إذ كان خاصة الوحي عندهم أنه وعي لحقيقةٍ في نفْس إنسان يحسُّ صاحبها أنها آتية من لدن غيره. ثم استغلوا اكتشاف " فرويد " عن وجود العقل الباطن - وإن لم يسلَمْ هذا الاكتشاف من توجيه الاعتراضات عليه - فزعموا في تعريف الوحي بأنه طائفة من الأفكار الدينيَّة تَختمر في العقل الباطن عند المُستعدِّين لذلك، ثم ترتد إلى وعيهم مرة أخرى على جناح التخيُّل المُسلط بأنها هابطةٌ عليهم من قِبَل الله. وقد راج هذا القول رواجًا كثيرًا في دوائر المُستشرِقين، وأصحاب الفلسفة المادية على الإطلاق، ووصلت عدواه إلى كثير من المثقفين ثقافة ناقصة عِندنا، فخُدعوا فيه وناقشوا به، وسكت عن الرد عليهم علماءُ العصر، فلم أرَ من بينهم مَن وضَعَ ردًّا حاسمًا على هذه الشبهة الغليظة، ما عدا المغفور له الشيخ رشيد رضا ( في كتابه القيم: الوحي المحمدي)؛ فقد طوَّف حول الهدف وبذل ما استطاع - رحمه الله. ان هذا القران يقص على بني اسرائيل. ونحن قائلون بإذن الله تعالى في إسقاط هذه الشبهة قولاً فصلاً. وأول ذلك أن نسألَ أصحاب هذا الرأي: هل الأفكار التي تثبت العقل الباطن لدى مدَّعي النبوة لتختمر هناك وتتفاعل فيه، أفكار بشرية أم هي أفكار إلهية؟ ومن المستحيل أن يزعموا أنها أفكار إلهية، فتعيَّن عليهم أن يقولوا: إنها أفكار بشَرية لا محالة.
وأيضاً في العنكبوت الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:1-2]. ان هذا القران يهدي للتي هي. لكن إذا تأملت في هذه السور التي لم يأت فيها ذكر القرآن صريحاً تجد أنه ذكر فيها ما لا يتلقى إلا من القرآن، فمثلاً قال تعالى في سورة الروم: الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ [الروم:1-3]، هذا خبر عن واقع، وهو ما حدث من ظهور فارس على الروم: غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:2-3]، وهذا لا يتلقى من غير القرآن، فلذلك تجد أنه ما لم يذكر فيه القرآن صريحاً في المواضع التي ذكرت هذه الحروف المقطعة ذكر فيها شيء يتعلق بالقرآن، أو لا يمكن ألا يتوصل وألا يحصل إلا من القرآن، فعادت كسائر المواضع أنها بيان للإعجاز. ووجه الإعجاز في هذه الأحرف: أنها من كلام العرب الذي يتكون من هذه الكلمات، ومع ذلك عجزوا عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بسورة من مثله. منزلة إعراب القرآن في الشرع قال المؤلف رحمه الله: (وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فأعربه) أي: أفصح في قراءته وأبان، ولم تلتبس عليه الكلمات، (فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه) أي: مال عن القراءة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، (فله بكل حرف حسنة)، وقد روي هذا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه في جامع الترمذي وفيه: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، والحديث صحيح، قال عنه الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
هذا القرآن الذي نتعبَّد بتلاوته، ونتغنَّى ببلاغته، ونضع حياتنا في إطار تشريعه وحكمته، ونستمدُّ منه منذ كان هداية الناس وأشواق الوجود، وكل ثقافاتنا وعلومنا وأسباب تقدُّمِنا ومعالم قيادتنا الراشِدة على طرق الحياة.
