فتَشبَّهوا إن لم تكونوا مِثلَهم *** إن التشبُّهَ بالكرام فلاحُ وأهل السنة والجماعة يحبُّون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم، ويحفظون فيهم وصيته حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((أذكِّركم الله في أهل بيتي))، ويتولَّون أزواج رسول الله الطاهرات أمهاتِ المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصًا الصدِّيقة بنت الصدِّيق، التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: ((فضْلُ عائشةَ على النِّساء كفَضلِ الثَّريد على سائر الطَّعام)). حَصانٌ رَزانٌ ما تُزنُّ بِريبَةٍ وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ مُهَذَّبَةٌ قَد طَيَّبَ اللهُ خيمَها وَطَهَّرَها مِن كُلِّ سوءٍ وَباطِلِ وأهل السنة والجماعة يمسكون عما شجَرَ بين الصحابة، سئل عمر بن عبدالعزيز عن قتلى صِفِّينَ؟ فقال: "دماءٌ طهَّر الله يدي منها، لا أحب أن أخضب لساني بها"، وليس لنا فيمن أفضى إلى ربه إلا أن نقول: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وقد اتفق المحدِّثون على أن الصحبة أعلى مراتب التوثيق، فلا يُسأل عن الصحابي كما يُسأل عن غيره؛ لأن عدالته ثابتة بيقين فلا يحتاج إلى مراتب المعدلين، ولا تؤثر فيه أقوال الجارحين؛ قال صلى الله عليه وسلم في حاطب بن أبي بَلْتَعة رضي الله عنه: ((إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم؟!
أمّا قوله سبحانه: ﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي﴾ (آل عمران: 195)، فسبب الظلم هنا هو سلوك المؤمنين طريق الحقّ واتّباع دين الله تعالى. * جذبهم حبّ الله إذاً، عندما يكون الجهاد والهجرة وتحمّل الأذى ونحو ذلك "في الله"، فمثل ذلك كمثل المظروف (ما يوضع في الظرف) والله تعالى هو ظرفه. وكما إنّ كلّ مظروف يُحفظ ويُصان بوساطة ظرفه، ويأخذ شكل الظرف وصفاته، فكذلك الجهاد والهجرة وتحمّل الأذى وغيرها تأخذ شكل الظرف وصفاته؛ أي تأخذ الشكل والصفات المتعلّقة بالله تعالى، وتُحفظ بوساطته، ويظهر بينهما كمال السنخيّة والمناسبة. هذه المناسبة الشديدة تحمل معها نوع العلّيّة والغرض، بمعنى أنّ مظروف هذه الأمور ناشئ من وجود علاقة ورابطة بين فاعل هذه الأمور وبين الله، وأنّ عشق الله وإرادته تعالى هما العلّة الغائيّة للجهاد والهجرة وتحمّل الأذى وغيره؛ لأنّ غرض المجاهد والمهاجر وغيرهما هو الله تعالى وحدَه لا غير. جامعة المصطفى العالمية :: فرع لبنان. وعلى هذا، فطلب رضى الله تعالى قد أخذ بكلّ وجوده، بحيث إنّ الظرف قد جذب المظروف إليه. * حقّ الجهاد هذا التركيب بين هاتين الكلمتين هو في الأصل من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي الجهاد الحقّ، كما أنّ الكلمة في الأصل: "حقّ الجهاد فيه".
هذا الفضل وتلك المكانة ، نالوها بإيمانهم الصادق، حمَلوا الإسلام وبلَّغوه لمن جاء بعدهم، وجاهَدوا في الله حق جهاده، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قال صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ))؛ رواه البخاري. وفي هذا الحديث الشريف دفاع النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه، ودليل على صدق نبوته، حيث خرج من يطعن ويسبُّ الصحابة من الرافضة والمنافقين، وفيه بيان فضل الصحابة وعظم منـزلتهم وما أعدَّه الله للصحابة من جزيل الثواب. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم. والصحابي هو من لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإسلام، والصحابة خيارٌ عدول بتعديل الله تعالى لهم، وثنائه عليهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، فقد أكرمهم الله بمشاهدة وصحبة خير البشر، وهذا الفضلُ لن يدركه بحال أحدٌ ممن جاء بعدهم؛ فمنزلةُ الصُّحبة لا يَعْدِلها شيءٌ؛ لذا كان صاحبُها سابقًا لمن بعدَه ولو كان أكثرَ منهُ عمَلًا. هؤلاء اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أن نظر إلى أهل الأرض، فاختار أفضلهم، وقدَّر أن يوجدوا في وقت محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فهم أكمل الناس عقولًا، وأوسعهم علمًا، وأحسنهم عملًا، وهم كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: "هم فوقنا في كل علم، واجتهاد، وورع، وعقل، وآراؤهم لنا أحمد".
