۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) قال البخاري: قوله: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) ألم تعلم ؟ كقوله: ( ألم تر كيف) [ إبراهيم: 24] ( ألم تر إلى الذين خرجوا) [ البقرة: 243] البوار: الهلاك ، بار يبور بورا ، و ( قوما بورا) [ الفرقان: 18 ، الفتح: 12] هالكين. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة إبراهيم - تفسير قوله تعالى ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا- الجزء رقم9. حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء سمع ابن عباس: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال: هم كفار أهل مكة. وقال العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية: هو جبلة بن الأيهم ، والذين اتبعوه من العرب ، فلحقوا بالروم. والمشهور الصحيح عن ابن عباس هو القول الأول ، وإن كان المعنى يعم جميع الكفار; فإن الله تعالى بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين ، ونعمة للناس ، فمن قبلها وقام بشكرها دخل الجنة ، ومن ردها وكفرها دخل النار. وقد روي عن علي نحو قول ابن عباس الأول ، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل: أن ابن الكواء سأل عليا عن ( الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: كفار قريش يوم بدر.
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى: ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى ، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأول. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 28. وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: ( إن الذين كفروا) أي: بما أنزل إليك ، وإن قالوا: إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) أي: إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك ، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق ، فقد كفروا بما جاءك ، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك ، فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا ، وقد كفروا بما عندهم من علمك ؟! وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال: نزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب ، وهم الذين قال الله فيهم: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها) [ إبراهيم: 28 ، 29]. والمعنى الذي ذكرناه أولا وهو المروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة ، أظهر ، ويفسر ببقية الآيات التي في معناها ، والله أعلم.
﴿ ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ [ إبراهيم: 28] سورة: إبراهيم - Ibrāhīm - الجزء: ( 13) - الصفحة: ( 259) ﴿ Have you not seen those who have changed the Blessings of Allah into disbelief (by denying Prophet Muhammad SAW and his Message of Islam), and caused their people to dwell in the house of destruction? ﴾ دار البوار: دار الهلاك ( جهنّم) ألم تنظر أيها المخاطب -والمراد العموم- إلى حال المكذبين من كفار قريش الذين استبدلوا الكفر بالله بدلا عن شكره على نعمة الأمن بالحرم وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيهم؟ وقد أنـزلوا أتباعهم دار الهلاك حين تَسببوا بإخراجهم إلى "بدر" فقُتِلوا وصار مصيرهم دار البوار، وهي جهنم، يدخلونها ويقاسون حرها، وقَبُحَ المستقر مستقرهم. الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة إبراهيم Ibrāhīm الآية رقم 28, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال، قال ابن عباس لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين هذه الآية: { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} قال: هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدر، وأما أعمامك فأملى اللّه لهم إلى حين. وقال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن زيد: هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر؛ وكذا رواه مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر. وقوله: { وجعلوا للّه أندادا ليضلوا عن سبيله} ، أي جعلوا له شركاء عبدوهم معه ودعوا الناس إلى ذلك، ثم قال تعالى: مهدداً لهم ومتوعداً لهم على لسان نبيّه صلى اللّه عليه وسلم { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} أي مهما قدرتم عليه في الدنيا فافعلوا فمهما يكن من شيء { فإن مصيركم إلى النار} أي مرجعكم وموئلكم إليها، كما قال تعالى: { نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ}. وقال تعالى: { متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}. تفاسير القران تعليقات القراء أكتب تعليقا إقرأ أيضاً رياضة وشباب محليات
وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا ، فقال: حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الهيثم عن عبد الله بن عمرو ، قال: قيل: يا رسول الله ، إنا نقرأ من القرآن فنرجو ، ونقرأ فنكاد أن نيأس ، فقال: ألا أخبركم ، ثم قال: ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) هؤلاء أهل النار. قالوا: لسنا منهم يا رسول الله ؟ قال: أجل. [ وقوله: ( لا يؤمنون) محله من الإعراب أنه جملة مؤكدة للتي قبلها: ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) أي هم كفار في كلا الحالين ؛ فلهذا أكد ذلك بقوله: ( لا يؤمنون) ويحتمل أن يكون ( لا يؤمنون) خبرا لأن تقديره: إن الذين كفروا لا يؤمنون ، ويكون قوله: ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) جملة معترضة ، والله أعلم].