ولم يكن له كفوا أحد: تعني أن لا أحد يكون مساويًا له في جميع صفاته وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. [1] وفي نهاية مقالنا نكون قد وضحنا من هو الذي لم يلد ولم يولد والذي ورد في سورة الإخلاص والتي كانت سبب نزولها أن قَتادةُ والضَّحَّاكُ ومُقاتِلٌ قالوا جاء ناسٌ من اليهود إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: صفْ لنا ربَّكَ، فإن الله أنزل نَعْتَه في التَّوراة، فأخبرْنا: مِن أيِّ شيء هو؟ ومن أيِّ جِنْس هو؟ [مِنْ] ذَهبٍ هو، أَمْ نُحاسٍ أمْ فِضّةٍ؟ وهل يأكلُ ويشربُ؟ وممن وَرِثَ الدنيا؟ ومَنْ يُوَرِّثُها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة، وهي نِسْبةُ اللهِ خاصَّةً. المراجع ^, تفسير سورة الإخلاص وهي مكية, 15-3-2021
سورة الإخلاص الآية رقم 3: إعراب الدعاس إعراب الآية 3 من سورة الإخلاص - إعراب القرآن الكريم - سورة الإخلاص: عدد الآيات 4 - - الصفحة 604 - الجزء 30. ﴿ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ﴾ [ الإخلاص: 3] ﴿ إعراب: لم يلد ولم يولد ﴾ (لَمْ يَلِدْ) مضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها (وَلَمْ يُولَدْ) الواو حرف عطف ومضارع مبني للمجهول مجزوم بلم ونائب الفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها.
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وقوله: ( لَمْ يَلِدْ) يقول: ليس بفانٍ, لأنه لا شيء يلد إلا هو فانٍ بائد ( وَلَمْ يُولَدْ) يقول: وليس بمحدث لم يكن فكان, لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن, وحدث بعد أن كان غير موجود, ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل, ودائم لم يبد, ولا يزول ولا يفنى.
﴿ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴾ قولًا عظيمًا فظيعًا منكرًا شنيعًا شديدًا، ومن شناعة وفظاعة نسبة الولد للرحمن تتأثَّر السماوات الصلاب، والأرضون الشداد، والجبال الرواسي، تكاد السماوات تتشقَّق وتسقط عليهم، ﴿ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ ﴾ تتصدَّع وتتفطَّر، ﴿ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾ تندكُّ وتكون ترابًا. وما تأثر هذه الأجرام العظام إلا إعظامًا للرب وإجلالًا؛ لأنهن مخلوقات ومؤسَّسات على توحيد الله جل جلاله، قال محمد بن كعب: "كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة"، وقال البيضاوي في تفسيره: "والمعنى: أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصوَّرت بصورة محسوسة لم تتحمَّلها هذه الأجرام العظام، وتفتت من شدَّتها، أو أن فظاعتها مجلبة لغضب الله بحيث لولا حلمه لخرب العالم، وبدد قوائمه غضبًا على مَنْ تفوَّه بها". وقال ابن عباس في قَوْلِهِ تعالى ذكره: ﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾ [مريم: 90، 91]، قَالَ: إِنَّ الشِّرْكَ فَزِعَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ، وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، فَكَادَتْ أَنْ تَزُولَ مِنْهُ لِعَظَمَةِ اللَّهِ".