لم أجد أي شرح يبين علاقة السماكين بالمطر، لكني وجدت في شعر العرب ما يدل على النَّوء، وهو حركة النجوم، فيقول عبد الله بن الدُّمَينة: فما مُزنةٌ بين السِّماكين أومضت من الغَور ثم استعرضتها جنوبها ويقول حمّاد يرثي أباه: عليك سلام الله من قبر فاجع وجادك من نَوء السِّماكَين وابل وثمة شاعر آخر خاطب الرشيد في تولية ابنة الأمين: وقلد الأمر الأغرّ الأزهر نوء السماكين الذي يستمطر كانت العرب في الجاهلية إذا سقط نجم وطلع آخر (النوء) قالوا لا بد من أن يكون عند ذلك مطر أو رياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم، فيقولون "مُطِرنا بنوء الثريا"، أو بنوء الدّبَران، والسِّماك.
ذات صلة تطور مفهوم الوطن في الشعر العربي مفهوم الوطن مفهوم الوطن عند الشعراء عند ذكر الوطن يتبادرللذهن الأرض، والمساحة، والامتداد المتنوّع من الشجر والجبال، والسهل، والماء، والصحراء، وكذلك الأهل والعشيرة، واللغة، والحضارة، والدين، والتاريخ، والانتماء إلى كل ذلك، هذا بالنسبة لنا، مجموعة من المشاعر الجياشة تنتاب القارئ لمجرد ذكر الوطن، أما بالنسبة للفنان بشكل عام والشاعر على وجه الخصوص فإن شعوراً وارتباطاً عاطفياً وجدانياً وحساساً يتدفق من أعماقه عبر فمه على هيئة كلام بليغ ذي لحنٍ ووقعٍ كبير على نفس المتلقي، ليقنع من خلال إحساسه المرهف أنّ الوطن يسكن قلبَ الشاعر أينما تنقّل. وطن الشعراء في الحروب والانتكاسات إنّ الشعر ومنذ نشأته كان ولا يزال منبراً إعلامياً يتأثر مع كلّ مستجد يمرّ بقبيلة الشاعر ووطنه، فيفرح لفرحها ويتغنّى بأمجادها ويفخر ببطولاتها وانتصاراتها، ويحمسها وقت الحرب ويشد من أزرها ويحزن لانتكاساتها، ولأنّ الشعر خفيف على السمع والحفظ فكان وسيلة لنقل تراث وثقافة حتى يومنا. يقول الشاعر الشريف قتادة أبو عزيز بن إدريس في فترة الخلافة العباسية: بلادي وإن هانت علي عزيزة ولو أنني أعرى بها وأجوع ولي كفٌ ضِرغامٌ أصولُ بِبَطشها وأشري بها بين الورى وأبيع كان إذا ما تعرّض وطنه لاستعمار أو ما شابه فإن جرحاً لديه لا ينضب يظلّ ينزف شعراً، يصف حالاً ويؤرّخ مرحلةً، ويؤرّخ عادات عشيرته وشعبه فتتناقلها الأجيال.
يقول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان عن بلده التي رفض أن يقف بعد احتلال الغزاه لها إلا شاهراً قلمه يعبّر عن افتداء بلده بروحه: كلما حاربت من أجلك.. أحببتك أكثر أيّ ترب غير هذا الترب.. من مسك وعنبر أيّ أفق غير هذا الأفق.. في الدنيا معطّر كلّما دافعت عن أرضك.. عود العمر يخضّر
المنصور ابن السفاح، وقتل عبد الرحمن ابن أخيه المغيرة بن الوليد بن معاوية. ومن شعر عبد الرحمن وقد رأى نخلة برصافته (١): تبدّت لنا وسط الرصافة نخلةٌ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل فقلت شبيهي في التغرّب والنّوى... وطول اكتئابي عن بنيَّ وعن أهلي نشأت بأرضٍ أنت فيها غريبةٌ... فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي سقتك غوادي المزن في المنتأى الذي... يسحُّ ويستمري السماكين (٢) بالوبل وكان نقش خاتمه " بالله يثق عبد الرحمن، وبه يعتصم ". وأشاع سنة ١٦٣ الرحيل إلى الشام لانتزاعها من بني العباس، وكاتب جماعة من أهل بيته ومواليه وشيعته، وعمل على أن يستخلف ابنه سليمان بالأندلس في طائفة، ويذهب بعامة من أطاعه، ثم أعرض عن ذلك بسبب أمر الحسين (٣) الأنصاري الذي انتزى عليه بسرقسطة، فبطل ذلك العزم. ومن شعر عبد الرحمن أيضاً قوله يتشوّق إلى معاهد الشام (٤): أيّها الراكب الميمّم أرضي... لغتي | عبد الرحمن الداخل وفيض من الحنين!!! بقلم : ب. فاروق مواسي | القرية نت - كفرقاسم. اقر منّي بعض السلام لبعضي إن جسمي كما علمت بأرضٍ... وفؤادي ومالكيه بأرض قدّر البين بيننا فافترقنا... وطوى البين عن جفوني غمضي قد قضى الله بالفراق علينا... فعسى باجتماعنا سوف يقضي وترجمة الداخل طويلة، وقد ذكر منها ما فيه مقنع، انتهى؛ والله تعالى الموفق للصواب.
ملحوظات عن القصيدة: بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك إرسال