عبيدلي العبيدلي بين الحين والآخر، وبسبب وغير سبب، يقرأ أحد منا على أصحابه، أو يسرده سردا على نفسه، الشطر الثاني من إحدى قصائد أبو الطيب المتنبي التي هجا فيها كافور الإخشيدي وقال فيها: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم". الكثير منا يجهلون باقي أبيات القصيدة، ولا يعرفون المناسبة التي قيلت فيها. إن قصتها في غاية البساطة، فقد عرف عن المتنبي تقلبه في موقفه من ذلك "الكافور"، بين مديح جزيل وقدح غير محدود. يقول المتنبي في تلك القصيدة التي يأتي في مطلعها البيت: من أية الطرق يأتي نحوك الكرم... أين المحاجم يا كافور والجلم حتى يقول: أغاية الدين أن تحفوا شواربكم... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم وقد عاب المتنبي حينها على المصريين، في الشطر الأول من ذلك البيت، حصر تمسكهم بالدين في "حلق الشوارب"، في حين قبلوا بشخص مثل كافور أن يحكمهم، ومن ثم فلا يتحمل جريمة تنصيب كافور الاخشيدي ملكا على مصر أحد آخر غير المصريين أنفسهم، من وجهة نظر المتنبي. وشاطر أبو العلاء المعري، المتنبي فيما ذهب إليه، حبن خاطب أهل مصر قائلا: "اقتصرتم من الدين على ذلك، وعطلتم سائر أحكامه! ورضيتم بولاية كافور عليكم مع خسته، حتى ضحكت الأمم منكم واستهزأوا بكم وبقلة عقلكم".
من القائل الأمة التي أضحكت من جهلها الأمم؟ *هذا البَيْت مِن قصيدةٍ للمُتنبِّي في هجاء كافور، ومطلعُها قولُه: مِنْ أيَّةِ الطُّرْقِ يأتي مِثْلَكَ الكَرَمُ * أيْنَ المَحاجِمُ يا كافورُ والجَلَمُ وقوله: أغايَةُ الدِّينِ أن تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ * يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ يُخاطِبُ به أهلَ مِصر. يقولُ المعرِّي في " معجز أحمد ": ( مِن عادةِ أهل مِصر إحفاء الشَّوارب. يقول: اقتصرتُم منَ الدِّين علَى ذلك، وعطَّلتُمْ سائرَ أحكامه، ورَضِيتُم بولايةِ كافور عليكُم مَعَ خِسَّتِهِ، حتَّى ضَحِكَتِ الأُممُ مِنكم، واستهزؤُوا بكُم وبقلَّةِ عقلِكُم) انتهى. وفي شرح الواحديِّ: ( يقول لأهلِ مِصْر: لا شيءَ عندكم مِنَ الدِّين إلاَّ إحفاء الشَّوارب، حتَّى ضَحِكَت منكم الأُمم. وهذا إنكار عليهم طاعة الأَسْوَد، وتقريره في المملكة) انتهى المراجع ٺــقــصــﮂ: {يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ} هــذه مــن أقــوال أبــو الــطــيــب الــمــتــنــبــي ''
أما الموتى جوعا على الشاطىء المقابل فى الصومال وفى ارتريا ثم فى أثيوبيا فيكفى ما يتبرع به لهم الغرب ومؤسساته الصليبية الخيرية. ثم اننا ـ نحن المظلومين ـ ننسى كل ذلك الظلم الواقع علينا ، وننسى أموالنا الضائعة وحريتنا المسلوبة وكرامتنا المسحوقة ، ننسى ذلك كله ونتهم الغرب بالكفر ونتهم مؤسساته بالتبشير يالمسيحية، مع أن المعروف أنه لا يمكن أن ترغم انسانا على تغيير عقيدته اذا كان مقتنعا بها. كل ذلك دليل على نجاح الحكام البغاة فى التلاعب بعقولنا فى التعليم والاعلام والمساجد والمعاهد والملاهى والنوادى. باختصار فانه مع سلب 4 وواحد من عشرة تريليون دولار من أموال المسلمين العرب فاننا لا نزال كما نحن نتلقى الصفعات على القفا ونصلى على المختار المصطفى ، لا زلنا نتلقى الركلات فى المؤخرة وندعو للحكام الظالمين بالنصر فى الدنيا والآخرة!! ما أسعد الحكام الحرامية بنا..
