محتويات المقالة مقدمة عن الحارث بن حلزة تعد معلقة الحارث بن حلزة اليشكري إحدى المعلقات الشهيرات في العصر الجاهلي وهي مكونة من 82 بيتاً. وكتب الحارث معلقته على الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم وأنشدها قومه عنه كونه كان برصا وكان يكره أن يقرأ قصيدته من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثرة بالماء. من هو الحارث بن حلزة الحارث بن حلزة هو بن بكر بن وائل بن أسد بن ربيعة بن نزار وتعود أصوله إلى العراق. واعتبر الحارث من عظماء ووجهاء قبيلة بكر بن وائل، أما سبب إطلاق لقب الحلزة عليه فهو أطلق على أبيه الذي عرف ببخله.
فقد أغفل التاريخ ذكر ميلاده فيما أغفل. ولكننا نستطيع القول بأن وفاته كانت حوالي سنة ٥٨٠ للميلاد(٤٣ق. ه) الخطوط البارزة في شخصية الحارث بن حلزة لم تكون الحارث يتمتع بصفات خَلقية جميلية، ففي أخباره أنه كان ابرص، وكان يجد في ذلك غضاضة ،رغم أنه مفتخرا بالبرص، كما قال الجاحظ في كتابه 《البرصان والعرجان》" ولا نعرف عن هيئته وخلقته اكثر من هذا أما صفاته الخُلقية فقط نستطيع أن نتعرف على بعض جوانبها: فالحارث وإن لم يكن معدود من الشعراء الفرسان، فإننا نجده يفتخر في غير موضع من شعره- خاصةً في المعلقة بفروسيته و شجاعته. وهذه الصفة تلازم شخصيته في كل تصرفاته و أعماله، وتستقطب سائر عناصر وتوجهها في خط واضح وجيد وإن اتصاف الحارث بالشجاعة و الفروسية ليس بأمر الغريب. فهما من الصفات الشائعة في فتيان البادية العربية. فالفروسية و الصلابة عماد شخصيته في عصر لا يحترم ولا يقدر إلا من كان له فيهما أوفر نصيب. والحارث هو المشرف الحربي في قومه وهو شاعر المتكلم بلسانهم أبرز الصفات العقلية التي امتاز بها الحارث بن حلزة اليشكري هي الحكمة، فقد كان الحارث بن الحلزة حكيما رزينا حسن المصانعة. وآية ذلك من شعره المعلقة. ونجد فيها فنا رفيعا هو الفن الخطابي.
[٣] وقد أجمعت الروايات على أنَّه كان محاربًا نبيلًا، كما اتُّصف بالحنكة والذكاء والدراية، إضافةً إلى حسن مخاطبة الملوك وارتجال الشعر أمامهم، وقد ظهر ذلك في كثير من أشعاره ولا سيما معلقته الشهيرة التي مطلعها آذنتنا ببينها أسماء. [٣] نبذة عن معلقة الحارث بن حلزة اشتهر الحارث بن حلزة اليشكري بمعلقته الشهيرة والتي ارتجلها في قصر الملك عمرو بن هند، وذلك ردًّا على معلقة الشاعر عمرو بن كلثوم، وقد ورد أنَّ الحارث كان مصابًا بالبرص، فأعدَّ القصيدة وعلَّمها لبعض الأشخاص حتى يقرؤوها نيابةً عنه أمام الملك، لأنَّ الأبرص كان ينشد أمام الملك وهو يقف خلف سبعة ستور، ثمَّ يغسَل أثره بالماء. [٤] لكنَّ الحارث غير رأيه وأنشد القصيدة وفق تلك الشروط، وقد أثرت تلك القصيدة بالملك، وأمر برفع الستور وقرب الحارث بن حلزة منه، وأطعمه في وعائه، ومنع غسل أثره بالماء بعد أن يذهب، وكان الدافع الرئيسي لكتابة القصيدة هو دفاع الحارث عن قبيلته وتكذيب الشاعر عمرو بن كلثوم، وتضمّ القصيدة 85 بيتًا من الشعر وقد كتبت بين عام 554م وعام 569م.
الحياة الشخصية لم يذكر لنا التاريخ أي تفاصيل عن حياة الشاعر الحارث بن حلزة. حقائق عن الحارث بن حلزة لقب الحلزة أطلق على أبيه بسبب بخله. أعجب عمرو بن هند بمعلقة الحارث لدرجة أنه اعتبرها من المقدسات ويقال أنه أمره ألا ينشدها إلا متوضئًا. يعتبر الحارث بن حلزة أقدم شاعر من شعراء المعلقات، فقد ألقى قصيدته عام 560م، وكان عمره يناهز المئة وأربعون عامًا. أشهر أقوال الحارث بن حلزة آذنتنا ببينها أسماء رب ثاوٍ يُمَلُّ منه الثواء وفاة الحارث بن حلزة بحسب أغلب المصادر التاريخية توفي الحارث بن حلزة عام 580م، عن عمر ناهز المئة وخمسون عامًا. الإنجازات عانى الحارث طوال حياته من مرض البرص، ومرضه كان السبب في امتناعه عن المناظرات الشعرية التي كانت تجري، وخصوصًا التي يلقى بها الملوك، وهو السبب نفسه الذي ردعه عن تمثيل قبيلته ومواجهة عمرو بن كلثوم شاعر تغلب، فمثل قبيلته النعمان بن هرم، الذي كان رجلًا مغرورًا متعاظمًا، فلم يحسن خطاب الملك فأثار غضب الملك وأمر بطرده من مجلسه. بعد هذه الحادثة تأثر الحارث وثارت حميته فارتجل قصيدته الشهيرة، أعجب الملك بفصاحته وذكائه، ويقول الرواة أن أفضل ما قاله الحارث في حياته كانت المعلقة التي ارتجلها في قصر عمرو بن هند.
وتعد معلقته وثيقة تاريخية ، ففيها أشار إلى الأيام والمعارك التي خاضتها قبيلته ضد خصومها ، وذكر انتصاراتها ، وبخاصة الانتصارات التي تحققت على قبيلة تغلب. تميز شعره بقوة الأسلوب ودقة الصياغة والرصانة ، وعلى الرغم من أنه شاعر مقل إلا أن شعره من أفضل الأشعار.