الإيجاز هو التعبير عن معانى كثيرة في كلمات قليلة لاإراض بلاغية مختلفة منها الاهتمام بذكر المذكور او التخفيف أو أغراض بلاغية أخري.
القول في تأويل قوله تعالى: ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ( 44)) يقول - تعالى ذكره -: ولو جعلنا هذا القرآن الذي أنزلناه يا محمد أعجميا لقال قومك من قريش: ( لولا فصلت آياته) يعني: هلا بينت أدلته وما فيه من آية ، فنفقهه ونعلم ما هو وما فيه ، أأعجمي ، يعني أنهم كانوا يقولون إنكارا [ ص: 482] له: أأعجمي هذا القرآن ولسان الذي أنزل عليه عربي ؟. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة فصلت - قوله تعالى قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء - الجزء رقم26. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية ( لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) قال: لو كان هذا القران أعجميا لقالوا: القرآن أعجمي ، ومحمد عربي. حدثنا محمد بن المثنى قال: ثني محمد بن أبي عدي ، عن داود بن أبي هند ، عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير في هذه الآية: ( لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) قال: الرسول عربي ، واللسان أعجمي. حدثنا ابن المثنى قال: ثني عبد الأعلى قال: ثنا أبو داود عن سعيد بن جبير في قوله: ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) قرآن أعجمي ولسان عربي.
والانتفاع بالرقية أكثر ما يكون من جراء أن يرقي أولياء الله { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63]، وليحذر الناس في هذه البلاد أن ينتشر هذا الأمر من الذين يرقون على خلاف السنة ومن الذين يستخدمون الجن ومن الكهنة والمشعوذين والعرافين الذين يخبرون ببعض الأمر الغيبي الذي فات وكذلك من السحرة وأمثالهم ممن أتوا إلى هذه البلاد أو من أهل هذه البلاد الذين تعلموا على يدي أولئك فحمى الله جل وعلا هذه البلاد من شر أولئك زمنًا طويلاً، والآن نراها قد انتشر فيها، قد انتشرت فيها تلك الموبقات، وأولئك الذين مرقوا من الدين. فصل: إعراب الآية رقم (39):|نداء الإيمان. نسأل الله جل وعلا لنا السلامة وأن يحمي هذه البلاد بالتوحيد وأن يحمي أهلها من مسالك الشرك ووسائله، وطريقة المخرفين والمشعوذين، وأن يمن على الرجال بالقوامة. بالقوامة الحقة التي منَّ الله عليهم بها شرعًا إنه ولي ذلك وهو المسئول وعليه التكلان. واسمعوا قول الله جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9].
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) عموا وصموا عن القرآن ، فلا ينتفعون به ، ولا يرغبون فيه. حدثنا محمد قال. ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) قال: صمم ( وهو عليهم عمى) قال: عميت قلوبهم عنه. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وهو عليهم عمى) قال: العمى: الكفر. وقرأت قراء الأمصار: ( وهو عليهم عمى) بفتح الميم. وذكر عن ابن عباس أنه قرأ: " وهو عليهم عم " بكسر الميم على وجه النعت للقرآن. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار. ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وقوله: ( أولئك ينادون من مكان بعيد) اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم: معنى ذلك: تشبيه من الله - جل ثناؤه - لعمى قلوبهم عن فهم ما أنزل في القرآن من حججه ومواعظه ببعيد فهم سامع صوت من بعيد نودي ، فلم يفهم ما نودي ، كقول العرب للرجل القليل الفهم: إنك لتنادى من بعيد ، وكقولهم للفهم: إنك لتأخذ الأمور من قريب. [ ص: 485] حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن بعض أصحابه ، عن مجاهد ( أولئك ينادون من مكان بعيد) قال: بعيد من قلوبهم.