وتتعاظم سلبيات ذلك، حين ننتقل إلى المستوى السياسي؛ حيث تدس أجهزة المخابرات الغربية أنوفها النتنة، وأصابعها القذرة، كي تروج لهذه السلوكيات، فتبرر ما تقوم به من تدخل في الشؤون العربية الداخلية، وتنجح في تأليب العربي على أخيه العربي، فتشق الصفوف، ويصفو لها الجو كي تستفرد بكل طرف عربي على حدة، بعد أن تسلخه من جسده العربي. هكذا لم يعد الأمر واقفا عند مستوى القبول بحاكم غير كفء، ومزاولة الشعائر الدينية على نحو خاطئ، بل تجاوز الأمر حدود أعراف العلاقات السياسية والدبلوماسية، فوجدنا أنفسنا نستعين بأجنبي غير كفء كي ينصرنا على أخ عربي كفء. ولم تعد أمور الأمة في أيدي حكامها، بل ولا حتى من نصَّبوا أنفسهم بديلا لأولئك الحكام. تطوَّرتْ مكونات المشهد السياسي العربي، من حكام، ومعارضات، وقيادات مجتمع مدني، في اتجاه سلبي، وهوت بكل قوتها نحو قاع مظلم سحيق يحول دون رؤية مستقبل الأمة واتجاه حركتها. ولم يعد من حق الأمم الأخرى أن "تضحك من جهلنا" فحسب، بل بات في وسعها أن تقهقه وبصوت عال مستفز من سذاجتنا عندما يتعلق الأمر بالأوضاع الاقتصادية التي دمرها -بدلا من أن يصلحها كما هو منطقي- اكتشاف النفط وبكميات غزيرة وافرة في المنطقة العربية.
وأعلن حجته فيما قال علنا ، بعديد الدراسات والأبحاث المنشورة في بطون امهات الكتب ، ومن فوق العديد من منصات العلم الجاد الملتزم ، ومنابر المؤتمرات والندوات والبرامج المسموعة والمرئية ، بلا وسوسة او سفسطة او تأتأة. وأنا انصت لبهتان هولاء اللعانين ، وامثالهم واتباعهم والمشايعين لهم ، تذكرت نصا كان قد استوقفني وانا انصت له ، أورده فيما يلي لانه يشي بحق بهؤلاء اللعانين من قوى الشد العابث بعصرنة فهمنا للمقاصد الربانية في الايمان وفي امور دنيانا. منذ الف واربعمئة عام ، عاشوا في البراري ، ناموا في المضارب ، اضاءوا لياليهم باشعال الزيت والحطب. لم يعرفوا غير الرعي والسبي والغزوات. تقاتلوا، تحاربوا ، تناحروا ، وتزاوجوا. منذ الف واربعمئة عام ، تركوا لنا قصصا وسِيَرا ذاتية ، واحاديثا ونصوصا بشرية ، قالوا انها مقدسة كما قال الذين من قبلهم. يتوجب علينا ان نفكر كما كانوا يفكرون ، أن نلبس كما كانوا يلبسون ، ان نعيش كما كانوا يعيشون ، ان نقاتل كما كانوا يقاتلون. بعد الف واربعمئة عام من التزوير ، يطلبون منا ان نصدق كل ما وردنا منهم ، ونحن نشهد الكثير من التزوير الحاضر. الف واربعمئة عام من التمترس خلف شخصيات وحكايات لا نعرف شيئا عن حقيقتها ، يتوجب علينا ان لا نخرج من عباءاتهم ، وان نقتدي بهم ، وان نمتثل لهم ، وان نتعلم منهم ، وان ننتقم لهم.
