ننطلق في صورة مجموعة مرددات أجمل الكلمات «ناصفة حلاوة على النبي صلاوة، أعطونا من مالكم الله يخلي عيالكم»... نتهافت على غالبية بيوت «الفريج» للحصول على الحلويات و «الدكسبال» («السبال»، «الكسكبال»، الفول السوداني) المخلوط بالحلويات مثل: بيض الحمام (الملبس)، الحبو (النخي)، والنكلة (النقل)... وغيرها، كل بحسب ما يقدمه لنا، ولكن أحلى شيء طبعا البيت الذي يوزع «بيزات» (فلوس)، إذ تجد الأطفال يتسابقون على ذلك البيت ليأخذوا منه تلك الـ 25 فلسا أو الـ 50 فلسا (هذا أكبر مبلغ نحصل عليه عندما كنا صغارا)، أما الآن فالأطفال يحصلون على مبالغ أكبر، من 100 فلس فما فوق (وتقولون لي ليش ما أبغي أرجع صغيرة؟! ). بعد أن يمتلئ «كيس الناصفة»، نسرع إلى بيوتنا لتفريغ محتوياته في إناء أو في كيس آخر، ونحفظه بعيدا عن أعين الموجودين في البيت، ثم نعود لنكمل مشوارنا في جمع حلويات «الناصفة»، وبعد أن تتعب أقدامنا نعود إلى البيت... وهنا تبدأ أحلى لحظة! بصراحة، أنا أحبها كثيرا وأشعر بالمتعة فيها، ومازلت أقوم بها مع الصغار في بيتنا... اللحظة هي عملية فرز «كيس الناصفة»، إذ تجدنا نفترش الأرض ونبدأ بعمل مجموعات، واحدة لـ «البيزات» (الفلوس)، والثانية لـ «البرميت» (الحلويات)، والثالثة لـ «الدكسبال»، والرابعة لبيض الحمام، والأخرى لـ «الحبو» (النخي) والنكلة (النقل)... وهكذا حتى ننتهي.
امساكية رمضان 2022 الشرقية – محتوى
كريكشون ناصفة حلاوة - YouTube
ويقول " إذا توقفنا عند كلمة " اجر جوعان " وهو طلب الجيرة, وطلب الحماية للجائع, ومعنى ذلك طلب شيء, فلو تأملنا كلمة " اجر جوعان ", وكلمة " كريكعان ", سنجد أن الثانية تحريف للأولى فكانت " اجرجعان " فحرفت " جرجعان ", إلى " كركعان ". ويشير إلى أن الإضافات الشعبية هي التي أكملت صيغة الغناء والشعر في الأهزوجة الشعبية الحالية, و" كرنكعوه ", هو تحريف آخر تسمعه للكلمة الأولى ما زال يردد في اضنة وفي الأناضول في تركيا إلى الآن, بالإضافة إلى معظم مناطق الخليج العربي. وذكر المؤرخ في كتابه أن الباحث الشعبي صالح غريب من مركز الدراسات الإنسانية بالدوحة بين أن هذه المناسبة العربية لم يحرف منها سوى مطلعها أي " الكرنكعوه ", منوها إلى أنها مازالت حافلة بالدعاء. مسمياتها في القطيف
وتسمى ليلة النصف في القطيف بـ ( الناصفة) أو ( الكريكشون), كما تسمى أيضا بـ( حل وعاد) في سيهات وصفوى والعوامية. محتويات الناصفة قديما
ويقول المؤرخ الدرورة أن الظروف الاقتصادية التي مرت بالخليج جعلهم يقدمون ( السلوق), موضحا أن السلوق هو بسر قد سلق وجفف على أشعة الشمس, لافتا إلى أن الرواة الذين كانوا يوما ما يمارسون ( الناصفة) هكذا اخبروهم.