في اي يوم خلق سيدنا آدم خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام من طين، وخرج للملائكة وقال لهم، إني خالق بشرا من طين، ونفخت فيه بالروح فاسجدوا له، فسجد الملائكة كلهم أجمعين، إلا إبليس أبى واستكبر، فقال لله تعالى أنه خير منه فقد خلقتني من نار وخلقته هو من طين، فقال له الله تعالى أن عليك اللعنة ليوم الدين، لأنك رفضت طاعة أوامر الله تعالى، بأن تسجد لآدم عليه السلام، فرد إبليس أنه سيقوم بإغواء والوسوسة لعباد الله حتى يرتكبوا الآثام والمعاصي، فقد كان خلق الله تعالى لسيدنا آدم أن يعصي إبليس ربه ويخرج من رحمة الله تعالى، للعنة الله إلى يوم القيامة، والآن سنتعرف على اليوم الذي خلق فيه آدم. في اي يوم ولد سيدنا آدم عليه السلام من هنا سنقدم لكم حل لسؤالكم الذي طرحتموه علينا، وهو ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم عليه السلام، حيث سنقدم لكم حلا وفق السنة النبوية الشريفة، والأحاديث الشريفة التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام في خلق آدم عليه السلام، بالتالي سيكون حل سؤالكم ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم، وفق ما يلي: السؤال: ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم الاجابة: في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة، ما بين العصر إلى المغرب.
الدليل: وضحت السنة النبوية من خلال صحيح مسلم، وقت خلق آدم، محددة ذلك باليوم والساعة، وذلك في رواية أبي هريرة عن رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ــقال: (َخَلَقَ آدَمَ ــ عَلَيْهِ السَّلَامُ ــ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ). بذلك نكون قد بينا لكم الاجابة الصحيحة لسؤالكم ما اليوم الذي خلق فيه آدم عليه السلام، وكيف أمر الله تعالى الملائكة أن تسجد لهذا المخلوق الذي خلقه الله تعالى من طين، فأبى إبليس ونال غضب الله تعالى، فنزلت عليه لعنة الله إلى يوم الدين.
ثمَّ أخبَرَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَقَ الشَّجَرَ والنَّباتَ يَومَ الاثنين، «وخَلَقَ المَكروهَ يَومَ الثُّلاثاءِ» أي: كُلَّ ما يُكرَهُ أو يُؤلِمُ والشُّرورَ وغَيرَها، وأخرَجَ النَّسائيُّ في الكُبرى: «والتِّقْنَ يوْمَ الثُّلاثاءِ» وهو ما يقومُ به المعاشُ، ويَصلُحُ به التَّدبيرُ؛ كالحديدِ وغيرِه مِن جَواهرِ الأرضِ. «وخَلَقَ النُّورَ» أي: خَلَقَ الشَّمسَ والقمرَ والنُّجومَ يَومَ الأَربعاءِ، «وبَثَّ فيها الدَّوابَّ» فنَشَر في الأرضِ كُلَّ ما يَدِبُّ مِن الحيوانِ ونشَرَها في مُختلَفِ الأرضِ يَومَ الخميسِ، ثُمَّ خَلَقَ اللهُ عزَّ وجلَّ آدمَ عليه السَّلامُ بَعدَ العَصرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ في آخرِ الخَلْقِ، في آخِرِ ساعةٍ مِن ساعاتِ الجُمُعةِ، فيما بَينَ العَصرِ إلى اللَّيلِ، وفي الرِّوايةِ السَّابقةِ للنَّسائيِّ: «وخَلَق أدِيمَ الأرضِ أحْمَرَها وأسْوَدَها وطَيِّبَها وخَبيثَها، مِن أجْلِ ذلك جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ مِن آدَمَ الطَّيِّبَ والخبيثَ». وفي هَذا تَناسقٌ في الخَلْقِ عَجيبٌ يَليقُ بِحكْمَةِ البارِي سُبحانَه؛ حيث بَدَأَ أوَّلًا بخَلْقِ الأَرْضِ ثُمَّ ثَبَّتَها بالأَوْتادِ ثُمَّ أَودَعَ فيها مِنَ الشُّرورِ وجَعَل ما يُقابِلُه مِنَ الخَيرِ والنُّورِ، ثُمَّ خَلَقَ آدمَ بَعدُ، وهُو مَن يُبتَلى بالخَيرِ والشَّرِّ ويَعيشُ ويَسكُنُ الأَرضَ، فكانت مُهيَّأةً لَه ولسُكْناه.
[11] خلق حواء بعدما خلق الله تعالى آدم عليه السّلام، وأسكنه الجنّة وحده، شعر آدم بالوحدة والحزن، والله تعالى عليمٌ بذلك وخبيرٌ فيه، فقدّ الله تعالى له أن يخلق من ضلعة الأيسر شريكةً له تؤنسه في وحدته، فخلقها له وهو نائم، وعندما استيقظ ورآها أعجبته بحسنها، وأحسّ الأنس بقربها فسكن إليها، وشاركته عيشه في الجنّة حتّى هبطا منها بسبب عصيانهما لله تعالى، وأكلهما من الشّجرة الممنوعة، والله أعلم. [12] ما هو اليوم الذي خلق فيه ادم هو السّؤال الرّئيس في هذا المقال، والّذي أجبنا عنه بدليلٍ من السّنّة المباركة، وقد قدّمنا فيه أيضاً العديد من فصول قصّة آدم عليه السّلام المذكورة في القرآن الكريم، كمراحل خلقه، وموقف الملائكة من خلقه، وكيف خُلقت حوّاء، ونرجو من الله تعالى، أن يكون هذا المقال موضع تقديرٍ واهتمامٍ ونفع.
يتسم بأنه سريع الندم والاستغفار: حيث ظهرت تلك الصفة واضحة بعد أن قام آدم وحواء بالأكل من الشجرة، التي قام الله عز وجل بالنهي عن الأكل منها، قال تعالى: (قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)، وتلك الصفة من الصفات العظيمة التي قام الصالحون بورثها عن آدم وحواء، والتي جعلت الناس تسير على درب الخير والصلاح، وينالوا رضا من الله عز وجل. لقد اتصف بأنه المعلم من الله عز وجل: لقد قام الله عز وجل بتعليم آدم عليه السلام جميع الأسماء، وتعتبر صفة العلم من الصفات البارزة الذي نالها، وكان متميز بها عن جميع المخلوقات، وأيضا امتاز عن الملائكة الذي قام بإعلامهم أسمائهم، وهذا يدل على عظم مكانة آدم عليه السلام، ودلالة على أن الإنسان مهم بصورة عامة. الكائن الذي سجدت له الملائكة: حيث قام الله عز وجل الملائكة الكرام بأن يقوموا بالسجود لآدم عليه السلام وهذا تكريما له، ولكن إبليس رفض هذا واستكبر، وكان مصيره غضب من الله عز وجل، وله مكانة في النار في النهاية، وهذا السجود يدل على عظمة المكانة التي بها الإنسان عن جميع المخلوقات. خلق من طين: قام الله عز وجل بخلق آدم عليه السلام من الطين، وهذه تعتبر صفة تميزه، حيث أن الله عز وجل قام بخلق الملائكة من النور، وخلق الجان من النار، فهذا يدل على أن خلق الإنسان يدل على عمقه، ويدل على وجود أسرار ودعها الله عز وجل فيه.
ولا تَقومُ السَّاعةُ -أي: يَومُ القِيامةِ- إلَّا في يَومِ الجُمعةِ بيْنَ الصُّبحِ وَطُلوعِ الشَّمسِ. وذِكرُ هذه الأَحْداثِ العِظامِ وهذِه القضايا المَعدودةِ الَّتي وقَعَتْ في يَومِ الجُمُعةِ؛ قيل: ليْستْ لذِكرِ فَضيلتِه؛ لأنَّ ما وقَعَ فيه مِن إخراجِ آدَمَ وقِيامِ السَّاعةِ لا يُعَدُّ مِن الفَضائِل، وإنَّما هو تَعظيمٌ لِمَا وقَعَ فيه وما حدَثَ فيه كبِدايةٍ للخَلقِ ونِهايةٍ له. وقيل: بلْ هي مِن الفَضائِلِ؛ لأنَّ خُروجَ آدَمَ مِن الجَنَّةِ هو سَببُ الذُّريَّةِ وهذا النَّسلِ العَظيمِ، ووُجودِ الرُّسلِ والأنبياءِ والأولياءِ، ولأنَّ لأحداثِ السَّاعةِ شأنًا عَظيمًا؛ فهي سَببٌ لتَعجيلِ اللهِ وعْدَه لأهلِ الإيمانِ، ووَعيدَه لأهلِ الكفرِ، وظُهورِ جَزاءِ النَّبيِّينَ والصِّدِّيقين والأولياءِ وغيرِهم، وإظهارِ كَرامتِهم وشَرفِهم؛ ففي يومِ القِيامةِ تَرتفِعُ راياتُ المسلمينِ تَصديقًا لإيمانِهم. وفي الحَديثِ: فَضيلَةُ يَومِ الجُمعَةِ عَلى سائِرِ الأيَّامِ.