إنها نعمة الله تعالي علينا, فلم يترك لنا باباَ من الخير إلاوأعطي لنا كل سبل الوصول إليه, فجعل باب التحاور من الأشياء التي توصل بين الزوجين. فاهتم القرآن الكريم بالحوار, و فتح الطرق التي تؤدى لحسن التلقي و الاستجابة, احتراما لكرامة الإنسان وإعلاء لشأن عقله. تفسير سوره الكهف كتابه وقراءه. و لهذا كان لازما الحديث خاصة علي الأزواج, ذلك لأنهما أكثر اثنين تجمعهما الأيام و الأعباء و المشكلات. فالحوار ذو قيمة لابد أن يدركها كلاهما, خاصة و قد أتي القرآن الكريم ببعض صور للحوار, فهذا حوار قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف عندما استعلي أحدهما علي الآخر بكثرة زرعه وثماره, وهذا حوار في قصة موسى و العبد الصالح الخضر, غير حوار إبراهيم عليه السلام حين همً بذبح ابنه قال تعالي " فلما بلغ السعي قال يابني إني أرى في المنام أنى أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين " والحوار الرائع الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في الغار بينما المخاطر تحدق بهما " إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا " ما أجمل حسن التلقي و ما أجمل الاستجابة رغم هول الموقف. أما رسولنا الكريم فضرب لنا المثل في حواره مع زوجاته, والحديث معهم وتخصيص الأوقات لذلك رغم ما كان يعانيه من عبء المسئولية التي اختارها له الله عز و جل.
قد لا يكون لدى الباحث سلاح قوي حتى الآن ، لكن تقييمه لمجال عمله محدد على الفور.
كما أرشد الله تعالى إلى ذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]. ومَنْ رَفضَ دعوة الله تعالى ودعوة رسوله صلّى الله عليه وسلّم فقد رفض الحياةَ كلياً، واختار لنفسه الموت المعنوي، موت القلوب والعقول لا الأجساد. [1] التحرير والتنوير (3/ 174). [2] انظر: تفسير السعدي (1/ 260). [3] انظر: المصدر نفسه (1/ 261). [4] انظر: التحرير والتنوير (3/ 184). [5] انظر: تفسير ابن كثير (3/ 15). [6] انظر: تفسير السعدي (1/ 452، 453). [7] التحرير والتنوير (5/ 20). [8] رواه البخاري، (4/ 1905)، (ح6026)؛ ومسلم، (4/ 1999)، (ح2585). [9] فتح الباري شرح صحيح البخاري (10/ 553). [10] (تَدَاعَى لَهُ سائِرُ الجَسَد)؛ أي: دعا بعضُه بعضاً إلى المشاركة في ذلك، ومنه قولهم: «تداعت الحيطان»؛ أي: تساقطت، أو قربت من التَّساقط. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (16/ 356). [11] رواه البخاري، (4/ 1901)، (ح6011)؛ ومسلم، واللفظ له، (4/ 1999)، (ح2586). [12] فتح الباري شرح صحيح البخاري (10/ 540). (2) - لماذا نتدارس سورة الكهف؟ | موقع المسلم. [13] واه مـسـلـم، (3/ 1354)، (ح1728). [14] صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 259).
الأهداف الأساسية للقرآن (2): إِيجادُ المُجْتَمَعِ المُتَعاوِن إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أمَّا بعد: المُجتمع المُتعاوِنُ هو المُجتمع المُكَوَّن من الأفراد المتعاونين فيما بينهم، والذي نشأ وتربى على منهج القرآن الحكيم وأُسُسِهِ ومبادِئِه وتوجيهاتِهِ. وعندما يتربَّى المجتمع على نصوص القرآن، وينمو في جوٍّ قرآني، ويهتدي بأنواره، يكون مجتمعاً حياً حياةً عزيزةً كريمة، وإلاَّ فهو مجتمع ميت يجترُّ آلامَه ومآسيه، ويتجرع ذُلَّه وجهلَه وهوانَه كل لحظة. سورة الكهف مكتوبة كتابة كاملة بالتشكيل. وقد أدرك الصَّحابة الكرام رضي الله عنهم أنه لا بُدَّ من التَّعاون فيما بينهم؛ ليظفروا بعون الله وتأييده ونصره وتمكين الدِّين في الأرض، فكانوا يتواصون فيما بينهم على التَّعاون والاجتماع ونبذ التَّفرق والخلاف انطلاقاً من الآيات الكريمة الآتية: 1- قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103].
وعلى عكس هذا التصور الموغل في الظن بالله ظن السوء, فالأطفال المتوفون قد يكونون سبباً في إدخال ذويهم الجنة بسبب رحمة الله إياهم(=الأطفال). فقد روى البخاري في صحيحه تحت عنوان: فضل من مات له ولد فاحتسب, حديثاً برقم(1248) عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يُتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم". وفي رواية أخرى:اثنين. وهو ما يؤخذ منه أن الأطفال المتوفين قبل بلوغ الحلم مغفور لهم سلفاً بلا حاجة لدعاء أهليهم أو أقاربهم, ناهيك عن الحاجة للتأوه والحزن نتيجة عدم وجود أولاد لهم يدعون لهم, كما هي حال هذه المرأة مع حزنها على ابنها الذي مات ولم يخلف أولادا!. وإذا كان هذا المفهوم عن عدل الله تعالى يتجلى على مستوى الثقافة الشعبية على تلك الصفة التي عبرت عنها تلك المرأة, فإن مفهوم الثقافة(العالمة! ) عنه(=عدل الله) ليس بأفضل حالاً. فقد استضافت معدة التحقيق(أحد المشايخ!! ) لأخذ رأي(الشرع!! الأهداف الأساسية للقرآن (2) إيجاد المجتمع المتعاون. ) في تلك التأوهات على الأموات, فبعد أن ذكَّر الجميع بالعاقبة الحميدة للصبر على المصائب, عاد فخوَّفهم من سوء عاقبة البكاء على الأموات قائلاً:".... كما أن بكاء أهل الميت قد يكون سبباً في تعذيبه، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)".
وأن سعيه سوف يُرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى". وقوله تعالى:" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت". وقوله تعالى:"كل امرئ بما كسب رهين". وهذه الآيات, ونظائرها في القرآن كثيرة, تؤكد على أن الإنسان مرتهن لعمله, إن خيراً فخير, وإن شراً فشر. والعمل لا يؤخذ كسبب للعقاب إلا في حال كون الإنسان محلاً للتكليف بشروطه الشرعية المعتبرة. ومن أولى تلك الشروط, بلوغه الحلم. سورة الكهف مكتوبة كتابة عادية. ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه الإمام علي وغيره من الصحابة:" رفع القلم عن ثلاثة: وذكر منهم:الصبي حتى يبلغ". وما لم يكن الإنسان محلاً للتكليف, كالأطفال المتوفين, فإن الله تعالى بمقتضى عدله المطلق, لن يحرمه من رحمته وفضله لمجرد خلو سيرته الحياتية من أولاد يدعون له. ولا يمكن أن يقال أن الدعاء يأتي من باب الأعمال المثاب عليها الطفل الذي لم يبلغ الحلم, كما في حج الصبي, خلافاً للعقاب المطرد مع التكليف. لأن المعيار في الثواب, يقوم على مبدأ تكافؤ الفرص أيضاً, فالصبي القادر على الحج تهيأت له فرصة الحج وإن كان غير مكلف بعدُ, بدليل أنها لا تجزئه عن حج الفريضة. أما في حال دعاء الأولاد, فالصبي لم تتح له فرصة يكافئ بها أولئك الذين رزقوا أولادا!.