ياسر لوحده سجل 18 هدفاً فكيف به وهو يدعم بمهاجمين أجانب، العبرة ليست في عروض اللاعب، ولا في مسألة هبوط المستوى، فالنجم الاتحادي محمد نور حدث أن هبط مستواه في وقت ما كما تلقت الإدارات المتلاحقة أرقاماً مهولة لإعارته، لكن الفكر الجيد رفض كل هذه المغريات وابقاه في صفوف العميد مدركاً أن النجم الجماهيري من الصعب التفريط به مهما كانت الظروف وليقطف محبو العميد ثمار هذا الفكر ببقاء اللاعب بطولات تلو الأخرى. غريبة هي القرارات الهلالية فالاستغناء، يتضح بأنه قرار «إداري» بحت ولو عاد الأمر للتقويم الفني وشاهده المدرب عن قرب أكثر، وأطلع على مشاركاته السابقه لكان له رأي إن سئل وأخذ رأيه، لذا فإعارة «ياسر» خطأ ومغامرة غير محمودة العواقب.. وإن غداً لناظره قريب يا إدارة الهلال..
سنة انقضت، وانتهت على رحيلها فما زالت عيوننا تدمع، وقلوبنا تحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا أم أحمد لمحزونون: عام على الفقد لا سلوان أو بدلُ والحزن غض وها طعناته أسلُ كتبت زوجتي حفيدتها أم عبد الإله ترثيها: «رحلت، ولم يرحل ذكراها، التحفت التراب. صوتها، ملامحها لا زالت حية في قلبي. قبل أسبوعين من وفاتها استقبلتني بالبشاشة وودعتني بالدعاء، فيا رحمن يا رحيم ارحمها، واجمعني بها في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، على سرر متقابلين». وبعبارات باكية دامية بكتها حفيدتها أم فتحي قائلة: «جدتي.. مرت سنة على رحيلك كانت أشبه بدهر! سنة لم أرك فيها، لم أسمع صوتك، لم أقبل رأسك. سنة استحضرت فيها أمنية مستحيلة: ليتهم لا يمرضون، لا يشيخون، لا يرحلون! ما أوجع الفراق حين يفتح أبواب الماضي، ويشرع نوافذ الذكريات الجميلة التي كنتِ فيها قريبة من روحي ووجداني. جدتي.. أحن إلى المكان الذي طالما كنت تجلسين فيه. أحن إلى صوتك يطرب مسامعي. أنت ملتقى الأحبة، القريب والبعيد. وكتبت ابنتها المقصّرة كما وصفت نفسها أم أحمد الحسن: أدخل دارها، أتحسس مكانها الدائم، أترقب جلستها، ناسية أنها غادرتنا، فاكتشف أن المساحات مهجورة وباردة.
سِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى……. ولا فَـرَســي مُـهْـــــرٌ، ولا رَبُّـــهُ غُـمْـــــــرُ ولـكـنْ إذا حُــمَّ القَـضـاءُ عـلى امــرئٍ……. فـلـيْــسَ لَـهُ بَــــرٌّ يَـقـيـــــهِ، ولا بَحــــــــرُ وقـال أُصَيْحابـي: الفِـرارُ أو الـرَّدى؟………فقـلـــــتُ: هـمـا أمــرانِ، أحْلاهُـمـا مُـــــرُّ سَيَـذْكُـرُنـي قـومــي إذا جَــــدَّ جِــدُّهُــمْ…….. وفـــي اللّـيـلـةِ الظَّـلْـمـاءِ يُـفْـتَـقَـدُ الــبَــدْرُ فلما وقعت القصيدة في يد سيف الدولة، سعر فيها العاطفة الصادقة لأبي فراس الحمداني، وتذكر مآثره وفضله في حماية الدولة التي قوضها هجمات الروم المتكررة، في عدم وجود أبي فراس، وهو في الأسر. فجهز جيشه لاستعادة حلب التي وقعت في أيدي الروم، فحررها، وأخرج جميع الأسرى في سجونهم، بم فيهم أبو فراس الحمداني. ولكن بعد مرور عام من افتداء أبو فراس الحمداني من الأسر، توفي سيف الدولة في عام 967م، خلفه ابلنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو أبن اخت أبو فراس الحمداني، ولكن أبو المعالي كان صغير في السن، فجعل فرعويه وهو فتاه التركي وصيا عليه. فعندما عزم أبو فراس الحمداني الاستيلاء على حمص، فوجه اليه أبو المعالي مولاه فرعوية، فسقط الشاعر في أول اشتباك وهو في عمر السادسة والثلاثون.