ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجد شاحنات ومعدات وأجزائها قد أوقفت وتركت وأهملت والجهات المسؤولة ما زالت نائمة المياه التي لا تجف عن الشوارع هاجس آخر يظل يراود السكان وهو متى يتم الانتهاء من تنفيذ مشروع الصرف الصحي اسوة بأحياء الرياض والتعجيل في تنفيذها فالشوارع التي في وسط الأحياء من المستحيل أن تشاهدها لا تسيل بها مياه وهو ما دفع صهاريج الصرف الصحي تكتظ في التجول داخل الحي البعض من هذه المياه يسيل في الشوارع لفترات طويلة والبعض لا يأبه بمخاطر هذه المياه التي أصبحت مصدرا للتلوث والحشرات بل ان الأراضي داخل الحي قد ارتوت بالمياه مما قد تسبب كارثة باختلاطها بمياه الشرب. التفحيط الظاهرة التي لا تغيب في شارع اسطنبول الذي يربط الحي بحي النسيم ويوصل الى طريق سعد بن عبدالرحمن الأول وهو أحد الشوارع الأخيرة التي تم الانتهاء من تجهيزها حيث إنه أكبر الشوارع حيث يصل عرضه الى ستين مترا وتمت انارته لكن قد تحول الى ساحة للاستعراض والتفحيط من قبل مجموعة من المراهقين الذين في الغالب يبدأون قبيل صلاة الفجر وبالتحديد في نهاية الاسبوع، لم تجد مراقبة دوريات المرور للطريق فما كان الحل الا بايجاد مطبات صناعية نجحت لفترة مؤقتة وهدأ الشارع والسكان لفترة لكنها لم تدم وفي تصرف غير معروف تمت ازالة المطبات ليعود المفحطون وما يأمله السكان هو أن يكون هناك حزم وتكثيف من قبل المرور السري.
كل هذا يوضع في كفة وما يعانيه السكان في كفة أخرى وهي المياه التي لا تنقطع ولا تغيب عن الشوارع فمياه الصرف الصحي والروائح الكريهة المتصاعدة هي الهاجس المؤرق والمخيف لهم. ومن خلال هذه الجولة التي نطرح من خلالها ونستعرض أبرز ما يطمح إليه ساكنوه وما يتمتع به من مميزات تدفع الكثير إلى ان يكونوا من ضمن السكان. هذه الجولة التي استمرت زهاء الست ساعات اطلعنا على التالي: مرمى النفايات والخردوات ولعل أكثر ما يؤرق مضاجع السكان هو ما تفاجأ به السكان من خلال قيام عمالة بتسوير إحدى الأراضي التي تقع على طريق أو عبيدة عامر بن الجراح ومن ثم جعلها مرمى ومستودعاً للخردوات والتي تصل إليها في الساعات المتأخرة من المساء ويتم احراق غير المستفاد منه بعد صلاة الفجر وحتى الساعة الثامنة صباحاً والأدخنة المتصاعدة من المحل تخنق السكان، والعاملون يقومون بتلك العمليات أمام مرأى الجميع من المارة. في البداية كان هناك تخوف ويؤدون عملهم على استحياء لكن ما دفعهم إلى ان يكون أمام الجميع هو ان البلدية قد غضت الطرف عنهم. ولعل السؤال الذي لم يجد جواباً لدى السكان هو انه كيف سمحت البلدية ومنحتهم الرخصة لممارسة مثل هذا النشاط الذي يلحق أضراراً جسيمة وبالغة بالبيئة.