معنى قوله عليه الصلاة والسلام:( فاظفر بذات الدين)، أي احصل وتزوج وفز بذات الدين زوجة لك، فالظفر هو الفوز والنجاح بأمر ما وتملكه على سبيل الفوز بشيء قليل الوجود أو نادر. وهذه العبارة جاءت ضمن حديث للنبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي يقول فيه:"تنكح المرأة لاربع: مالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". وهذا معناه أنك إن لم تظفر بذات الدين ستتعرض للفقر، حيث كلمة تربت يداك تعني ستفتقر، ومعنى العبارة في الحديث الشريف( اظفر بذات الدين والا تربت يداك) اي تزوج ذات الدين وان لم تفعل فستفقر. ومعنى ذات الدين التي تفهم وتعي معاني المعاملة مع زوجها حسب الدين الاسلامي وتعالميه، ولاتعني كثرة العبادة فقط هكذا بشكل مجرد ، فالدين حسن معاملة.
وقال «صلى الله عليه وآله»: «ما أفاد عبد بعد الاسلام خير له من زوج مؤمنة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» 7. وفي رواية أنّ النبي «صلى الله عليه وآله» سئل أيُّ النساء خير؟ فقال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره» 8. فبيّن «صلى الله عليه وآله» أنّ خير عطاء يحصل عليه الرّجل في الدّنيا هي الزوجة الصالحة، كما وبيّن مظاهر صلاحها، فهي التي تطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه، وتحافظ على عفّتها وشرفها وسمعتها وسمعة زوجها فتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وفي ماله، فلا تتصرّف في شيء من مال زوجها إلاّ بإذنه، ولا يكون تصرّفها فيما يخوّلها التصرّف فيه من المال تصرّف إسراف وتبذير، والتي إذا نظر إليها أسرته لما تمتلكه من جمال الظاهر والباطل، جمال المظهر والشّكل وجمال الأخلاق. إنّ الزّواج من المرأة الملتزمة بالدّين وتعاليمه وتوجيهاته يعدُّ من أهم عناصر استقرار واستمرار الحياة الزّوجية، وذلك لمكان التزامها حيث ستكون أسباب الشقاق من جهتها نادرة وقليلة جدًّا بل تكاد أنْ تكون معدومة.
هذا هو الدافع الأول أن يكون الدين مصدر ثقة الطرفين في الآخر، فالرجل أو المرأة المتدينة حقيقة تتمثل فيهم أخلاق الحياء والوفاء والأمانة، فمن ثم كلما ألقى الشيطان القلق في روع أحدهما أطفأ نيرانه برد الثقة والدين عند الطرف الآخر. فأما إن توافر الجمال ولم يتوافر الدين قد ينتج لدينا نموذج كما حدث مع هذا الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه قائلًا: يا رسول الله إن لي امرأة لا ترد يد لامس، قال: « طلقها »، فقال: إني أحبها، قال: « أمسكها » [صححه الألباني] ، فمنعه صلى الله عليه وسلم من تطليقها رغم ضعف إيمانها خشية أن يسير الرجل معها بعد ذلك فهو يحبها وهو لا ترد باغي السوء.
لا أنه أمر بذلك) [شرح النووي على مسلم] وبالرغم من ذلك فالكثير من الناس الآن يضع الدين في آخر الاعتبارات ويقدم الجمال أو المال فيكتفي بالمقومات الأخرى، والبعض لا يضع الدين في الاعتبار من الأصل، بل قد يظن بعض الناس أن الدين هو نوع من القيد وانعدام الحرية، فمن هنا نشأت مجموعة من الأسئلة المحيرة... لماذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم بذات الدين؟! لماذا لا نكتفي بحسن الأخلاق فقط؟! هل علامة الدين الحجاب والملابس الشرعية أو اللحية للرجال وفقط... ؟! وهل معنى ذلك أن لا نعتبر بالمال والجمال والمقومات الأخرى؟! فهذه محاولة منا للإحاطة بهذه الأسئلة المحيرة التي تطوف بخلد الكثير من الناس، لعلنا نجد لها إجابات شافية. لماذا الاهتمام بالدين؟ الدين مصدر الثقة المبتادلة: يقول الغزالي رحمه الله في صدر كلامه عن اختيار ذات الدين: (فهذا هو الأصل ـ أي الاختيار بناء على الدين ـ وبه ينبغي أن يقع الاعتناء، فإنها إن كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها أزرت بزوجها، وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه، فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ومحنة، وإن سلك سبيل التساهل كان متهاونًا بدينه وعرضه ومنسوبًا إلى قلة الحمية والأنفة، وإذا كانت مع الفساد جميلة كان بلاؤها أشد، إذ يشق على الزوج مفارقتها فلا يصبر عنها ولا يصبر عليها) [إحياء علوم الدين، الغزالي].
ومن كانت هذه صفاتها فإن زوجها ولا شك سيكون في قمة السعادة (وسيرى زوجته منة الله الرائعة التي وهبها الله له لتؤنس حياته بالحب حتى وإن رأى بعض عيوبها فإنه لا يراها ذات أهمية تذكر، بل يرى أن من واجبه أن يغفرها في مقابل الكثير من الخصال الحسنة فيها) [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(719)] كذلك الزوج الصالح؛ فإن الزواج كالسفينة والزوج قائدها، فلك أن تتخيلى أيتها القارئة أنك سلمت زمام سفينتك لقائد لا يعرف إلا المهالك والأخطار، فأين تذهبين؟! والكثير من الزوجات قد اغتررن ببعض الرجال، وتزوجوهم على وهن دينهم أملًا منهم في استقامتهم، فإذ بهذا الزوج يصر على ترك الصلاة والتقصير في حق الله تعالى؛ فتتحول حياتها إلى كآبة وحزن، فهي بين نار حزنها وألمها لما يفعله الزوج ونار تعلقها وحبها له، وكم الشكاوى التي ترسل بها هذه الصالحات تشكو فيها حالها مع زوجها. عققته قبل أن يعقك: بهذه الكلمات أجاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل الذي يشكو إليه عقوق ابنه؛ فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد: (يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب ـ أي القراءة ـ.
اختلف الفقهاء في حُكم صلاة العيد، وكان اختلافهم كالتالي: الحنفيّة: صلاة العيد واجبة على كلّ مسلم، وذلك بدليل ثول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، حيث أن الصلاة المقصودة الواردة في الآية هي صلاة عيد الأضحى؛ ولقوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّ ى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)،[٤] والمُراد بذلك صلاة عيد الفِطر. المالكيّة والشافعية: صلاة العيد سُنّة مُؤكَّدة عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- داومَ على أدائها. الحنابلة: صلاة العيد فرض كفاية على المسلمين، إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين. ما هو أجر صلاة عيد الأضحى ؟ من الأمور العظيمة التي يأخذ عليها ثواب كبير أن يقوم المسلم بأداء صلاة عيد الأضحى وذلك مصداقا لقول الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَ نِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم كما في البخاري كل من أطاعه بأنه سيدخل الجنة، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني دخل الجنة رواه البخاري. حيث رأى العلماء أن صلاة عيد الأضحى لم يأت في فضلها شيء خاص من الأجر ، وإنما هي تدخل ضمن النصوص العامة السابقة وغيرها.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بخروج النساء اليها حتى ذوات الخدور والحيض، كما ورد في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نُخْرِج في الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين …. " رواه مسلم. بالإضافة إلى ذلك تعد صلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام الحنيف، وقد شرع بها التكبير، ولها يجتمع الناس أعظم من اجتماع يوم الجمعة، لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء صلاة العيدين، والأ يتخلف عنها، وعليه حث أهل البيت والنساء والأبناء وتشجيعهم على حضورها تعظيمًا لشعائر الإسلام، وحمدًا لله على التوفيق لأداء الطاعة.