب العالمية وعلى مختلف الجبهات، وتقديم منافع عظيمة له، هو حقيقة" ( [3]). أكذوبة خيانة العرب لنا والغدر بنا (قضية الشريف حسين) - مركز حرمون للدراسات المعاصرة. ([1]) جنكيز تشاندر، "الشارونيون عديمو الضمير-الأكاذيب الفلسطينية". يني شفق ، 5 نيسان 2002 ([2]) عنوان الموقع: ([3]) البروفيسور الدكتور زكريا كورشون، العلاقات التركية-العربية في مفترق طرق، (إستانبول: دار عرفان للنشر، 1992)، ص153
وجدير بالذكر أن بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية قد تقاسمت تركة الدولة العثمانية بينها في اتفاقية "سايكس بيكو" في 1916، وحرص سايكس في برقية أرسلها إلى وزارة الخارجية بلندن في 17 مارس 1916 على التوصية بكتمان بنود الاتفاقية عن زعماء العرب.
وفي سياق التأكيد على أن العرب – باستثناء المسيحيين- لم ينخرطوا في لعبة الانفصال حتى آخر لحظة يقول المؤرخ التّركي الكبير كمال كارباط " من الملاحظ أن حركة القوميّة العربية لدى العرب لم تكن في الأساس حركة انفصالية، وأغلب العرب لم يكونوا ينظرون إلى الحكام العثمانيين على أنّهم قوة أجنبية محتلّة، بل كانوا ينظرون إليهم على أنهم حكام من غير العرب، وما داموا مسلمين ويحترمون عادات العرب وتقاليدهم، ويقفون سدا منيعا في وجه الاحتلال الأوروبي لبلادهم فإنهم لا يقصرون في أداء واجب الطّاعة. وفي الماضي أوّل من أراد الرجوع إلى الأصول العربية الأولى والتباهي بها لم يكن مسلما بل كان عربيّا مسيحيا". الأتراك وقصة "خيانة العرب" في الحرب العالميّة الأولى | ترك برس. إننا اليوم عندما ننبه إلى هذه الحقائق ندرك أهميّة ما لأحداث التّاريخ من تأثير في واقعنا اليوم. فالمعلومات التاريخية التي تتعلمها الأجيال المتعاقبة ، والتي تصور العرب على أنهم "خونة" أو تصوّر الأتراك على أنّهم "طغاة" لا شكّ أنها تقفز إلى الواجهة في المنعطفات الكبرى التي تمر بها العلاقات التركية العربيّة، وتترك تأثيرها واضحاً، بل وتُبنى على أساسها المواقف وترسم السياسات. ومن الخطأ الجسيم أن تظل العلاقات التركية العربية خاضعة للأهواء والإيديولوجيات ومواقف الأشخاص الفردية.
وفي هذه الظروف تركز هدف المثقفين العرب المسلمين على إجراء إصلاحات تعزز وتقوي مكانة الدولة العثمانية الدينية والسياسية، أكثر من ميلهم إلى الانفصال وإنشاء دولة مستقلة. تعاون عربي تركي الكاتب الأتاتوركي صباح الدين سلك قال في كتاباته إن دور العرب كان فعالاً ومؤثراً في تحقيق السلام معهم، وقاتلوا جنبا إلى جنب في حرب الاستقلال بوجه الفرنسيين، كما عدد "سلك" القادة والجمعيات الذين تعاونوا مع الأتراك ضد الفرنسيين. وخففت الحركة القومية العربية التي برزت في سوريا ضد الفرنسيين الكثير من الأعباء عن الجبهة التركية الجنوبية، إذ حوصر الفرنسيون بين القوات التركية والعربية وأجبروا على القتال ضد جبهتين معا، جبهة الأناضول في كيليكيا وجبهة شمال سوريا. الخيانة العربية الكبرى ~ مجلة الراصد العربي. وكانت القوات العربية تدخل الأراضي التركية لتقاتل القوات الفرنسية بين الحين والآخر، بينما كانت تقوم القوات التركية بتوسيع هجماتها لتصل إلى الشمال السوري. أتاتورك رفضا عرضا قدمه العرب ويفيد البحث بأن فيصل ابن الشريف حسين عرض آنذاك على كمال مصطفى أتاتورك ولاءه للعثمانيين، ولكن أتاتورك رفض عرض فيصل ويبدو ذلك واضحا في خطاب أتاتورك أمام المجلس بتاريخ 24 نيسان 1936 والذي جاء فيه: "بعد أسلوب الإدارة الفرنسية المذلة والمهينة في سوريا، قدر الإنجليز أن أهل الإسلام في هذه الأجزاء ّ قد ، وقعوا في خطأ كبير، وفي إثر ذلك اتجه التفكير بهم إلى أن يستقل قسم منهم داخليا مع البقاء بشكل من الأشكال تحت سلطان الجامعة العثمانية.
استجاب الشريف للإغراءات وأعلن الثورة على العثمانيين في 10 يونيو 1916، ما أسعد مكماهون، الذي أرسل إلى وزارة الخارجية في لندن في 14 أغسطس 1916 قائلا: "إن لدينا فرصة فريدة قد لا تسنح مرة أخرى في أن نؤمّن بواسطة الشريف نفوذا مهما على الرأي العام الإسلامي والسياسة الإسلامية، وربما نوعا من السيطرة عليهما". أمدت بريطانيا الشريف بالمال والسلاح، ففي خلال العام الأول فقط من ثورته أعطته 71 ألف بندقية وأكثر من أربعين مليون طلقة، بل وأرسلت إلى نجلي الشريف، فيصل وعلي، ألف سيجارة لكونهما المدخنَين الوحيدَين في عائلتهما. كما عززت بريطانيا جيش الشريف بأعداد كبيرة من الأسرى العرب التابعين للجيش العثماني، وفي رسالة طريفة نصح الدبلوماسي البريطاني سايكس الجنرال كلايتون في أكتوبر 1917 بالتوجه إلى معسكر الأسرى العرب ليخطب فيهم قبل التحاقهم بالشريف قائلا: " اندلعت ثورة البلاشفة الروس في أكتوبر 1917، ونشر البلاشفة الوثائق السرية التي عثروا عليها في مقر وزارة الخارجية الروسية بالعاصمة بتروغراد، ومن بينها اتفاقية "سايكس بيكو" " "هل من واجبي، أنا الإنجليزي، أن أذكركم بآل بيت علي ومعاوية والعباس بالأولياء والأبطال الذين صنعوا أمجاد العرب في العالم، بالتأكيد إن ضمائركم تقول لكم ذلك.
إن هذه الإصلاحات كانت سببا في تعاظم الخلاف مع العرب واستحالته إلى نزاع مسييس في النتيجة، ثم إن إقدام الاتحاديين على تعيين رجالاتهم في الجهات الحكومية ّ وفرض تطبيق اللغة التركية ، للدولة في سورية "سياسة التتريك" في المدارس والمحاكم والوحدات الإدارية جعلت من "التعريب" أداة بيد المعارضين في سورية. لقراءة البحث كاملا انقر هنا