ويجوز أن يكون الدعاء من باب الاستعارة، شبّه الربب بالداعي وحذف المشبّه به وأخذ شيئا من خصائصه. ومنه أيضا قول ذي الرمة: ليالي اللهو يطبيني فأتبعه ** كأنني ضارب في غمرة لعب وليالي منصوب على الظرفية واللهو مبتدأ وطباه يطبوه ويطبيه إذا دعاه وجذبه أي اللهو يدعوني في ليال كثيرة فأتبعه كأني سابح في لجّة من الماء تغمر القامة. ولعب خبر ثان والظرف متعلق بيطبيني وقيل هو متعلق بما قبلها والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها.
وكانوا يقولون: (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَرُون) ، [٣] ولكن الله -تعالى- أنهاه كما أنهى جبروت فرعون، فخسف به وبداره وبأملاكه في الأرض. سورة المعارج من 1-3. التأكيد على فناء الدنيا وبقاء الآخرة تعزّز السورة هذا المبدأ العظيم، وتقرّ الآيات أنّ الدار الباقية هي الدار الآخرة، وجعل الله -تعالى- الجنة فيها لمن لا يُفسدون في الأرض، ولا يتعالون على خالقهم، وهي دار مستقرّ دائم لهم. وعد الله للرسول -عليه السلام- بالنصر جاء في نهاية السورة وعد من الله -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) ، [٤] والمراد بهذا الوعد هو النصر المؤزّر وفتح مكة، التي أُخرج منها مكرهاً، وقد تحقّق وعد الله -تعالى- فعلاً، فعاد إلى بلاده فاتحاً منتصراً؛ لينشر دين الإسلام في أرجاء الأرض. التعريف بسورة القصص تُعدّ سورة القصص سورة مكية، نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، باستثناء آية منها نزلت في طريق النبي للهجرة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، في مكان يسمّى الجحفة، وهي قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) ، [٤] وقد نزلت بعد سورة النمل.
الوجه الثاني: قول الله -تعالى- في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)، وارتباطها بقول الله -سبحانه- في سورة الجّن: (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا)، فذكرت الآيتان المطر، وبيّنتا أنّه فضلٌ من الله؛ جزاءً عاجلاً لأعمال العباد. اقرأ أيضًا: فوائد من سورة هود المصادر: مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3 مصدر 4 المصدر: موقع معلومات