وتابع: «الأمور حاليًا استقرت وأصبحت السيولة متوفرة، وأي حد عايز يبيع ذهب هيتم ده بمنتهى السهولة وفي أي محل».
قيام جامعة فلوريدا الأمريكية بتغيير اسم قاعة دراسية تحمل اسم كارل ماركس واستبدالها برقم فقط، يكشف عن هذه الحساسية الأيديولوجية، وعن ذاكرة قديمة لم تغب عنها اوهام الشيوعية، ولا أشباح ماركس ذاته، تلك التي تحدث عنها الفيلسوف التوسير.
يعتذر يوسف إدريس، في مقدّمة روايته القصيرة "رجال وثيران"، من الثوّار الجزائريين لأنه لم يكتب رواية ، أو مسرحية، عن الثورة الجزائرية كما توقّع ذلك منه أولئك الذين عرفوه هناك في الجزائر. كان الكاتب قد زار الجزائر مرّتين، بحسب ما يقول؛ مرّة أثناء الثورة، حين ذهب في بعثة إلى هناك، والتحق بجيش التحرير الجزائري، وحضر بعض معاركه، ومرّة ثانية بعد استقلال الجزائر عامَ 1962. "إن مشكلتي"، يقول إدريس، "أنّي لا أستطيع أن أكتب لأن من 'واجبي' أن أكتب. ولم أجرّب أبداً أن أفرض على نفسي موضوعاً، ولا أن أُعطي لموضوع بالذات حقّ الأولوية في الخروج إلى حيّز الوجود ". الحرب على ماركس | القدس العربي. نحن هنا أمام إقرارٍ من كاتب معروف يقول إنه لا يستطيع، ولا يريد، أن يكتب في الموضوعات بتحريض من الواجب، والواجب قيمة اجتماعية وسياسية وفكرية كانت في النصف الثاني من القرن العشرين تشغل مساحة كبيرة من المهام الملقاة على عاتق الكتاب في الثقافة العربية. وقد خصّصت الأبحاث حيّزاً واسعاً لما سُمّي الأدب الاجتماعي ، وثمّة العديد من الكتب التي أخذت عنواناً مستمدّاً تقريباً من قضية الواجب، مثل الأدب والحياة والأدب والشعب والأدب والواقع. وكانت ذرائع الواجب كثيرة وموضوعية، ويمكن تلمُّس الكثير منها لدى النقّاد الذين انشغلوا بموضوع مهامّ الكاتب ومطالب المجتمع.