27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم سؤال: عرض لي قريبا حينما كنت في زيارة في المدينة المنورة حيث حضرت كلاما بين طالب علم و شيخ من أهل العلم حول الحجاج. ص150 - كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد المجموعة الخامسة - كان بالعراق طائفتان النواصب منهم الحجاج بن يوسف والشيعة منهم المختار بن أبي عبيد - المكتبة الشاملة الحديثة. ولأول مرة اسمع عالما يقول إن كثيرا مما نسب الحجاج مبالغ فيه و أنه لا يصح.. وطالب العلم يخالف الشيخ و يذكر له مقولة القائل: (لو تخابثت الأمم فجاءت كل أمة بخبيثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم) و نسبها إلى الإمام مالك أو عمر بن عبد العزيز، لم اعد اذكر. والشيخ لا يلقي لهذا الكلام وزنا. فهل عندكم، مشكورين، إحالة في هذا الموضوع إلى تحقيق في كتاب، أو اختصارا نستفيد منه الزبدة؟ و جزاكم الله خيرا.
كيف مات الحجاج الثقفي مرض الحَجاج بن يُوسف الثَقفي مرضاً شديداً وغريباً حيث ذكر المؤرخون أنه أصابه مرض يسمى بالأكلة الذي يصيب البطن ، وعندما دعي الطبيب للنظر إليه أخذ لحماً وعلقه في خيط ثم وضعه في حلقه لمدة ساعة، وعندما أخرجه وجد أن علق به كثير من الدود، كما سلط الله على الحجاج البرد الشديد المعروف بالزمهرير حتى أن النار كانت تمس جلده ولم يكن يشعر بحراراتها، وعندما شكى الحجاج ما يحدث إلى الحسن كان رده عليه أنه قد نهاه عن التعرض للصالحين إلا أنه أعرض وأبى، أما رد الحجاج على الحسن البصري فكان أنه لا يريد منه دعاء الله بالتفريج عنه وإنما أن يدعو الله أن يعجل في موته ولا يطيل عذابه.
و هكذا.. فليس كل ما هو مشهور صحيح.. و إني لأستغرب من قولك بأن المناظرة التي حدثت بين طالب العلم و ذلك الشيخ، لم تنتهي على اتفاق بل و قولك بأن طالب العلم يصر على أنه إذا جمع أخبث الخبثاء.. الخ. و استدلاله به على صحة ما أشيع عن الحجاج.. أقول: هل ثبت كفر الحجاج حتى نقارن بينه و بين الخبثاء من الأمم السابقة؟! و الله - تعالى -يقول {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}!! و المؤمن خير من ملئ الأرض من الكافر فكيف تكون هناك مقارنة.. وعلى فرض ثبوت صحة ما أشيع حول الحجاج - ولا ننكر بعضها - فهل يعني هذا أنه قد خرج بموجبها من دائرة الإيمان؟؟!! لقد ثبتت للحجاج سيئات كثيرة جعلته في نظر الناس من الذين لا يمكن أن يغفر الله لهم.. حجاج بن يوسف | أنا ابن جلا وطلاع الثنايا - YouTube. سبحان الله!! هل جعلنا الله موكلين بتصنيف الناس هذا مغفور له و هذا مغضوب عليه؟!
وأنه من وجه مرضي محبوب ومن وجه بغيض مسخوط. فلهذا كان لأهل الإحداث: هذا الحكم. " انتهى من "مجموع الفتاوى" (27 / 475 - 476). والله أعلم.
كقوله صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ، وَلَعَنَ شَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا). ولا يلعنون المعين. كما ثبت في صحيح البخاري وغيره: (أن رجلا كان يدعى حمارا وكان يشرب الخمر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلده. فأتي به مرة. فلعنه رجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه. فإنه يحب الله ورسوله). وذلك لأن اللعنة من باب الوعيد، والوعيد العام لا يقطع به للشخص المعين، لأحد الأسباب المذكورة: من توبة أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو شفاعة مقبولة. وغير ذلك. وطائفة من العلماء يلعنون المعين كيزيد. وطائفة بإزاء هؤلاء؛ يقولون بل نحبه، لما فيه من الإيمان الذي أمرنا الله أن نوالي عليه. إذ ليس كافرا. والمختار عند الأمة: أنا لا نلعن معينا مطلقا. ولا نحب معينا مطلقا. قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 12. فإن العبد قد يكون فيه سبب هذا وسبب هذا، إذا اجتمع فيه من حب الأمرين. إذ كان من أصول أهل السنة التي فارقوا بها الخوارج: أن الشخص الواحد تجتمع فيه حسنات وسيئات، فيثاب على حسناته، ويعاقب على سيئاته. ويحمد على حسناته ويذم على سيئاته.
الحمد لله. أولا: من المقصود بالأمة في حديث النبي ﷺ (هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ)؟ عن عَمْرو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقُ، يَقُولُ: هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ: غِلْمَةٌ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ؛ بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ. رواه البخاري (3605). قول ابن تيمية في الحجاج بن يوسف. وروى البخاري (3604) و مسلم (2917) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُهْلِكُ النَّاسَ هَذَا الحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ. والظاهر أن المراد بالأمة: مسلمي ذلك الزمن من الصحابة والتابعين، وهلاكهم بالقتل والفتن التي يدخلهم فيها هؤلاء الغلمة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "والمراد بالأمة هنا: أهل ذلك العصر ومن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة. " انتهى من "فتح الباري" (13 / 10).