لأنّ الشيطان توعّد أن يُضل بني آدم, لذلك ينجذب الإنسان للوقوع بالمحظورات كما ينجذب الحديد للمغناطيس, لكن ليس معنى ذلك أن يفعل الإنسان كل المعاصي ويقول بسبب الشيطان, الشيطان يوسوس فقط والإنسان إما أن يستجيب لهذه الوسوسة أو يمتنع, هنا يتدخّل الوازع الديني الذي يُشكّل درع عازل ما بين الحديد والمغناطيس فلا يعد للمغناطيس أي تأثير. قال تعالى: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) " سورة إبراهيم. تحياتي
فلتعلم أيها الحبيب أن الله تعالى منزه عن العبث، وعن كل ما لا يليق بجلاله وكماله، فتعالى الله الملك الحق، الذي قصد بالخلق معرفته، وعبادته، فهو رب العرش الكريم، رب العرش العظيم، الذي خضعت له الرقاب، وعفرت الوجوه بالتراب لعظمته وكبريائه سبحانه. يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. فيا أيها الإنسان (ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك). (واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كلش نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) بل اسمع أيها الحبيب لقول ربك سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا. إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).
ليس لله مشكلةٌ مع الإنسان حتى يكون للإنسانِ أن يواظبَ على هذا النأي والابتعاد عن الله وإلى الحد الذي يجعلُه يغُذُ السيرَ والجريَ فِراراً من الله إلى سواه! فالمشكلة بين الله والإنسان اصطنعها الإنسانُ بهذا الذي جَرَّه عليه من وبيل الشرور إصرارُه على الإصغاءِ والإنصاتِ لما تأمره به نفسُه ويزينه له هواه. فمتى إذاً بدأ كلُّ ذلك؟ لقد خلق الله الإنسانَ في أحسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (4 التين). والإنسانُ هنا هو آدمُ الذي بدأ اللهُ تعالى خلقَه من طينٍ ليكتمل تَخلُقُه فيما بعد بنفخ الله تعالى فيه من روحه: (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) (من 7 السجدة)، (خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (من 59 آل عمران). يا ايها الانسان ما غرك بربك . ولقد كَفَلتْ "خِلقةُ أحسنِ تقويم" هذه لأبينا آدمَ أن يستخلِفَه اللهُ تعالى في الأرض فيجعلَه فيها خليفةً وذلك من بعد القضاء على مَن كان يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماء (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) (من 30 البقرة). ولقد تَكفَّلت هذه "الخِلقةُ الفريدة" بجعل أبينا آدمَ مؤهلاً لسُكنى الجنة مع ملائكة الله الكرام (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (19 الأعراف).
غير أن أبانا آدمَ أصغى لأبليس فأكل، وزوجُه، من تلك الشجرة، فكانت تلك هي بدايةُ مشكلةِ الإنسان مع الله تعالى والتي تمثَّلت حينها بعصيان أبينا آدم لله تعالى. إلا أن أبانا آدم سُرعان ما تدارك الأمرَ إذ أدرك أن ما آل إليه أمرُه من خروجٍ عن "مقام أحسن تقويم" يعودُ إلى ما جرَّه عليه أكلُه من تلك الشجرة. فما كان منه هو وزوجه إلا أن استغفرا ربَّهما فغفرَ لهما (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23 الأعراف). وهذا الدعاء الشريف هو الكلماتُ التي تلقَّاها أبونا آدمُ من الله تعالى (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (37 البقرة). وبذلك انتهت مشكلةُ أبينا آدمَ مع الله لتبدأً من بعدها مشكلةُ بني آدمَ مع الله! فما ظنكم برب العالمين. صحيحٌ أن هذه المشكلة بدأت ما أن ذاق أبوانا، آدمُ وزوجُه، من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها، إلا أن الإنسان أبى إلا ان يُفاقِم مشكلتَه هذه وذلك بإصراره على الإعراض عن هَدي الله، الذي توجَّب عليه وتحتَّم أن يتَّبعَه، حتى لا يكون من الهالكين، أكلُ أبويه من تلك الشجرة: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
[يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم] قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار:6 - 8]. ؟!! اعرف قدر ربك لتعرف قدر نفسك اعرف عظمة ربك لتعرف عجز نفسك اعرف جلال ربك لتعرف ضعف نفسك. قال تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر:15 - 17]. اللهم املأ قلوبنا إيماناً، اللهم املأ قلوبنا إيماناً، اللهم املأ قلوبنا إيماناً، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم لا تدع لأحد من هذا الجمع المهيب ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! اللهم حرر الأقصى من دنس اليهود، اللهم حرر الأقصى من دنس اليهود، اللهم حرر الأقصى من دنس اليهود، اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود، اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود، اللهم دمر كل من كاد دينك، اللهم دمر كل من كاد دينك، اللهم أعل بفضلك كلمة التوحيد والإيمان، واجعل مصر واحة للأمن والأمان برحمتك يا رب العالمين!
