والدنيا دار عمل والآخرة دار حساب ، يدل على ذلك أسلوب القصر " إنما " و إنما توفون أجوركم يوم القيامة " فحين يُجمع المخلوقات " الجن والإنس " بشكل خاص في أرض المحشر ثم في أرض الحساب وتوزع الكتب على أصحابها يتخاصم الناس فيما بينهم " ثم إنكم يومئذٍ عند ربكم تختصمون " ويطالب المظلوم بحقه من الظالم ، ومِن عدلِ الله تعالى أن لا يضيع مثقال ذرة " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " ويقول سبحانه " ولا يظلم ربك أحداً " وقال القرطبي رحمه الله تعالى: فأجر المؤمن ثواب, وأجر الكافر عقاب, ولم يعتد بالنعمة والبلية في الدنيا أجرا وجزاء; لأنها عرصة الفناء. ومن جُنِّب النار ونجا منها وأدخل الجنة فقد فاز كل الفوز، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرءوا إن شئم " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " وتقدم عند قوله تعالى " ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ".
يقول ابن كثير في قوله تعالى: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [سورة آل عمران:185]: ".. فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله". وابن جرير الطبري - رحمه الله - يقول: وما متاعها الذي متعكموه في هذه الحياة الدنيا إلا الغرور، والخداع؛ لأنها لا حقيقة لها، وهي مضمحلة، ولا تستحق أن ينصرف الإنسان عن الدار الآخرة الباقية بسبب هذه الدنيا الفانية، ولكن الغرور، والخداع؛ هو الذي يفعل فعله في نفوسكم، فيحصل الانكباب عليها، والتشاغل بها عن طاعة الله - تبارك وتعالى -.
"روى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، اقرءوا إن شئتم: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [سورة آل عمران:185] هذا حديث ثابت في الصحيحين من غير هذا الوجه بدون هذه الزيادة، وقد رواه بدون هذه الزيادة أبو حاتم وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه [1]. وقوله تعالى: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [سورة آل عمران:185] تصغير لشأن الدنيا، وتحقير لأمرها، وأنها دنيئة فانية، قليلة زائلة كما قال تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [سورة الأعلى:16-17] وقال تعالى: وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [سورة القصص:60] وفي الحديث: والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بمَ ترجع إليه [2]. وقال قتادة في قوله تعالى: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [سورة آل عمران:185] هي متاع متروكة، أوشكتْ والله الذي لا إله إلا هو أن تضمحل عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله".
وتتمنى الرجوع إلى الدنيا وإصلاح ما فات ولكن لا تُمكَّن من ذلك، وإنما هو الجزاء، فدار الدنيا عملٌ ولا جزاء، وأمَّا الدار الاخرة فهى جزاءٌ ولاعمل. (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)، (فَمَنْ زُحْزِحَ) أي أبعدَ عن النار، (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) يعني نجا.
في قوله: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [سورة آل عمران:185] المتاع هو الشيء الذي يضمحل ويزول لا بقاء له، فالنعيم الذي يضمحل هو من قبيل المتاع، والغرور: هو الذي يتبهرج ويتزين أمام الناظرين، ومن تعاطاه، ولكنه لا حقيقة له، فكل ما غرَّ فهو من الغرور.
وقد رواه بهذه الزيادة أبو حاتم بن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، من حديث محمد بن عمرو". وذكره السيوطي 2: 107 ، وزاد نسبته لابن أبي شيبة ، وهناد ، وعبد بن حميد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 277 ، من رواية الترمذي - ضمن ألفاظ للحديث بمعناه ، عند أحمد ، والبخاري ، والطبراني في الأوسط "بأسناد رواته رواة الصحيح" ، وابن حبان في صحيحه.
