كيف تقام الحنيفية في الدين الإسلامي؟ لقد وردت الحنيفية في القرآن الكريم اثنتي عشر مرةً باختلاف لفظها بالإفراد أو الجمع، واقترنت في ثمانٍ منها بإبراهيم عليه السلام. ويظهر في القرآن الكريم تنازع طوائف مختلفةً على إبراهيم عليه السلام في حقيقة دينه الذي كان عليه، مثل اليهود والنصارى والعرب، فزعم اليهود أن إبراهيم كان يهودياً؛ لأنهم أبناء اسحاق ولد إبراهيم عليه، وزعمت النصارى أن إبراهيم كان نصرانياً، وادعت نسب عيسى له من ناحية أمة التي ترجع لإبراهيم عليه السلام، وأما العرب فادعوا أنهم على دين إبراهيم الحنيفية؛ وذلك لزواج إسماعبل من قبيلة جرهم العربية التي قطنت عنده بعد حادثة زمزم، ولكن الله أبطل زعمهم ودحض افتراءاتهم، ورد عليهم.
دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية. كيف تقام الحنيفية في الدين الإسلامي؟ دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية: الحنيفية في اللغة: لقد ذكر الخليل بن أحمد في معنى الحنيفية لغة، الحنف ميل في صدر القدم، ورجُل أحنف، ويُقال: تحنّف فلان إلى الشيء تحنفاً إذا مال إليه، والحنيف في قول: المسلم الذي يستقبل قبلة البيت الحرام على ملة إبراهيم عليه السلام حنيفاً مسلماً، وأحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحةِ وهي ملة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم. وأما ابن فارس: فإنه يعرفها بأصلها فيقول: حنف الحاء والنون والفاء أصل مستقيم وهو الميل، يُقال للذي يمشي على ظهور قدميه أحنف، والحنيف المائل إلى الدين المستقيم: "ولكن كان حنيفاً مُسلماً" والأصل هذا، ثم يتسع في تفسيره فيقال الحنيف الناسك، ويقال المختون، ويُقال يتحنف أي تحرى أقوم الطرق. وعليه فإن معنى الحنيفية في اللغة الميل عن الشيء. ما هي كيفية إقامة دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية؟ – e3arabi – إي عربي. تعريف الحنيفية إصطلاحاً: قال الأزهري: من كان على دين إبراهيم فهو حنيف، وقال: وكان عبدة الأوثان في الجاهلية يقولون: نحن حنفاء على دين إبراهيم فلمّا جاء الإسلام سُموا حنيفاً. قال الراغب: الحنف هو ميل عن الضلال إلى الإسلام، والحنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال، والحنف هو المائل إلى ذلك قال عزّ وجل"قانتا لله حنيفاً "وقال: حنيفاً مسلماً" وجمعه حنفاء، قال عزّ وجل: "واجتنبوا قول الزور حنفاء لله" وتحنف فلان أي تحري طريق الاستقامة، والظاهر من كلامه أنه اختار الحنف بمعنى الميل، فذكر أنه ميل للإسلام أو عن الإسلام ثم رجّح الميل للإسلام مستدلاً بقول الله تعالى: "واجتنبوا قول الزور حنفاء لله".
• وهو الدين الذي لا يقبل الله مِن أحد دينًا سواه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. 2- الإسلام بمعناه الخاص هو الشَّريعة التي جاء بها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين فنسخَت شَريعتُه كلَّ الشرائع، وختم به - صلى الله عليه وسلم - الرسالة والنبوَّة؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18]، وبهذا أصبحت شريعة الإسلام لا تَقتصِر على جنس أو قوم، بل هي للناس والأمم كافة، وهي بهذا شريعة عالمية كاملة؛ ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ [سبأ: 28]. 3- الإسلام هو دِين الفِطرَة والدِّين الذي ارتضاه الله لعباده ولا يقبل غيره؛ لأنه ناسخ لما قبله من الأديان ومُهيمِن عليها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]؛ قال السعدي - رحمه الله [2] -: "أي: مَن يَدين لله بغير دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعِباده، فعمَلُه مردود غير مقبول؛ لأن دين الإسلام هو المتضمِّن للاستِسلام لله، إخلاصًا وانقيادًا لرسلِه؛ فما لم يأتِ به العبد، لم يأتِ بسبب النَّجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، وكلُّ دِين سواه فباطل" اهـ.
2019-10-12, 02:41 PM #1 أَحَبُّ الدِّينِ إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ الشيخ أسامة عطايا العتيبي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذا بحث متوسط في تخريج حديث: «أَحَبُّ الدِّينِ إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» وبيان صحته. أسأل الله التوفيق والسداد. تخريجه: علَّقه البخاري في صحيحه. كتاب الإيمان. بَابٌ الدِّينُ يُسْرٌ، وَقَوْلُ النبيصلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الدِّينِ إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»(1/23). وقد ورد موصولاً عن عدد من الصحابة منهم أبو أمامة، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وأبو هريرة، وعبدالله بن عمر، وجابر بن عبدالله، وسعيد بن العاص، وأسعد بن عبدالله بن مالك ، وعائشة رضي الله عنها، ومرسل أبي قلابة، وعمر بن عبدالعزيز، وأبيه عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموي، ومحمد بن واسع، وحبيب بن أبي ثابت. أولاً: حديث أبي أمامة t: رواه الإمام أحمد في المسند(5/266)، والطبراني في المعجم الكبير(8/170، 216رقم7715، 7868)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه(2/204)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد(رقم17)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس(ص/353-354) من طريق معان بن رفاعة عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة t وسنده ضعيف، معان بن رفاعة لين الحديث، وعلي بن يزيد الألهاني ضعيف، وهو إلى الترك أقرب.
في الجزء الثاني… من هم الحنفاء؟ هل كانوا أفرادا أم فرقة؟ وما كانت كتبهم الدينية؟ لقراءة الجزء الثاني: دين إبراهيم في "الجاهلية": من هم الحنفاء؟ هل كانوا أفرادا أم فرقة؟ وما كانت كتبهم الدينية؟ 3/2 لقراءة الجزء الثالث: دين إبراهيم في "الجاهلية": هل الحنيفية مجرد تجميعة منقحة لعقائد الديانات التي كانت تجاورها؟ 3/3 [1] عن "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام". [2] سورة البقرة، الآية 135. [3] عن "العرب واليهود في التاريخ". [4] عن "الأحناف… دراسة في الفكر الديني التوحيدي في المنطقة العربية قبل الإسلام". [5] بمعنى: الله قد شفى. [6] بمعنى: الذي يجاهد مع الله. [7] بمعنى: الذي يساعد الله. [8] جمعُ حياة. [9] عن "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين". [10] في "تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام".
تنبيهات هامَّة: 1- الإسلام له مَعنيان عام وخاص، فهو بمعناه العام المتقدِّم آنفًا دين الأنبياء والمُرسَلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. • هو دين نوح - عليه السلام - حيث قال لقومه: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72]. • ودين خليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام - كما قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67]. • ودين ذرية إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 131، 132]. • وهو دين يعقوب - عليه السلام - وبَنيه؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 133].