والد الفتى يخاف الارتباط العاطفي بطفل محكوم عليه مسبقاً بالموت، فيسافر إلى إثيوبيا بحثاً عن عمل كحجة للغياب، ولا يعود إلا بعد عشرين سنة ليبحث عن كفن لابن عاش غريباً عنه. عاصفة انتقادات تواجه الفيلم السوداني "ستموت في العشرين"... قبل عرضه | اندبندنت عربية. أما الأم التي لعبت دورها بتميز الممثلة السودانية إسلام مبارك، فهي المرأة القوية التي تمسك بخيوط لعبة الحياة والموت، وتنذر نفسها لتربية ابنها، لكي يكون ابناً باراً للموت، فترتدي الأسود حداداً عليه في حياته، مستسلمة لحزن بلاد النوبة الأسمر، الذي يتحول لعادة وجلد للذات. وهكذا يعيش «مزمل النور» حياته في عتمة أشبه بالقبر، ويموت عشرات المرات في حياته، ويتعرض للتنمر من الأطفال الذين يحاولون استباق الموت، فيدهنون جسد الطفل بالرماد ويكفنونه، ثم يلقون به في صندوق، في مشهد شديد القسوة رغم جماليته السينمائية، ولا يبقى للفتى من صديق، سوى طفل مصاب بمتلازمة داون، محكوم عليه أيضاً بعمر قصير. وتحت سطوة هذه النبوءة اللعينة يعيش الفتى من دون أن يجرؤ على الحب والحلم، في حياة تعيسة نذر لها أن تكون قصيرة جداً، ويمر الزمن ثقيلاً عليه، وهو لا يعرف الحساب، بل سنين عمره يراها خطوطاً تحفرها الأم على جدران غرفة مظلمة، ليعدها الطفل، كما يعد السجين أيامه على جدران زنزانته.
وقد رد عليه حمور زيادة مؤلف القصة في تدوينة على صفحته بالفيسبوك ، موجهاً حديثه لإسحق "ستموت مشقوقًا بمغسة حرية التعبير والفن.. اصبر بس". يدور فيلم "ستموت في العشرين" حول الطفل مزمل الذي عاش في قرية فقيرة تحت وطأة نبوءة أحد رجال الطرق الصوفية بأنه سيموت في عقده الثاني عطفًا على كل ذلك، تبدو جهود المخرج أمجد أبو العلا هى الأكثر تعبيرًا عن تطلعات الجيل السينمائي الجديد، والذي يؤمن بأنه قادر على العودة وإدهاش العالم، وقد سبق هذا العرض ثلاثة أفلام روائية كانت كافية لكسر حاجز الصمت الفني، من ضمنها "حديث عن الأشجار" للمخرج الشاب صهيب عبد الباري، إلى جانب جهود طلال عفيفي المصور الفوتوغرافي والسينمائي مدير "سودان فلم فاكتوري". مشاهدة فيلم ستموت في العشرين - ماي سيما. اقرأ/ي أيضًا: الفيلم السوداني "حديث عن الأشجار" يمنح العرب جائزة مهرجان برلين تنتمي أغلب هذه الأصوات تقريبًا إلى مدرسة المخرج الراحل حسين شريف، الذي مات في القاهرة قبيل سنوات، دون أن يكمل عمله الأخير "التراب والياقوت"، وهو عبارة عن تأويل سينمائي من سبعة قصائد لشعراء سودانيين. وبرز نتيجة لموجة الهجرة الجماعية ما عرف بسينما المهجر، التي بذلت عشرات الأفلام القصيرة، أشهرها "دائرة الألم" و"يوميات في المنفى"، لكن أمجد أبو العلا وصهيب عبد الباري، ربما تخطيا الحواجز القصيرة، أو الأفلام الوثائقية، إلى أعمال راوئية طويلة، ذهبت إلى أوروبا لتنافس، على مهرجانات مشهودة، وقد نالت نصيبها المقدر من الجوائز العالمية.
فاز فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء بجائزة مهرجان البندقية. وجرى استيحاء الفيلم من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب الروائي حمور زيادة، إذ يولد "مزمل" فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين. الفيلم الذي عرض لأول مرة بالعالم العربي في مهرجان الجونة السينمائي في مصر (سبتمبر/ أيلول 2019) هو الروائي الطويل الأول لمخرجه السوداني أمجد أبو العلاء بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية والسابع في تاريخ السينما السودانية. فيلم ستموت في العشرين كامل. يتناول الفيلم قصة مزمل، الذي ولد في إحدى قرى السودان وحملته أمه إلى أحد المشايخ لمباركته لكن المفاجأة كانت في نبوءة الشيخ بأن الرضيع سيموت عندما يبلغ عمر العشرين فعاشت الأم طوال حياتها ترتدي الأسود حدادا على ابنها الذي ما زال حيا أمام عينيها وكذلك عاش الابن حبيس النبوءة التي حرمته من الاستمتاع بأي شيء في الدنيا حتى الفتاة الوحيدة التي أحبته وأحبها. وقال أبو العلاء: "أتطلع لأن يشاهد الجمهور السوداني الفيلم، وهذا تحد آخر، إذ لا توجد دور عرض في السودان فمعظمها أغلق منذ عقود، وحتى مهرجان السودان للسينما المستقلة الذي بدأ قبل سنوات قليلة يقام في الهواء الطلق".