ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية اسلام ام عمارة كانت إحدى امرأتين من الأنصار اللتين بايعتا النبي صلى الله عليه وسلم في وفد الأنصار في العقبة، فهي من أوائل الأنصار إسلامًا، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت غزوة أحد ؛ خرجت مع زوجها (غزيّة) وولديها (عبد الله وحبيب) من زوجها السابق (زيد بن عاصم)، وكانت النسوة لا يباشرن القتال وإنما يقمنَ بأعمال الجهاد: مداواة الجرحى، وسقي العطشى، وغيرها. ام عمارة في غزوة احد انتصر المسلمون في بداية المعركة، ولكن الرماة تخلّوا عن أماكنهم فالتف خالد بن الوليد -وكان مشركاً- عليهم وتمزقت صفوف المسلمين، ولم يبق مع رسول الله سوى 10 من بينهم نسيبة وزوجها وولداها، فقاتلت عن رسول الله قتال الأبطال ، وأصيب ابنها عبد الله فضمّدت جراحه وأمرته بمتابعة القتال، وكان رسول الله يقول: « ما التفت يمينًا أو شمالًا إلا وجدتّها تقاتل دوني ». في وقت فرّ فيه الأبطال: صمدت وأصيبت بـ 13 جرحاً، ثم سقط رسول الله في حفرة وهاجمه (ابن أبي قمئة) فوقفت دونه فضربها على كتفها وشقّه فسقطت، ولما انتهت المعركة سأل عنها رسول الله وأمر بمداواتها. تضحية ام عمارة نسيبة بولدها قدّمت أم عمارة نسيبة درسًا في البطولة في موقف حاسم من مواقف المسلمين ، ثم تابعت المشاركة في معارك المسلمين ، وكانت ممن حضر بيعة الرضوان تحت الشجرة، ثم حضرت حجة الوداع.
«شاركت نسيبة بنت كعب في غزوة أحد، وحين اشتد القتال وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه للهجوم، كانت ضمن الذين يحرسونه ويدافعون عنه، ومعها زوجها وابنها، حتى تلقت 13 طعنة في جسدها، ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون من رفاقه في الجنة». التاريخ الاسلامي لم يستثن المرأة كمحاربة أو مدافعة عن وطن أو دين. وكما شاركت النساء في القتال مع داعش وغير داعش.. لم نسمع صوتاً أو لحية إسلامية بالكويت الحبيبة تستهجن وتحرم ذلك.. بل كانت الاصوات تهلل وتمجد من يشارك في نظرهم بـ«نصرة الدين»! أما المقاومة الكويتية، فلم تستثنِ المرأة في التصدي لقوات الغزو والاحتلال العراقي.. والتعذيب والتنكيل اللذين طالا شهداء الكويت لم يستثنيا شهيدات الكويت. يكفي أن تستعرضوا يا جهابذة الدين والتحليل والتحريم في الكويت، صور الشهيدات الكويتيات قبل دفنهن وهن مشوهات شرّ تشويه، لأنهن لم يترددن في الدفاع عن وطنهن الذي أحببنه وفدينه أكثر من الكثيرين منكم.. الذين غادروا وطنهم بحجة حماية أعراضهم. هذا من الجانب الديني الذي تتحججون به.. أما الجانب الأقوى بموضوعنا اليوم فهو دستورنا الذي يحكم حياتنا بكل جوانبها. ولاننا دولة مدنية، فلا يجوز يا معالي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر الصباح، الذي نعتبره أملنا ومصدر تفاؤلنا (اسمح لي أن أعتب عليك يا بو خالد) أن تطلب رأي رجال دين لتثبيت قرار أصدرته وكنت قوياً في إعلانه والدفاع عنه والاصرار على المضي قدماً فيه (وامتدحناك حينها).. لان هذا سيفتح عليك وعلى الاخرين باباً لن تستطيع إغلاقه.
تضمن القرآن الكريم عدداً من الآيات التي تؤسس لأصول التعامل الاقتصادي بين الناس، وتنظم حركة المجتمع اقتصادياً؛ سعياً لبناء مجتمع آمن مطمئن مستقر، ما يعود بالخير والنفع على الناس في الدنيا قبل الآخرة. ومن الآيات الواردة في هذا السبيل، قوله سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} (النساء:29). في هذه الآية الكريمة ينهى سبحانه عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضاً بغير وجه مشروع، كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف المعاملات المالية، التي لا تتفق وأصول الشرع الحنيف. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا | تفسير الجلالين | النساء 29. وعلى عادة الشرع في أحكامه وتشريعاته، فإنه لا يسد باباً للحرام، إلا ويفتح مقابله باباً للحلال، فلما نهى سبحانه عباده عن الكسب الحرام غير المشروع، أباح لهم طريقاً آخر للكسب الحلال المشروع، وهو طريق التجارة، ونحوها من الطرق التي أقرها الشرع الحنيف للتعامل المالي بين عباده، وبيَّن سبحانه في ختام الآية أنه إنما حرَّم عليهم ما حرَّم، وأحل لهم ما أحل من باب الرحمة بهم، هذه الرحمة التي تشمل سعادتهم في الدنيا والآخرة. بعد بيان المعنى الإجمالي للآية، نقف بضع وقفات، لكشف المزيد من المراد من هذه الآية: الوقفة الأولى: ليس المراد من { لا تأكلوا} الأكل خاصة؛ لأن غير الأكل من التصرفات، كالأكل في هذا الباب، لكنه لما كان المقصود الأعظم من المال إنما هو الأكل، قالوا لمن ينفق ماله: إنه أكله، ووقع التعبير بـ (الأكل) جرياً على ما هو متعارف عليه.
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا [ ص: 300] (29) ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب والسرقات، وأخذها بالقمار والمكاسب الرديئة. بل لعله يدخل في ذلك أكل مال نفسك على وجه البطر والإسراف، لأن هذا من الباطل وليس من الحق. ثم إنه -لما حرم أكلها بالباطل- أباح لهم أكلها بالتجارات والمكاسب الخالية من الموانع، المشتملة على الشروط من التراضي وغيره. ولا تقتلوا أنفسكم أي: لا يقتل بعضكم بعضا، ولا يقتل الإنسان نفسه. ويدخل في ذلك الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وفعل الأخطار المفضية إلى التلف والهلاك إن الله كان بكم رحيما ومن رحمته أن صان نفوسكم وأموالكم، ونهاكم عن إضاعتها وإتلافها، ورتب على ذلك ما رتبه من الحدود. تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...). وتأمل هذا الإيجاز والجمع في قوله: لا تأكلوا أموالكم ولا تقتلوا أنفسكم كيف شمل أموال غيرك ومال نفسك وقتل نفسك وقتل غيرك بعبارة أخصر من قوله: "لا يأكل بعضكم مال بعض" و "لا يقتل بعضكم بعضا" مع قصور هذه العبارة على مال الغير ونفس الغير فقط.
تاريخ الإضافة: 26/1/2017 ميلادي - 28/4/1438 هجري الزيارات: 100976 ♦ الآية: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (188). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ أَيْ: لا يأكل بعضكم مال بعضٍ بما لا يحلُّ في الشَّرع من الخيانة والغضب والسَّرقة والقمار وغير ذلك ﴿ وتُدْلُوا بها إلى الحكام ﴾ ولا تصانعوا (أي: لاترشوا) بأموالكم الحكَّام لِتقتطعوا حقَّاً لغيركم ﴿ لتأكلوا فريقاً ﴾ طائفةً ﴿ من أموال الناس بالإِثم ﴾ بأن ترشوا الحاكم ليقضي لكم ﴿ وأنتم تعلمون ﴾ أنَّكم مُبطلون وأنَّه لا يحلُّ لكم والأصل في الإِدلاء: الإِرسال من قولهم: أدليتُ الدَّلو.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠)) [النساء: ٢٩ - ٣٠]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) سبق فائدة تصدير الخطاب بهذا. (لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضاً بالباطل: أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا والقمار، والغش، والكذب، والنجش، والتدليس، وسائر المعاملات المخالفة للشرع. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- (أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا صَاحِبَ اَلطَّعَامِ? " قَالَ: أَصَابَتْهُ اَلسَّمَاءُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ. فَقَالَ: أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ اَلطَّعَامِ; كَيْ يَرَاهُ اَلنَّاسُ? مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي - رَوَاهُ مُسْلِمٌ وفي الرواية الأخرى (من غشنا) واللفظ الأول أعم، والغش: المراد به هنا: كتم عيب المبيع أو الثمن.