وقيل: إنَّها مكيَّةٌ إلَّا ثلاثَ آياتٍ، مِن قَولِه تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ [يونس: 94] إلى آخر الآياتِ الثلاث، فمَدَنيَّةٌ، وقيل: مكيَّةٌ إلَّا قَولَه تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ... [يونس: 40] مع الثلاثِ السَّابقة، فمدنيَّةٌ، وقيل: نزل مِن أوَّلها نحوٌ مِن أربعينَ آيةً بمكَّةَ، وباقيها بالمدينةِ. ينظر ((تفسير السمعاني)) (2/364)، ((تفسير البغوي)) (4/117)،((تفسير الزمخشري)) (2/326))، ((تفسير ابن عطية)) (3/102). ، ونقَلَ غَيرُ واحدٍ الإجماعَ على ذلك [3] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك الفيروزابادي، والبقاعي، ومحمد رشيد رضا. من موضوعات سورة يونس. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/238)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/162)، ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116).. مقاصد السورة: مِن أهَمِّ مقاصِدِ سُورةِ يُونُس: 1- تقريرُ أصولِ العقيدةِ، وإثباتُ التوحيدِ والرسالةِ والبعثِ [4] يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116)، ((تفسير ابن عاشور)) (11/78).. 2- دفعُ شُبَهِ المشركينَ [5] يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116)، ((الوسيط)) لطنطاوي (7/11).. موضوعات السورة: مِن أهَمِّ الموضوعات التي اشتَمَلت عليها السُّورةُ: 1- إثباتُ رسالةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.
حيث أخذ يسبح ويستغفر، ويدعو أن ينجيه من الهلاك، وبالفعل استجاب الله له ونجاه من الموت في بطن الحوت. شاهد من هنا: موضوع إنشاء عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام موضوع إنشاء عن النبي يونس وعن سر الدعاء العظيم الذي دعاه عندما كان في بطن الحوت. حيث قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال" دعاء يونس في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" هو دعاء لا يدعو به رجل مسلم في شيء قط إلا وكان مستجاب بإذن الله.
تثبت سورة يونس بعد ذلك الإلهية و أن الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له في الملك، وهو خالق السموات والأرض، كما أن الأوثان التي يعبدها المشركين لا تنفع ولا تضر. تناولت السورة جزء كبير من إنكار عبادة الخلوقات، وإثبات عبادة الخالق الذي بيده كل شيء. ذكرت السورة أن الحكمة في عدم السرعة في عذاب المشركين ليذوقوا بعد ذلك عذابا أليما بعدما كذبوا رسل الله عز وجل. أكدت سورة يونس على دوام الآخرة وفناء والدنيا وزوالها وإنها متقلبة الأحوال، فعلى المرء الانشغال بدينه وآخرته عن حياته. من أبرز موضوعات سورة يونس إثبات النبوة - موسوعة. كان بعض المشركين أن القرآن الكريم ما هو من عند الله، ولكن تناولت سورة يونس التوضيح والرد على هؤلاء السفهاء. سورة يونس فيها بشرى لعباد الله الصالحين المتقين، الذين أطاعوا الله ورسوله في الدنيا ولم ينحازوا لتيار المشركين، فلهم في الآخرة حظ عظيم. أقوال المشركين السفهاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعالهم المؤذية له لم تحزنه قط، لأنه يعلم أن الله قادرا على أن يجعلهم كلهم مؤمنين، لكن الله عز وجل يعلم فيما يكمن الخير. أسباب نزول سورة يونس مما سبق عرضنا بعض الأغراض الهامة التي اشتملت عليها سورة يونس ومن أبرزها إثبات النبوة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا ننتقل إلى أسباب نزول سورة يونس: السبب الأول والأهم في سورة يونس يتلخص في قول الله تعالى من الآية الرابعة: (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِنهُم أَن أَنذِرِ النّاسَ وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم قالَ الكافِرونَ إِنَّ هـذا لَساحِرٌ مُبينٌ).