وكل هذا لبيان وإبطال قول الذين قالوا: إن القرآن معاني لا حروف، والمؤلف رحمه الله أطال في مسألة الحرف والمعنى؛ لكونه يرد على الأشاعرة الذين يقولون: إن القرآن معناه من الله وحروفه من جبريل أو محمد صلى الله عليه وسلم. ولو كانت الحروف من غير الله لما بلغت هذا المبلغ من التعظيم والحفظ والصيانة والمكانة، وأنتم تعلمون أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز العلماء نقله بالمعنى، لكن هذا لم يأت في القرآن، فالأمة مجمعة أنه لا يجوز نقل القرآن إلا كما سمع، وكما تلقته الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبهذا يكون قد انتهى الفصل المتعلق بتقرير أن القرآن كلام الله، ونقف عليه، ونكمل إن شاء الله تعالى في الدرس القادم.
قال العوفي: عن ابن عباس في قوله: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا) إلى آخرها ، يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله. فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع. هذا القرآن. ثم قال: كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون. وكذا قال قتادة ، وابن جرير. وقد ثبت في الحديث المتواتر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما عمل له المنبر ، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد ، فلما وضع المنبر أول ما وضع ، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر ، فعند ذلك حن الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يسكن ، لما كان يسمع من الذكر والوحي عنده. ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إيراده: " فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجذع ". وهكذا هذه الآية الكريمة ، إذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته ، لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم ؟ وقد قال تعالى: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) الآية [ الرعد: 31].
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)... الآية، يعذر الله الجبل الأصمّ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم، هل رأيتم أحدًا قط تصدّعت جوانحه من خشية الله (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ) يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبهها للناس، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إياهم أن الجبال أشدّ تعظيمًا لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها. وقوله: (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) يقول: يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها، فينيبوا، وينقادوا للحق.
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَعَاهَدُوا هَذا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ". تَعَاهَدُوا هَذا الْقُرْآنَ | موقع نصرة محمد رسول الله. * * * القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حياة، بين الله فيه للناس ما يجب لهم وما يجب عليهم، وما يحل لهم وما يحرم عليهم، وذلك في قواعد كلية يندرج تحتها كل ما جد ويجد من شئون الحياة، فما من صغيرة ولا كبيرة يحتاج الناس إليها إلا شملها تشريعه ووسعها بيانه. { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (سورة هود:1). وهو الكتاب المهيمن على سائر الكتب السماوية، جمع ما تفرق منها، وصحح ما حرفته الأيدي العابثة، وأظهر ما أنكرته القلوب المريضة، ورد إليها قداستها بعد أن استخفت بها النفوس الأمارة بالسوء وذلك بأسلوبه البياني المعجز. فعرف منه أهل الحق ما أدخله فيها أهل الباطل من زيف وضلال، فصار القرآن ميزاناً لهذه الكتب السماوية يزنون به ما جاء فيها من أحكام وأخبار، فما كان موافقاً له كان صحيحاً، وما كان مخالفاً كان رداً على من أتى به إذ الكتب السماوية كلها قد خرجت من مشكاة واحدة لتعبر عن دين واحد هو الإسلام.
1 إجابة واحدة تعريف الصله الصغرى والكبرى مد الصلة الصغرى: هو أن تأتي هاء الضمير متحركة بين متحركين ولم يأت بعدها همز، مثل: {إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (4). {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} (5). مد الصله الصغرى والكبرى. ويمد مقدار حركتين وصلاً. مد الصلة الكبرى: هو أن تأتي هاء الضمير متحركة بين متحركين، والحرف الذي بعدها همزة قطع، نحو: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} (7). {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبعِينَ لَيْلَةً} (8). ويمد مقدار حركتين، أو أربع، أو خمساً كالمنفصل تم الرد عليه نوفمبر 30، 2019 بواسطة وليد مرسى ✦ متالق ( 429ألف نقاط)
تجويد القرآن الكريم القرآن الكريم كلام الله تعالى وليس كلام البشر، ولما أدرك الناس ذلك في قدم الزمان دخلوا في دين الإسلام أفواجا، وجعل الله لهم القرآن شفيعاً يوم القيامة، ولهذا وجب على كل مسلم ومسلمة تدبر آياته وترتيلها أحسن ترتيل، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، ومن بين الأحكام سنتعرف على مد الصّلة الكبرى ومد الصّلة الصّغرى. لقد تحدى الله سبحانه و تعالى البشر بأن يأتوا ولو بحرفٍ واحدٍ مثل القرآن الكريم، قال الله تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)} تعريف المد المد لغة الزيادة، و إصطلاحا هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد الثلاثة ( أ،و،ي) عند ملاقات همزة أو سكون. منتديات ستار تايمز. ولقد قُسِّم مد الصلة في علم التجويد إلى قسمان: مد الصلة الكبرى، مد الصلة الصغرى. مد الصّلة الكبرى مد الصلة الكبرى هو وقوع هاء الضمير المفرد المذكر الغائب بين متحركين، حيث يكون المتحرك الثاني مهموز. أي يبدأ بهمزة القطع، وعندها يتولد من الضم واو مدية ومن الكسر ياء مدية. مقدار المد سِتُّ حركات، ورسمه في القرآن الكريم هو وضع علامة المد { ~} فوق واو أو ياء الصّلة.
ملاحظة: - إذا وقف القارئ على التقليل وزال المانع من التقليل فإنها تقلل وجها واحدا. - في كلمة " تُمَارِ" لا تقلل لأن الياء فيها حذفت للجزم ولم تأت متطرفة. قد يبدوا أن الراء فيها متطرفة مكسورة ويجب أن نقلل الألف التي قبلها، لكن الراء هنا ليست متطرفة بل أتت في وسط الكلمة، والحرف المتطرف أي الحرف الذي في آخر الكلمة هي الياء لأن أصل الكلمة " تُمَارِي" فحذفت الياء للجزم. إذن نقرأها بالفتح ولا تقليل فيها. ( الفيديوا أسفله فيه كيفية القراءة) - كلمة " أَنصَارِيَ " لا إمالة فيها لأن كسرة الراء ليست كسرة إعراب، وإنما جاءت لضرورة اتصالها بياء المتكلم. للمزيد من التوضيحات شاهدوا الفيديوا أسفله
- الحالة الخامسة: ذوات الياء الواقعة رأس آية في السور الإحدى عشر ( طه، النجم، المعارج، القيامة، النازعات، عبس، الأعلى، الليل، الشمس، الضحى، العلق) شاهدوا الفيديو أسفله لمشاهدة الأمثلة وكيفية قراءتها في السور التي سبق ذكرها. -الحالة السادسة: في حروف فواتح السور ( هــ/ ي) من سورة مريم فقط، وحرفي ( ر/ ح) أينما وجدت. ما فيه الوجهان: ولدينا ثلاث حالات 1- ذوات الياء الواقعة رؤوس الآي متصل بها هاء التأنيث (سورة النازعات " مُرْسَاهَا - ذِكْرَاهَا - مُنتَهَاهَا " ، سورة الشمس " ضُحَاهَا - تَلاَهَا - جَلَّاهَا) النطق في الفيديوا أسفله. 2- هذه الكلمات الثلاث تقرأ بالوجهان: أراكَهُم - الجَارِ - الجَبَّارِين 3- كل ما رسم ياء ولم يكن رأس آية، بشرط النظر إلى البدل، وفق الجدول الآتي: موانع التقليل 1- التنوين: التنوين يمنع التقليل، مثلا إذا وقفنا على كلمة " سُدًى " نقللها، أما إذا وصلناها بما بعدها كقولنا " سُدًى اَلَم يَكُ نُطفَةً... " فإن التنوين في آخر كلمة سُدًى يمنع التقليل لأننا عندما نصلها بكلمة أَلَمْ سيصبح لدينا النقل. 2- إلتقاء الساكنين: عند الوقف على كلمة " الاَعْلَى " في سورة الأعلى فإننا نقللها، أما إذا وصلناها بما بعدها " الَاعْلَى الذِي" فإن إلتقاء الساكنين هنا يكون مانع للتقليل.