بداية نظمه للشعر وفي أثناء تعليمه في الأزهر الشريف، بدأ المنفلوطي في نظم الشعر، وقد كان ينظم أشعارًا مميزة، حتى انتهى به الأمر في السجن بعدما نظم قصيدة يهجو فيها الخديوي عباس الثاني والتي كان مطلعها: قدوم ولكن لا أقول سعيد... وملك وإن طال المدى سيبيد كل عز لم يؤيد بعلم فـ إلى الذل يصير. مصطفى لطفي المنفلوطي عودته إلى منفلوط وبعدما استقر الفتى وأصبح يومه يتقلب بين مجالس العلم ومُطالعاته وتأملاته ونشاطاته السياسيىة والتي لا تخلو من معارضة للخديوي، وفي عام 1905م، رحل الشيخ محمد عبده عن العالم تاركًا خلفه الفتى مستوحشًا لا يقدر على العيش في القاهرة بدونه. قرر المنفلوطي العودة إلى بلدته التي وُلد وتربى فيها تاركًا خلفه الأزهر، وذكرياته التي تكونت كلها في القاهرة مع شيخه الراحل، وكان ذلك بعدما لزم شيخه لعشر سنين وبعدما بلغ التاسعة والعشرين من عمره. الوظائف التي تقلدها المنفلوطي عمل كمحرر عربي في نظارة المعارف عام 1906م. عمل كمحرر عربي في وزارة الحقانية عام 1910م. عُين كـ سكرتير لوكيل للجمعية التشريعية عام 1913م. عُين رئيسًا لُغرفة في سكرتارية مجلس الشيوخ وبقي في هذه الوظيفة إلى أن مات. مصطفى لطفي المنفلوطي يرحل عن العالم وفي الثامن عشر من يوليو عام 1924م، أصاب المنفلوطي احتباس في البول أدى إلى تسمم في الدم، وأعقبه ذلك تدهور في صحته وإصابته بذبحة صدرية، حتى رحلت شمس مصفطى لطفي المنفلوطي عن العالم في يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 1924م، تاركًا خلفه تراثًا أدبيًا وشعريًا يُضيء الدرب لكل من أتى بعده.
(126 تقييمات) له (108) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (243, 824) مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن حسن لطفي أديب وشاعر مصري نابغ في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية في غاية الروعة. لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي. كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب في العصر الحديث. ولادته ونشأته ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في سنة 1293هـ الموافق 1876م من أب مصري وأم تركية في مدينة منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء، ومنفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطي سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئاً من شروحات على الأدب العربي الكلاسيكي، ولا سيما العباسي منه.
مصطفى بيومي يمثل مصطفى لطفي المنفلوطي عنصرا مهما في ثقافة الجيل الذي ينتمي إليه نجيب محفوظ، ومن ثم في ثقافة عدد غير قليل من شخصياته التي تنتمي إلى الجيل نفسه أو إلى أجيال أخرى تالية. عند أصدقاء "قشتمر"، في بداية رحلتهم مع الثقافة في عشرينيات القرن العشرين، يحتل المنفلوطي المركزالأول في قائمة "المصابيح المشعة التي تتنور بها رءوسهم"، وهو مصباح لا يؤذي المعتدلين مثل صادق صفوان:"رسم بتقواه لنفسه حدودا لا يتعداها، أحب المنفلوطي والرواد ولكنه أغلق وعيه دون ما يمس العقيدة أو يثير الشك". وفي حديث نجيب محفوظ عن سابا حبشي، في "المرايا"، يطل المنفلوطي جزءا من الثقافة التي تجمع بينهما:"وكنا في أوقات الفراغ نقرأ المنفلوطي معا ونستظهر ما نختاره من جمله الموسيقية". والمنفلوطي أيضا جزء من ثقافة أحمد عاكف في "خان الخليلي"، ذلك أن مكتبته تضم عددا من كتبه، وعندما يتخذ أحمد قرارا بأن يكون أديبا، يجد في إعجابه بالمنفلوطي ما يبرر الاتجاه الجديد:"لقد انتهى من القانون والعلم ولكن ليس القانون والعلم بكل شيء. هنالك ما يضارعهما جلالا وجمالا. فما سر ولعه بشوقي والمنفلوطي؟ ما طربه للبيان الساحر؟ ألا يجوز أن يكون استعداده الحق للأدب؟".