صحيفة تواصل الالكترونية
كتاب شرح نظام الإفلاس الصادر بالمرسوم الملكي: السلسلة التي أنوي إصدارها تباعًا- إن شاء الله تعالى- حيث قمت بالتعليق ( مع لائحته /0/ على نظام الإفلاس الصادر)برقم 50 ( مع الإشارة للقارئ الكريم أن التنفيذية الصادرة هناك بعض الفروق الطفيفية –في نظام الإفلاس- عنها في شرح نظام غسل الأموال نظرًا لعدة اعتبارات؛ أولها الإطناب والتفصيل الشديدان،
قانون الإجراءات الجزائية في ضوء الممارسة القضائية. هو كتاب لقانون الإجراءات الجزائية الجزائرية بالنص الكامل للقانون، و تعديلاته إلى غاية 10 نوفمبر 2004 مدعم بالاجتهاد القضائي، باللغة العربية و الفرنسية، ألفه أحسن بوسقيعة أستاذ القانون الجنائي بالمدرسة العليا للقضاء طبع سنة 2006 - 2007. فهرس الكتاب المصدر:
والله إني لأرجوا أن يكون هذا الموقع إماماً يقتدى به وخصوصاً تلك المواقع العربية التي لازالت تعج بالسخافات والترهات. 1- قراءة جاده عبدالرحمن - جمهوريه مصر العربيه 17-04-2011 09:24 AM مما لا شك فيه اأ هذا الكتاب يحمل في طياته من المعلمات القانونيه القيمه التي لا غنى عنها في عملنا كمحامين. 1
تلازم مبدا الاثبات الحر بالاقتناع الذاتي للقاضي الجزائي - دراسة تحليلية مقارنة بين القانون الجزائري والقانون المصري وبعض القونين العربية ذ(لدراسة مزودة بالتعديلات الاخيرة لقانون العقوبات وقانون الاجراءات الجزائية ومرفقة باجتهاد المحكمة العليا)
س غير متوفر في المخزون Add to Wishlist رمز ورقم المادة: BL470 دار النشر: دار حافظ للنشر والتوزيع تاريخ النشر: الطبعة الثالثة - 2020 صيغه الكتاب: ورقي نوع الغلاف: سوفت عدد الصفحات: 434 الرقم التسلسلي الدولي الموحد: 11002124 لون الطباعه: أسود القياس(سم): 17×24 الوزن(غم): 736 الفهرس نبذة عن الكتاب آراء القراء حول الكتاب منتجات ذات صلة الوجيز في العروض والقافية 7المقررات العربية اصدارتنا22 الآداب والعلوم الإنسانية22 اللغة العربية22 اللغة العربية7 --- 40. 25 ر. س إضافة إلى السلة اللغة العربية آفاق فكرية 28. 75 ر. NAUSS LIBRARY الفهرس › تفاصيل لـ: إيضاحات على نظام الإجراءات الجزائية :. س الكيمياء لطلاب السنة التحضيرية الكيمياء22 الكيمياء7 مسار علمي7 مرجع مساعد 69. س مهارات الحاسب الآلي الحاسب الالي22 الحاسب الالي7 مسار الإداري الانساني7 CPIT111 144. س الرئيسية المتجر حسابي اتصل بنا