تاريخ النشر: الأربعاء 17 محرم 1443 هـ - 25-8-2021 م التقييم: رقم الفتوى: 446305 3510 0 السؤال بارك الله فيكم. أرجو من إخوتي أن يستعجلوا بالإجابة على سؤالي؛ لأن صلاتي في حالة تدهور. أنا لدي شك دائم في الصلاة، أحياناً في كل صلاة، وأحياناً يوميا مرة واحدة فقط في الصلاة. ما يشرع فعله لدائم الشك في صلاته ويسهو عن عدد الركعات - إسلام ويب - مركز الفتوى. يشرد دهني، وأسترسل مع الأفكار، وأسهو عن عدد السجدات والركعات، وأقول إنني لا يجب أن أبني على الأكثر، بل يجب أن أحتاط فأسجد للسهو بعد السلام. وهل التفل والتعوذ يجوز وأنا راكع أو ساجد؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا يلزمك الالتفات إلى تلك الشكوك والوساوس التي تعرض لك في صلاتك، بل عليك الإعراض عنها. ويشرع لك ملازمة سجود السهو بعد السلام، على سبيل الاستحباب عند بعض العلماء، ومنهم المالكية، وهو المذهب السائد في بلاد المغرب العربي. قال الأخضري في مختصره: وَالْمُوَسْوَسُ يَتْرُكُ الْوَسْوَسَةَ مِنْ قَلْبِهِ، وَلَا يَأْتِي بِمَا شَكَّ فِيهِ، وَلَكِنْ يَسْجُدُ بَعْدَ السَّلَامِ، سَوَاءٌ شَكَّ فِي زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ. انتهى. وأما عن الاستعاذة في الركوع أو السجود، فلا تبطل الصلاة بها عمدا أو سهوا؛ لأن الاستعاذة ذكر مشروع في الصلاة، وهي من جملة الدعاء، والركوع ليس محلا للدعاء، كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ.
السؤال: أنا أصلي وأشك في عدد الركعات التي صليتها ثلاث ركعات أو أربع ركعات، وهذا الأمر يتكرر معي فماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله وبعد، اعلم أخي السائل أنه عند العلماء يجب الأخذ بالأقل – ليزول الشك باليقين – وهذا القول مأخوذ من الحديث ( إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن) رواه مسلم. وعند الإمام مالك رضي الله عنه قول إذا كان الشخص مبتلى بهذا الشك ويأتيه كثيرا يجوز له أن يأخذ بالأكثر حتى ينقطع هذا الوسواس مع مراعاة المقرر في المذهب المالكي لهذه المسئلة.
اختلَف أهلُ العِلم في حكم ما لو شكَّ المُصلِّي في عددِ الركعات، فشكَّ في رُباعيَّة؛ هل صلَّاها ثلاثًا أو أربعًا، على قولين: القول الأول: لو شكَّ المُصلِّي في رُباعيَّة؛ هل صلَّاها ثلاثًا أم أربعًا، أتى بركعةٍ، وسجَد للسهوِ، ولا يَعملُ بغلبةِ الظنِّ، وهو مذهبُ الجمهورِ قال النوويُّ: (وقال مالكٌ، والشافعيُّ، وأحمد رضي الله عنهم، والجمهورُ: متى شكَّ في صلاته؛ هل صلى ثلاثًا أم أربعًا مثلًا، لزِمَه البناءُ على اليقين، فيجب أن يأتي برابعةٍ، ويَسجُدَ للسهو) ((شرح النووي على مسلم)) (5/58). : المالكيَّة [3009] ((الكافي)) لابن عبد البر (1/226)، ((الشرح الكبير)) للدردير (1/275). ، والشافعيَّة [3010] ((المجموع)) للنووي (4/128)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/209). ، والحنابلة [3011] ((الإقناع)) للحجاوي (1/141)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/406). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه، فلمْ يَدرِ كم صلَّى؟ ثلاثًا أم أربعًا؟ فلْيَطْرَحِ الشكَّ، ولْيَبنِ على ما استيقَنَ، ثمَّ يَسجُدُ سَجدتينِ قبل أن يُسلِّمَ، فإنْ كان صلَّى خمسًا، شَفَعْنَ له صلاتَه، وإنْ كان صلَّى إتمامًا لأربعٍ، كانتَا ترغيمًا للشيطانِ)) [3012] رواه مسلم (571).
واما جملة (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) فزيادتها سهوا لا توجب سجدتي السهو (3) ما إذا نسي التشهد (4) عند الشك بين الركعة الرابعة والخامسة أو ما بحكمه كما مر (5) ما إذا علم إجمالاً بعد الصلاة أنه زاد فيها أو نقص، مع كون الصلاة محكومة بالصحة فإنه يسجد سجدتي السهو (على الأحوط) كيفية سجود السهو يأتى بسجدتي السهو بعد الصلاة مباشرة وفيه النية ثم يسجد ويستحب ان يقول في سجوده: (بسم الله وبالله السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته) ثم يرفع رأسه ويجلس ثم يسجد ثانية ثم يرفع رأسه ويتشهد تشهد الصلاة (والأحوط لزوماً اختيار التشهد المتعارف دون الطويل)، ثم يسلم فيقول (السلام عليكم). —————– مؤسسة الامام علي ع لندن