تابع أيضاً: اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب الرحمة من صفات الخالق عز وجل الذي أنعم بها على جميع مخلوقاته في الأرض، ولولا وجود هذه الرحمة لكانت البشرية مثل الوحوش تأكل بعضها دون أي خوف من كارثة أو موت، ولكن بوجود الرحمة في القلوب يعيش العالم في سلام، كما أن الرحمة من أهم أسباب دخول الجنة، حيث يقول الرسول صلى الله: " لن يُدخل أحداََ منكم عمله الجنةَ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة"، ونرى اثار رحمة الله تغمر عباده الصالحين الذين يفعلون الشيء طوعاََ لله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصيب المسلمَ من نَصَب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غمّ ـ حتى الشوكة يُشاكها ـ إلا كفر الله بها من خطاياه». ( 7 البخاري (5641)، مسلم (2573)) أما ما يصاب به الكفار من المصائب والعقوبات، فهي رحمة بالمؤمنين من شر الكفار وتسلطهم، وإفسادهم في الأرض، وهي عدل مع الكفار. وأذكر بهذه المناسبة آية من كتاب الله عز وجل ظهر لي فيها معنى خفيٌّ يدل على أن ما يصيب المؤمن من ضرر ومكروه، إنما هو من آثار رحمة الله تعالى، وموجب اسمه سبحانه «الرحمن الرحيم». من اثار رحمة الله. قـال الله تعـالى عـن مؤمن آل ياسين أنه قال لقومه المشركين: ﴿إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ﴾ [يس: 23] ، فلماذا اختار هذا الرجل الصالح اسم (الرحمن) من بين أسماء الله تعالى؟ وهل (الرحمن) يريد الضر بعباده المؤمنين؟ إن المعنى اللطيف في هذه الآية ـ والله أعلم ـ أن الضر إذا أتى من (الرحمن) فإن هذا موجب رحمته ولطفه، ويصير الأمر الذي ظاهره الضر في حقيقته رحمة، وخيرًا للمؤمن، لأن الرحمن لا يصدر عنه إلا الرحمة واللطف والبر. رحمة الله بأوليائه تاسعًا: وتتجلى رحمة الله عز وجل في رحمته الخاصة بأوليائه، وتوفيقهم، وتسديدهم، وحفظهم، وتيسير أمورهم، وإجابة دعائهم، ونصرهم على أعدائهم الكافرين، وتمكينه لهم في الأرض، وإعانتهم وإغاثتهم في قضاء حوائجهم كجلب الرزق والمطر، وكشف الكروب، وخرق السنن الكونية لهم، وإظهار الكرامات على أيديهم.
· ومن آثار رحمته في خلقه إيجاده وخلقه لليل والنهار ليسكن فيهما العباد؛ ويقضوا فيهما معايشهم؛ وتستقيم بهما حياتهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص:73].
الرحمة بالعصاة رحمة الله تعالى تسع كل البشر وحتى العصاة والمذنبين منهم فعندما يقوم أحد العباد بارتكاب خطأ ما يعطيه الله تعالى فرصة للتوبة والرجوع عن الذنب وبالتالي لا ينبغي للعاصي أن يخجل من الله تعالى ويفقد الأمل في رحمته لأن الله هو أرحم الراحمين. تعليم الإنسان يولد الإنسان وهو لا يعلم أي شيء في الحياة فكان من رحمة الله به أن رزقه القدرة على التعلم والتفريق بين الحق والباطل وجعل لديه القدرة على التمييز والفهم من خلال مجموعة الحواس الخمس ومنحه العقل ليتمكن من العيش بصورة سليمة هذه الأمور جميعها من مظاهر الرحمة التي أنزلها الله على عباده. إرسال الرسل كانت الرسل والرسالات التي جاؤوا بها من الآثار الرائعة لرحمة الله حيث كان الناس يتخبطون بالجهل والضلال ولا يعلمون من خالقهم ومن رازقهم فجاءت الرسل لتبين لهم حقيقة خلقهم ومن هو المستحق للعبادة والشكر والدعاء. من اثار رحمة الله بعبادة في قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) : (1 نقطة) أنه قادر على إجابة الدعاء أن الله يبصر ويرى كل شيء أنزال المطر - الداعم الناجح. قصص عن رحمة الله هناك الكثير من القصص التي تعبر عن رحمة الله تعالى الواسعة التي شملت عباده وإليكن مجموعة بارزة من هذه القصص المؤثرة، تتمثل فيما يلي: قصة المذنب مع الرسول جاء رجل للرسول عليه الصلاة والسلام وقال له ماذا عن شخص قام بفعل كل المعاصي والذنوب الموجودة في الدنيا ولم يترك شيئا لم يفعله هل يقبله الله تعالى فرد عليه الرسول وسأله هل توحد الله وتشهد أنه لا إله إلا هو فرد الرجل نعم.