مصطفى لطفي المنفلوطي: أديب مصري، ونابغة في الإنشاء والأدب، تفرد بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية فريدة في غاية الجمال والروعة، تجلت في كافة مقالاته وكتبه، كما نظم الشعر في رقة وعذوبة، ويعتبر العديد من النقاد كتابيه «النظرات» و«العبرات» من أبلغ ما كُتب بالعربية في العصر الحديث. ولد «مصطفى لطفي محمد لطفي محمد المنفلوطي» سنة ١٨٧٦م بمدينة منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط، لأب مصري وأم تركية، عُرفت أسرته بالتقوى والعلم، ونبغ فيها الكثير من القضاة الشرعيون والنقباء على مدار مئتي عام. التحق بكتَّاب القرية، فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره، ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة فظل يتلقى العلم فيه طوال عشر سنوات، حيث درس علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه، وشيئًا من الأدب العربي الكلاسيكي، وقد وجد في نفسه ميلًا جارفًا نحو الأدب، فأقبل يتزود من كتب التراث في العصر الذهبي، كما طالع كلاسيكيات التراث الضخمة وذات التأثير الجلي في الثقافة العربية والإسلامية مثل كتاب: الأغاني والعقد الفريد، وسواهما من كتب التراث. لم يلبث المنفلوطي، وهو في مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، فلزم حلقته في الأزهر، واستمع لشروحاته العميقة لآيات القرآن الكريم، ومعاني الإسلام، بعيدًا عن التزمت والخرافات والأباطيل والبدع.
لتحميل كتاب مختارات المنفلوطي اضغط هنا رواية في سبيل التاج وهي أيضا من أروع الروايات التي تركها لنا المنفلوطي والتي عبر فيها عن مأساة حقيقية يعيش فيها أي شاب وهي تعارض عاطفتين لديه هو حب الأسرة وحب الوطن، وقد استخدم الكاتب أسلوباً ممتعاً في روايته ،اتسمت بالسهل الممتع كما اتسمت أفكار الرواية بالتسلسل والتماسك، وترصد الرواية أيضاً عن أخلاق الأشخاص وأقوالهم وحركاتهم بلا أي غموض. لتحميل رواية في سبيل التاج اضغط هنا كتاب الفضلية (بول وفرجيني) واحد من أروع مؤلفات المنفلوطي وقد ترجمها عن رواية للمبدع برناردين دي سان بيار وهي من أجمل الروايات التي يمكن وصفها بأي كلمات، لأن بداخلها الكثير من الحكم والصفات التي لم تعد موجودة في مجتمعاتنا الحالية، كما تحمل الكثير من الصفات كالحب والغيرة والتضحية والشرف وغيرها من الصفات التي ذكرها المنفلوطي بأسلوب خاص جداً. لتحميل كتاب الفضلية (بول وفرجيني) اضغط هنا رواية الشاعر وهو من أهم الروايات التي ألفها المنفلوطي والذي يجمع فيها مجموعة من القضايا المهمة للمجتمعات في فترة من الفترات، وفي الأصل فإن هذه الرواية مأخوذة عن الكاتب أدمون روستان وقد ترجمها المنفلوطي وبث فيها الروح باللغة العربية، فالرواية تجسد لمجموعة من الشخصيات الشجاعة التي تميزت بالوفاء والتضحية لذلك فإن هذه الرواية تأخذ القارئ إلى عالم آخر، هو العالم الأثيري الرائع والغير موجود في دنيا الأدب الحقيقي.
ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها، ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء، وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير، إنَّ الله وهبها فضاء لا نهاية له، فلا تغتصبها حقها، فتضعها في محبس لا يسع مد جناحها، أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصرك وراءها، لتسمع تغريدها فوق الأشجار، وفي الغابات، وعلى شواطئ الأنهار، وترى منظرها وهي طائرة في جو السماء، فيخيَّل إليك أنَّها أجمل من منظر الفلك الدائر، والكوكب السيَّار. أيها السعداء أحسنوا إلى البائسين والفقراء، وامسحوا دموع الأشقياء، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) 24 1 14, 134