حيث شبه حال جدوبة الأرض وخلوها عن النبات، ثم إحياء اللّه تعالى إياها بالمطر، وانقلابها من الجدوبة إلى الخصب، وإنبات كل زوج بهيج، بحال شخص كئيب كاسف البال، رث الهيئة، لا يؤبه، ثم إذا أصابه شيء من متاع الدنيا وزينتها تكلف بأنواع الزينة والزخارف، فيختال في مشيه زهوا، فيهتز بالأعطاف خيلاء وكبرا، فحذف المشبه، واستعمل الخشوع والاهتزاز دلالة على مكانه. الفوائد: - اختيار اللفظ بما يناسب المقام: ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) وورد في موضع آخر صفة (هامدة) فهاتان الصفتان لم تردا عبثا، ودون تنظيم وتنسيق. فصفة (خاشعة) جاءت لتناسب جو العبادة، لأنها جاءت في سياق يتحدث عن عبادة اللّه عز وجل والسجود له، أما صفة (هامدة) فجاءت في جو يتحدث عن الموت والسكون، ومن هنا كان سر اختيار هاتين الصفتين لتناسبا جو الآيات، وتتناسقا مع الجو العام للمعنى، فما أروع كلام اللّه، وما أدقّ معناه!. إعراب الآية رقم (40): {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}.
وجملة: هو (تنزيل) لا محلّ لها تعليليّة.. إعراب الآية رقم (43): {ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43)}. الإعراب: (ما) نافية (لك) متعلّق ب (يقال)، (إلّا) للحصر (ما) اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل للمبني للمجهول يقال: (قد) حرف تحقيق (للرسل) متعلّق ب (قيل)، ونائب الفاعل للفعل الثاني ضمير مستتر يعود على (ما) (من قبلك) متعلّق بحال من الرسل اللام المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، والثاني معطوف على الأول مرفوع... جملة: (ما يقال) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (قد قيل) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (إنّ ربّك لذو) لا محلّ لها استئنافيّة.. إعراب الآية رقم (44): {وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (44)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب اللام واقعة في جواب (لو) (لولا) حرف تحضيض الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (أعجميّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي القرآن، الواو عاطفة (عربيّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي النبيّ (للذين) متعلّق بحال من هدى، الواو استئنافيّة (في آذانهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (وقر) (عليهم) متعلّق بحال من (عمى)، والواو في (ينادون) نائب الفاعل (من مكان) متعلّق ب (ينادون).
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: قالت قريش: لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا، فأنزل الله ﴿لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ فأنزل الله بعد هذه الآية كل لسان، فيه ﴿حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾ قال: فارسية أعربت سنك وكل. وقرأت قراء الأمصار: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ؟﴾ على وجه الاستفهام، وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ذلك: أعجميّ بهمزة واحدة على غير مذهب الاستفهام، على المعنى الذي ذكرناه عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. والصواب من القراءة في ذلك عندنا القراءة التي عليها قراء الأمصار لإجماع الحجة عليها على مذهب الاستفهام. * * * وقوله: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهم: هو، ويعني بقوله ﴿هُوَ﴾ القرآن ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ بالله ورسوله، وصدقوا بما جاءهم به من عند ربهم ﴿هُدًى﴾ يعني بيان للحق ﴿وَشِفَاءٌ﴾ يعني أنه شفاء من الجهل. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال. ثنا سعيد، عن قتادة ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ قال: جمله الله نورا وبركة وشفاء للمؤمنين.
إعراب الآية رقم (39): {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم.. والمصدر المؤوّل (أنّك ترى... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر... (خاشعة) حال منصوبة الفاء عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا)، اللام المزحلقة للتوكيد (على كلّ) متعلّق بقدير. جملة: (من آياته أنّك ترى) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ترى) في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: (أنزلنا) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (اهتزّت) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (ربت) لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت. وجملة: (إنّ الذي أحياها) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (أحياها) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (إنّه على كلّ شيء قدير) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (خاشعة)، مؤنّث خاشع اسم فاعل من (خشع) انظر الآية (45) من سورة البقرة. (ربت)، فيه إعلال بالحذف- بعد الإعلال بالقلب- فالفعل (ربا) قلبت فيه الألف عن واو، مضارعه يربو والأصل ربو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا- الإعلال بالقلب- ثمّ دخلت تاء التأنيث الساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الألف- إعلال بالحذف- وزنه فعت.. البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ).