العدد 219 - السنة التاسعة عشرة ربيع الأول 1426هـ – أيار 2005م 2005/05/07م المقالات 7, 782 زيارة من خطب عثمان بن عفان رضي الله عنه – أخرج ابن سَعْد أن عثمان رضي الله عنه لما بويع، خرج إلى الناس، فخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن أول مركب صعب، وإن بعد اليوم أياماً، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، وما كنا خطباء، وسيعلمنا الله. – وأخرج ابن جَرِير الطَبَري: لما بايع أهل الشورى عثمان، خرج وهو أشد كآبة، فأتى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنكم في دار قُلعة (تحول وارتحال) وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه؛ فلقد أُتيتم، صُبِّحتم أو مُسِّيتم، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان] اعتبروا بمن مضى، ثم جدّوا، ولا تغفلوا؛ فإنه لا يغفل عنكم. أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومُتِّعوا بها طويلاً؟! ص41 - كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين ط عطاءات العلم - عثمان بن عفان - المكتبة الشاملة. ألم تلفظهم؟! ارموا الدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة؛ فإن الله قد ضرب لها مثلاً، وللذي هو خير، فقال عز وجل: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا* الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) [الكهف] وأقبل الناس يبايعونه.
قال: "يا بن أخي، لا أغير شيئًا منه من مكانه".
عثمان بن عفَّان هو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، يكنى بذي النورين لأنّه تزوّج اثنتين من بنات النّبي محمد عليه الصّلاة والسّلام، حيث تزوّج من رقيّة، ثم بعد وفاتها تزوّج من أمّ كلثوم. ويعرض العقّاد في هذا الكتاب سيرة الخليفة عثمان بن عفّان، ويتحدّث عن أهمّ العوامل الّتي أدّت إلى الخلاف، والفتنة الكبرى الّتي عصفت بالأمّة الإسلاميّة في خلافة عثمان والّتي أدّت إلى استشهاده. والعقّاد هو عباس محمود العقاد؛ أديب، وشاعر، ومؤرّخ ، وفيلسوف مصريّ، كرّسَ حياته للأدب، كما أنّه صحفيٌّ له العديد من المقالات، وقد لمع نجمه في الأدب العربيّ الحديث، وبلغ مرتبةً رفيعة. جرير عثمان بن عفان wiki. ولد العقاد في محافظة أسوان سنة 1889، في أسرةٍ بسيطة الحال، فاكتفى بالتّعليم الابتدائيّ، ولكنّه لم يتوقّف عن سعيه الذّاتيّ للعلم والمعرفة، فقرأ الكثير من الكتب. وقد ألّف ما يزيد على مئة كتاب، وتُعدّ كتب العبقريّات من أشهر مؤلّفاته. توفّي سنة 1964، تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا زاخرًا.
تاريخ الرسل والملوك ج1 ص8 ، ط دار المعارف – القاهرة, ت: محمد أبو الفضل إبراهيم. وقال العَلَّامة ابنُ خَلْدُونَ في تاريخه: [ فكثيرا ما يوجد في كلام المؤرخين أخبار فيها مطاعن وشبه في حقهم أكثرها من أهل الاهواء فلا ينبغى أن تسود بها الصحف]. تاريخ ابن خلدون ج2 ص650 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت. وقال الإمام القحطاني: لَا تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخِ كُلَّمَا ** جَمَعَ الرُّوَاةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنَانِ ويقول العلامة محمود الألوسي: [ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميِّزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يَدري ما يَجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا ، مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل]. صَبُّ الْعَذَابِ عَلَى مَنْ سَبَّ الأصحاب ص 421. جرير عثمان بن عفان بذي. فالعاقل الفَطِنُ يبحث عن الروايات الصحيحة ليعتقد بما فيها ويعرف حقيقة ما حدث، والجاهل المُغرض يبحث عن الروايات الضعيفة ليهاجم بها مخالفيه!! ثالثًا: لو فرضنا أيضا صِحَّة نسبة الكتاب لابن قتيبة فهذا الكتاب المنسوب إليه لم يذكر سَنَدًا لهذه القصة. فلو كان ابنُ قتيبة بالفعل هو صاحبَ هذا الكتاب ؛ فلن نقبل منه روايةً بدون إسناد، فما بالك والكتابُ نفسه مكذوبٌ مُفْتَرَى على ابن قتيبة ؟!
فإذا كان ذلك كذلك، لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراءات السبع تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما فعلوا؛ إذ كان الذي فعلوا من ذلك كان هو النظر للإسلام وأهله، فكان القيام بفعل الواجب عليهم بهم أولى من فعل ما لو فعلوه كانوا إلى الجناية على الإسلام وأهله أقرب منهم إلى السلامة من ذلك" انتهى باختصار. الفرق بين جمع أبي بكر الصديق وجمع عثمان رضي الله عنهما: جمع أبي بكر الصديق يختلف عن جمع عثمان في الباعث والكيفية، فالباعث لدى أبي بكر رضي الله عنه لجمع القرآن خشيـة ذَهابه بذهاب حَمَلته، حين استحرَّ القتل بالقـراء في حروب الردة. تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج ٢ - الصفحة ١٧٦. والباعث لدى عثمان رضي الله عنه كثرة الاختلاف في وجوه القراءة، حيث كان بعض التابعين الذين لم يشاهدوا التنزيل يخطِّئ بعضهم بعضًا، وربما اقتتل بعضهم مع بعض! وجمع أبي بكر الصديق للقرآن هو الأصل، وقد كان جمعًا لما كان مفرقًا في الرقاع والأكتاف والعُسُب في مصحف واحد مرتَّب الآيات والسور، مقتصرًا على ما لم تنسخ تلاوته. وجمع عثمان للقرآن كان نسخًا للمصحف الذي جمعه أبو بكر مع توحيد رسم المصحف، فعثمان لم يسقط آية واحدة، ولم يغير حرفًا واحدًا مما كان في المصحف الذي جمعه أبو بكر، ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه (4530)، عن عبدالله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ﴾ [البقرة: 240] قد نسختْها الآيةُ الأخرى، فلمَ تكتُبُها أو تدَعُها؟!