حاربت الحركة النسوية في موجتها الأولى من أجل الحق في الملكية ومعارضة زواج المتعة وتملّك المرأة والأولاد من قبل الرجل. ثم انتقلت إلى تعزيز قوة المرأة السياسية، فطالبت بالحق في التصويت والمشاركة في القرار السياسي. في بريطانيا، أدت النضالات النسوية لإعطاء حق التصويت للنساء (اللواتي يبلغن ال21 سنة) في العام 1928. أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ضمنت الحق التصويت للنساء في كل الولايات في العام 1919. ظهرت الموجة الأولى من النسوية أيضًا في إيران واليابان وألمانيا وأوستراليا ونيوزيلندا وغيرها من البلدان، وطالبت النساء بحقهن في التصويت في مختلف مناطق العالم. الموجة الثانية من الحركة النسوية بدأت هذه الموجة في أوائل الستينيات وامتدت حتى أواخر الثمانينيات. وقد ركزت الحركة النسوية في هذه الفترة على المفاهيم الثقافية الذكورية التي تعيق تحرر المرأة وحمايتها. فقد استمر التمييز الذي يحصر المرأة في دورها النمطي في التدبير المنزلي ورعاية الأطفال. في العام 1974، أطلقت المنظمة الدولية للنساء حملة لتحقيق العدالة القانونية بين النساء والرجال. تقارير: الحركة النسوية - مركز باحثات لدراسات المرأة. كما أن انتشر شعار "الشخصي سياسي" الذي أطلقته الكاتبة النسوية "كارول حانيش"، والذي أعاد تعريف السياسة في معنى أوسع وأشمل، ألقت الضوء على العلاقة الوثيقة بين التجارب الشخصية والخاصة وبين البنى السياسية والاجتماعية لمجتمع معين.
ومع ذلك ، فإن النسوية يمكن تقسيمها إلى 3 حركات تاريخية. الموجة النسوية الأولى ظهرت الموجة الأولى من الحركة النسوية خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. كان التركيز الرئيسي خلال هذه الحقبة على حقوق الملكية ، والزواج ، والأبوة ، والعقود المنصفة. بحلول نهاية القرن التاسع عشر ، تركزت الحركة النسوية على حق المرأة في التصويت. كانت نيوزيلندا في عام 1893 ، وجنوب أستراليا في عام 1895 ، وأستراليا في عام 1902 ، هي أولى الدول التي سنت حق المرأة في الاقتراع. استغرق هذا وقتًا أطول قليلاً في الولايات المتحدة ، والتي نصت أولاً على حق المرأة في التصويت على المستوى الوطني في عام 1920 ، وفي بريطانيا العظمى ، التي تبعتها بعد ذلك بوقت قصير في عام 1921. الموجة النسوية الثانية حدثت الموجة الثانية للحركة النسوية خلال منتصف القرن العشرين. و في العديد من البلدان حول العالم ، واصلت النساء النضال من أجل حق التصويت ومن أجل مساواة الحقوق في الزواج. تاريخ الحركة النسوية - ويكي الجندر. في هذا الوقت ، كان الرجال لا يزالون لديهم المجال والفرصة للسيطرة على زوجاتهم. تستمر هذه الموجة النسوية اليوم وتكافح من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين والمساواة السياسية ، وكذلك إنهاء التمييز بين الجنسين.
وأيضاً توعية النساء في الكثير من القضايا والمواضيع الاجتماعية. نحن بحاجة إلى ثورة والمقصود هنا ثورة فكرية ايجابية تساند وتدعم المرأة وتطيح بالعادات السيئة التي قوضت المرأة إن التغيير الإيجابي وإرساء المساواة بين الرجل والمرأة لا يأتي من خلال تبني أفكار الغرب وتطبيقها على الشرق. النسوية وتاريخها ماذا قدمت للمرأة - أراجيك - Arageek. فالمجتمع الشرقي له خصوصيته التي تدفعه للالتزام بالمبادئ الدينية أولاً والعادات الإيجابية ثانياً فكل منا يلبس ما يناسب جسمه من مقاسات فما يناسبنا نلبسه وما لا يناسبنا نخلعه. أما بخصوص الوسائل في تلك الحرب الاجتماعية فهي تَعارُض خطط ومشاريع بعض المؤسسات مع الدين ومنها: ما جاءت به اتفاقية "سيداو" بخصوص قانون الأحوال الشخصية. فخلع عباءة العادات بحاجة إلى صقر وهذا الصقر بالمناسبة "الأفكار" والأفكار لا تتغير بين ليلة وضحاها، فكما يحتاج الصقر الذي هو أطول الطيور عمراً إلى 150 يوماً كي يعود قوياً لأنه بعد 40 سنة لا يستطيع الانقضاض على فريسته كما كان من قبل لحدوث تغيرات في جسمه فيصبح منقاره معقوفاً وريشه كثيفاً وتتساقط أظافره وكي يستعيد كل قوته عليه الذهاب لصخرة في أعلى الجبل فيضرب منقاره المعقوف وينمو من جديد. كذلك التغيير هو بحاجة لسنوات كي نلمس آثاره على أرض الواقع.
" النسوية " كما يعرفها معجم أوكسفورد: " هي الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل "، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية"، أما معجم " ويبستر "، فيعرفها بأنها: "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه".