قال أبو جعفر: فكل هؤلاء اللواتي سماهن الله تعالى وبين تحريمهن في هذه الآية - محرمات ، غير جائز نكاحهن لمن حرم الله ذلك عليه من الرجال ، بإجماع جميع الأمة ، لا اختلاف بينهم في ذلك: إلا في أمهات نسائنا اللواتي لم يدخل بهن أزواجهن ، فإن في نكاحهن اختلافا بين بعض المتقدمين من الصحابة ، إذا بانت الابنة قبل الدخول بها من زوجها: هل هن من المبهمات ، أم هن من المشروط فيهن الدخول ببناتهن ؟ فقال جميع أهل العلم متقدمهم ومتأخرهم: من المبهمات ، وحرام على من [ ص: 144] تزوج امرأة - أمها ، دخل بامرأته التي نكحها أو لم يدخل بها. سبب نزول آية حرمت عليكم أمهاتكم. وقالوا: شرط الدخول في الربيبة دون الأم ، فأما أم المرأة فمطلقة بالتحريم. قالوا: ولو جاز أن يكون شرط الدخول في قوله: وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، يرجع موصولا به قوله: وأمهات نسائكم ، جاز أن يكون الاستثناء في قوله: والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم من جميع المحرمات بقوله: " حرمت عليكم " الآية. قالوا: وفي إجماع الجميع على أن الاستثناء في ذلك إنما هو مما وليه من قوله: " والمحصنات " - أبين الدلالة على أن الشرط في قوله: من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، مما وليه من قوله: وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن " دون أمهات نسائنا.
لا! وأما " الربائب " فإنه جمع " ربيبة " وهي ابنة امرأة الرجل. قيل لها " ربيبة " لتربيته إياها ، وإنما هي " مربوبة " صرفت إلى " ربيبة " كما يقال: " هي قتيلة " من " مقتولة ". وقد يقال لزوج المرأة: " هو ربيب ابن امرأته " يعني به: " هو رابه " كما يقال: " هو خابر ، وخبير " و " شاهد ، وشهيد ". واختلف أهل التأويل في معنى قوله: " من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ". فقال بعضهم: معنى " الدخول " في هذا الموضع ، الجماع. ذكر من قال ذلك: 8958 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية [ ص: 148] بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، والدخول النكاح. وقال آخرون: " الدخول " في هذا الموضع: هو التجريد. ذكر من قال ذلك: 8959 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج قال: قال ابن جريج ، قلت لعطاء: قوله: اللاتي دخلتم بهن ، ما " الدخول بهن " ؟ قال: أن تهدى إليه فيكشف ويعتس ، ويجلس بين رجليها. حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم. قلت: أرأيت إن فعل ذلك في بيت أهلها ؟ قال: هو سواء ، وحسبه! قد حرم ذلك عليه ابنتها. قلت: تحرم الربيبة ممن يصنع هذا بأمها ؟ ألا يحرم علي من أمتي إن صنعته بأمها ؟ قال: نعم ، سواء.
زوجة الابن الكنة وإن نزل. زوجة الأب، وإن علا. المحرمات لفترةٍ معينة الجمع ما بين المرأة، وأختها، أو عمتها، أو خالتها، ولكن يحلل ذلك في حالة وفاة الزوجة أو تطليقها. امرأة متزوجة، وفي فترة عدتها، حيث يجب الانتظار حتى تنتهي العدة قبل نكاحها. المرأة التي طلقها زوجها ثلاث مرات، حيث يجب أن تتزوج من رجلٍ آخر حتى تصبح حلاً على زوجها السابق. الزوجة خلال الحج أو العمرة. المرأة المسلمة على الرجل الكافر، حيث يتوجّب عليه أن يسلم حتى يصبح حلالاً لها. المرأة الكافرة على الرجل المسلم. الزانية على الزاني، وذلك حتى تتوب. حرمت عليكم امهاتكم و بناتكم. المرأة خلال فترة عدتها.
وروي عن بعض المتقدمين أنه كان يقول: حلال نكاح أمهات نسائنا اللواتي لم ندخل بهن ، وأن حكمهن في ذلك حكم الربائب. ذكر من قال ذلك: 8951 - حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، عن علي رضي الله عنه: في رجل [ ص: 145] تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها ، أيتزوج أمها ؟ قال: هي بمنزلة الربيبة. 8952 - حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا قتادة ، عن خلاس ، عن علي رضي الله عنه قال: هي بمنزلة الربيبة. 8953 - حدثنا حميد قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن زيد بن ثابت: أنه كان يقول: إذا ماتت عنده وأخذ ميراثها ، كره أن يخلف على أمها. وإذا طلقها قبل أن يدخل بها ، فإن شاء فعل. 8954 - حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن زيد بن ثابت قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها ، فلا بأس أن يتزوج أمها. 8955 - حدثنا القاسم قال: حدثني حجاج قال: قال ابن جريج ، أخبرني عكرمة بن خالد: أن مجاهدا قال له: وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم أريد بهما الدخول جميعا.
والنص في الاية واضح وصريح بأن الجمع بين الاختن محرم في الاسلام. و شكرا رقم الفتوى: 10578 الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَقَدْ ذَكَرَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ المُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾. ثُمَّ قَالَ: ﴿وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ﴾. وَنَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ الجَمْعُ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ في وَقْتٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّ الجَمْعَ بَيْنَهُمَا يُفْضِي إلى قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، بِسَبَبِ مَا يَكُونُ عَادَةً بَيْنَ الضُّرَّتَيْنِ مِنْ غَيْرَةٍ مُوجِبَةٍ للتَّحَاسُدِ وَالتَّبَاغُضِ وَالعَدَاوَةِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ حَرَامٌ، فَمَا أَدَّى إِلَيْهِ فَهُوَ حَرَامٌ. أَمَّا إِذَا مَاتَتْ إِحْدَاهُمَا، أَو طُلِّقَتْ، فَيَجُوزُ للرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ أُخْتِهَا، وَهَذَا بِالاتِّفَاقِ بَيْنَ الفُقَهَاءِ. هَذَا الحُكْمُ في دَارِ التَّكْلِيفِ، أَمَّا في الآخِرَةِ فَالمَسْأَلَةُ مُخْتَلِفَةٌ، لِأَنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ عِنْدَمَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يَنْزِعُ اللهُ تعالى مَا في قُلُوبِهِمْ مِنْ غِلٍّ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ﴾.
حرمت عليك امهاتكم وعماتكم - YouTube
شرح آية المحرمات من النساء قسم الله سبحانه وتعالى المحرمات من النساء على الرجال إلى قسمين، وهما كالآتي: المحرمات على الرجل بشكلٍ أبدي محرمات النسب أمهاتكم: وهي جمع أم، حيث إنها تشمل الجدات سواء من طرف الأم أو من طرف الأب. بناتكم: وهي جمع بنت، وبالتالي فإنّها تشمل أيضاَ بنات الأولاد وإن سفلن. أخواتكم: سواء كن من طرف الأم أو طرف الأب أو كليهما. عماتكم: هن أخوات الأب، حيث يشملن أيضاً أخوات الجد وإن علون. خالاتكم: وهن أخوات الأم، ويشملن أخوات الجدة أيضاً. بنات الأخ وبنات الأخت: بنات الأخ وإن سفلن. بنات الأخت وإن سفلن. مما سبق نستدل على أن الآية تحرم على الرجل نكاح أصوله وهن الأم، والجدة، وفصول أوّل الأصول وهن الأخت، وبنات الأخت أو الأخ، والفصل الأول من كل أصلٍ لاحق وهن العمة، والخالة، وإن علون. محرمات الرضاعة إن الرضاعة تحرم ما تحرمه الولادة، وبالتالي يحرم على الرجل كلٌ من: المرأة التي أرضعته، وأمها، وأم زوجها، وأختها، وأخت زوجها، وبناتها وإن نزلن، هذا بالإضافة إلى الأخت من الرضاعة، ويشار إلى أن الحد الأدنى من الرضعات للتحريم هي خمسة. محرمات المصاهرة أم الزوجة الحماة، وإن علت. ابنة الزوجة إذا دخل بها، ولكنه في حالة عقد على الأم ولم يدخل بها فتحلّ له ابنتها.
واسْتُعْمِلَتْ صِيغَةُ الماضِي في (ضُرِبَ) مَعَ أنَّهُ لَمّا يُقَلْ لِتَقْرِيبِ زَمَنِ الماضِي مِنَ الحالِ كَقَوْلِهِ ﴿لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا﴾ [النساء: ٩]، أيْ لَوْ قارَبُوا أنْ يَتْرُكُوا. وذَلِكَ تَنْبِيهٌ لِلسّامِعِينَ بِأنْ يَتَهَيَّئُوا لِتَلَقِّي هَذا المَثَلِ، لِما هو مَعْرُوفٌ لَدى البُلَغاءِ مِنِ اسْتِشْرافِهِمْ لِلْأمْثالِ ومَواقِعِها. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له مخرجا. (p-٣٤٠)والمَثَلُ: شاعَ في تَشْبِيهِ حالَةٍ بِحالَةٍ، كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ [البقرة: ١٧] في سُورَةِ البَقَرَةِ، فالتَّشْبِيهُ في هَذِهِ الآيَةِ ضِمْنِيٌّ خَفِيٌّ يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ ﴿ولَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ وقَوْلُهُ ﴿لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ والمَطْلُوبُ﴾. فَشُبِّهَتِ الأصْنامُ المُتَعَدِّدَةُ المُتَفَرِّقَةُ في قَبائِلِ العَرَبِ وفي مَكَّةَ بِالخُصُوصِ بِعُظَماءَ، أيْ عِنْدَ عابِدِيها. وشُبِّهَتْ هَيْئَتُها في العَجْزِ بِهَيْئَةِ ناسٍ تَعَذَّرَ عَلَيْهِمْ خَلْقُ أضْعَفِ المَخْلُوقاتِ، وهو الذُّبابُ، بَلْهَ المَخْلُوقاتِ العَظِيمَةَ كالسَّماواتِ والأرْضِ.
ويشير ابن قتيبة: وقوله: «يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له»، ثم قال: «إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له»، ولم يأت بالمثل لأن في الكلام معناه، كأنه قال: يا أيها الناس، مثلكم مثل من عبد آلهة اجتمعت لأن تخلق ذباباً فلم تقدر عليه، وسلبها الذباب شيئاً فلم تستنقذه منه. والزمخشري يورد اعتراضاً آخر فيقول: فإن قلت: الذي جاء ليس بمثل فكيف سماه مثلاً؟ يجيب الزمخشري عن هذا بقوله: قد سميت الصفة أو القصة الرائعة، المتلقاة بالاستحسان والاستغراب مثلاً تشبيهاً لها ببعض الأمثال المسيرة، لكونها مستحسنة مستغربة عندهم، أجاب الخازن على هذا السؤال بإجابة والزمخشري غير أنه أضاف إليها جواباً آخر: لما كان المثل في الأكثر نكتة عجيبة غريبة جاز أن يسمي كل كلام كان كذلك مثلاً. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له لاحياة له ولا. ويورد الطبري في هذا المعني فيقول: قال الأخفش: إن قيل: فأين المثل الذي ذكر الله في قوله: «ضرب مثل»؟ قيل: ليس ها هنا مثل والمعني أن الله قال: ضرب لي مثل، أي شبه في الأوثان، ثم قال: فاستمعوا لهذا المثل الذي جعلوه مثلي. وقال القتيبي: ها هنا مثل لأنه ضرب مثل هؤلاء الذين يعبدون الأصنام بمن عبد من لا يخلق ذباباً، وقيل معناه: أثبت حديثاً يتعجب منه، فاستمعوا له لتقفوا على جهل الكفار، من قولك ضربت خيمة، أي نصبتها وأثبتها، وقيل معناه: جعل ذلك كالشيء اللازم الثابت من قولك ضرب السلطان الجزية على أهل الذمة.
هذا عن الذباب فما بالكم بما هو أكبر وأعقد من الحشرات ،،،،،الحيوانات ،،،،،الإنسان. ألا يثبت ذلك قدرة الله عز وجل وعظمته. لن أطيل أكثر من ذلك وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى.