{وما كان عطاء ربك محظوراً} فيه تأويلان: أحدهما: منقوصاً، قاله قتادة. الثاني: ممنوعاً، قاله ابن عباس.. تفسير الآيات (22- 24): {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)} قوله عز وجل: {وقضى ربُّك ألاّ تبعدوا إلاّ إياه} معناه وأمر ربك، قاله ابن عباس والحسن وقتادة. وكان ابن مسعود وأبيّ بن كعب يقرآن {ووصى ربك} قاله الضحاك، وكانت في المصحف: {ووصى ربك} لكن ألصق الكاتب الواو فصارت {وقضى ربك}. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإسراء - الآية 13. {وبالوالدين أحساناً} معناه ووصى بالوالدين إحساناً، يعني أن يحسن إليهما بالبر بهما في الفعل والقول. {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان: أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك. الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم. {فلا تقل لهما أفٍّ} يعني حين ترى منهما الأذى وتميط عنهما الخلا، وتزيل عنهما القذى فلا تضجر، كما كانا يميطانه عنك وأنت صغير من غير ضجر.
وقال أبو عبيدة والقتيبى: أراد بالطائر حظه من الخير والشر من قولهم: طار سهم فلان بكذا وخص العنق من بين سائر الأعضاء لأنه موضع القلائد والأطواق وغيرهما مما يزين أو يشين فجرى كلام العرب بتشبيه الأشياء اللازمة إلى الأعناق. ( ونخرج له ( يقول الله تعالى: ونحن نخرج ( يوم القيامة كتابا ( وقرأ الحسن ومجاهد ويعقوب: " ويخرج له " بفتح الياء وضم الراء معناه: ويخرج له الطائر يوم القيامة كتابا. وقرأ أبو جعفر " يخرج " بالياء وضمها وفتح الراء. تفسير وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه [ الإسراء: 13]. ( يلقاه ( قرأ ابن عامر وأبو جعفر " يلقاه " بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف يعنى: يلقى الإنسان ذلك الكتاب أى: يؤتاه وقرأ الباقون بفتح الياء خفيفة أى يراه ( منشورا ( وفى الآثار: إن الله تعالى يأمر الملك بطى الصحيفة إذا تم عمر العبد فلا تنشر إلى يوم القيامة. تفسير القرطبى قوله تعالى: وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه، قال الزجاج: ذكر العنق عبارة عن اللزوم كلزوم القلادة للعنق، وقال ابن عباس: طائره عمله وما قدر عليه من خير وشر، وهو ملازمه أينما كان. وقال مقاتل والكلبى: خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسب به. وقال مجاهد: عمله ورزقه، وعنه: ما من مولود يولد إلا وفى عنقه ورقة فيها مكتوب شقى أو سعيد.
وهذا إخبار عن كمال عدله أن كل إنسان يلزمه طائره في عنقه، أي: ما عمل من خير وشر يجعله الله ملازما له لا يتعداه إلى غيره، فلا يحاسب بعمل غيره ولا يحاسب غيره بعمله. { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} فيه ما عمله من الخير والشر حاضرا صغيره وكبيره
وفي {مترفيها} ثلاثة تأويلات: أحدها جباروها، قاله السن. الثاني: رؤساؤها، قاله علي بن عيسى. تفسير الآية :(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً). |. الثالث: فساقها، قاله مجاهد.. تفسير الآيات (17- 19): {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)} قوله عز وجل: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نُوح} واختلفوا في مدة القرن على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه مائة وعشرون سنة، قاله عبد الله بن أبي أوفى. الثاني: أنه مائة سنة، قاله عبد الله بن بُسْر المازني. الثالث: أنه أربعون سنة، روى ذلك محمد بن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم.. تفسير الآيات (20- 21): {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)} قوله عز وجل: {كُلاًّ نُمِدُّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربِّكَ} يعني البر والفاجر من عطاء ربك في الدنيا دون الآخرة.
وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ يُخْرَجُ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتَحِ الرَّاءِ، ﴿ يَلْقاهُ ﴾، قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَلْقاهُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، يَعْنِي: يَلْقَى الْإِنْسَانُ ذَلِكَ الْكِتَابَ، أَيْ: يُؤْتَاهُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بفتح الياء وتخفيف القاف أَيْ يَرَاهُ ﴿ مَنْشُوراً ﴾، وَفِي الْآثَارِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُ الْمَلَكَ بِطَيِّ الصَّحِيفَةِ إِذَا تَمَّ عُمْرُ العبد فلا تنشر إلا في يَوْمِ الْقِيَامَةِ. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
[ ص: 82] ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( 13) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( 14) من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( 15)) قوله عز وجل ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) قال ابن عباس: عمله وما قدر عليه فهو ملازمه أينما كان. وقال الكلبي ومقاتل: خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسبه به. وقال الحسن: يمنه وشؤمه. وعن مجاهد: ما من مولود إلا في عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد. وقال أهل المعاني: أراد بالطائر ما قضى الله عليه أنه عامله وما هو صائر إليه من سعادة أو شقاوة سمي " طائرا " على عادة العرب فيما كانت تتفاءل وتتشاءم به من سوانح الطير وبوارحها. وقال أبو عبيدة والقتيبي: أراد بالطائر حظه من الخير والشر من قولهم: طار سهم فلان بكذا وخص العنق من بين سائر الأعضاء لأنه موضع القلائد والأطواق وغيرهما مما يزين أو يشين فجرى كلام العرب بتشبيه الأشياء اللازمة إلى الأعناق. ( ونخرج له ( يقول الله تعالى: ونحن نخرج ( يوم القيامة كتابا ( وقرأ الحسن ومجاهد ويعقوب: " ويخرج له " بفتح الياء وضم الراء معناه: ويخرج له الطائر يوم القيامة كتابا.
قسّم قانون الولاية على أموال القاصرين إلى قسمين: قسم يختص بتحديد من لهم النيابة الشرعية عن القاصرين، وترتيبهم في النيابة، وحدود صلاحياتهم، وقسم اختص بإدارة أموال القاصرين يحدد تصرفات من له النيابة الشرعية في المال وادارته له. تعريف الولاية على القاصر لغة واصطلاحا الولاية في اللغة بالفتح الإمارة والنقابة، وتأتي بمعنى النصرة، والولي هو الناصر، والولي: كل من ولي أمرا أو قام به. وولي اليتيم: الذي يلي أمره ويقوم بكفايته. الولاية اصطلاحا "تنفيذ القول على الغير، شاء الغير أو أبى، في النفس أو المال، أو فيهما معا". الولاية على القاصرين لم تذكر عند الفقهاء بتعريف محدد، وانما تعرف بتتبع ما قالوه في أحكام الولاية على الصغار، ومن لا يحسنون التصرف بأموالهم، حيث وردت الولاية كونها: سلطة من الشارع الحكيم أعطيت ليكون صاحبها بها قائما على شؤون الغير ممن لا يمكنهم التصرف في شؤونهم الشخصية والمالية. الولاية في القانون الولاية: "نيابة شرعية يقوم الولي بمقتضاها مقام القاصر في إبرام التصرفات القانونية ورعاية شؤونه المالية" ، و سبب هذه الولاية هي الأبوة، للأب والجد، فالأبوة داعية إلى كمال النظر في حق الصغير لوفور شفقة الأب، وهو قادر على ذلك لكمال عقله ورأيه، والجد كذلك لأنه أب عند من يرى له ولاية.
الوصاية على القاصر تقاربت آراء فقهاء المذاهب الأربعة في مسألة الولاية والوصاية على القاصر وماله على النحو الآتي: [٧] الحنفية: ذهبوا إلى أنّ الولاية في مال القاصر تكون للأب، ثمّ لمن أوصى له الأب بالولاية على مال أولاده بعد موته، ثمّ لوصي وصيه، ثمّ الجد، ثمّ وصيّ الجد، ثمّ وصي وصيّه، ثمّ تؤول الوصاية إلى القاضي، ثمّ من نصبه القاضي وصياً على مال القاصر. المالكية: الولاية على الصغير تكون للأب الرشيد، ولا تؤول للجد أوالأخ أوالعمّ إلّا بوصية الأب، ثمّ يلي الأب وصيّه، ثمّ وصيّ الوصيّ، ثمّ تكون الوصاية للحاكم أو من ينيبه الحاكم. الشافعية: ذهبوا في قولٍ لهم أنّ الوصاية للأب ثمّ وصيّه، ثمّ للجدّ، ثمّ وصيه، لكنّ الأم تُقدّم على وصيهما، وذلك لكمال شفقتها عليه، وفي قولٍ آخرٍ للشافعية؛ أنّه لا تلي الأم الأبَ والجدّ في الولاية. الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أنّ الولاية على القاصر للأب، ثمّ لوصيّه العدل، وفي حال غياب الأب ووصيّه، أو كان الأب موجوداً لكنّه فقد شيئاً من الصفات المعتبرة في تحمّل الولاية فتثبت الولاية للحاكم؛ فالحاكم وليّ من لا وليّ له. المراجع ↑ قرارات مجلس الإفتاء (16-3-2014)، "إدارة وتنمية أموال الأيتام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2019.
يعتبر قانون الأحوال الشخصية السوري أن للأب أو الجد العصبي -عند عدم وجود الأب – الولاية على مال القاصر من حيث حفظه و التصرف فيه و إدارته. إلا أنه إذا تبرع شخص بمال للقاصر فيجوز له أن يشترط عدم تصرف وليه بالمال, و عند ذلك تعين المحكمة وصياً خاصاً على المال المتبرَع به. لا يجوز نزع مال القاصر من يد الأب والجد العصبي إلا في حالة خيانته أو سوء تصرفاته فيه. لا يجوز للأب أو الجد العصبي التبرع بمال القاصر أو بمنافعه, ولا بيع عقاره أو رهنه إلا بإذن القاضي بعد تحقق المسوغ. إذا أصبحت أموال القاصر في خطر بسبب سوء تصرف الولي أو لأي سبب آخر فيمكن للمحكمة أن تنزع ولايته أو تحد منها. يجوز للقاضي أن يعهد إلى حاضنة القاصر ببعض أعمال الولي الشرعي المالية إذا تبين أن مصلحة القاصر تقضي بذلك وبعد سماع أقوال الولي. تقف الولاية إذا اعتبر الولي مفقوداً أو حجر عليه أو اعتقل وتعرضت باعتقاله مصلحة القاصر للضياع ويعين للقاصر وصي موقت إذا لم يكن له ولي آخر. Post navigation
م ـ474: يجوز للأب والجد أن يجعل القيمومة على الأطفال لاثنين أو أكثر، كذلك يجوز له جعل ناظرٍ مع الوصي بالنحو الذي سيأتي تفصيله في مبحث الوصي. م ـ475: إذا أطلق الموصي ولاية القيِّم شملت كل جوانب التصرف المناسب لأولاده القاصرين، كحفظ نفوسهم وأموالهم وتربيتهم والإنفاق عليهم واستيفاء ديونهم ودفع ما يترتب عليهم دفعه من نفقات السكن والخدم والضمانات والضرائب والحقوق الشرعية وغير ذلك. أما الولاية على تزويجهم وتفاصيل أخرى لها علاقة ببعض ما ورد فقد ذكر بعضها سابقاً ويذكر بعضها الآخر في محله لاحقاً. وإذا قيّدها بمجال دون مجال انحصرت صلاحياته فيما قيده به، ولم يكن له التعدي إلى غيره من شؤون القاصرين، بل يكون النظر في ما يخرج عن صلاحيات الوصي للحاكم الشرعي إن وجد، وإلا فلعدول المؤمنين الذين قد يكون هو منهم فيجوز له توليها حينئذ، إلا أن يفهم من التقييد عدم رغبة الموصي بتولي الوصي لها. هذا، وسوف نذكر في (مبحث الوصي) مزيداً من التفاصيل حول بعض هذه الأمور وغيرها.