باختصار، ما زالت أسباب التحالف بين الطرفين والمصالح المشتركة التي تجمعهما قائمة، والسعودية تقدّم خدمات جليلة لواشنطن في المنطقة مقابل الضمانات الأمنية. ومع ذلك، من الحكمة أن تحرص الرياض على أن لا تؤتى من ركونها للحليف الأميركي، وأن لا تخلط بين مناكفة إدارة والاصطدام بحسابات الدولة التي تمثلها، وأن لا تقلل من قدرة الولايات المتحدة على تعكير صفوها، ولعل في ما تكابده روسيا اليوم عبرة.
السعودية اخبار اليمن صراع اليمن اختيارات المحرر
وأتبع ذلك بسماحه بنشر تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) "يؤكّد" تورّط بن سلمان في اغتيال خاشقجي. ثمَّ إنه مضى في تنشيط المفاوضات النووية مع إيران، العدو الإقليمي المركزي للرياض. وبعد ذلك سحب منظومات صواريخ باتريوت من المملكة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو ما تركها مكشوفة أمام الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات من دون طيار. وكانت ثالثة الأثافي في رفع الحوثيين من قائمة المنظمات التي تصنّفها واشنطن إرهابية. إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا خدم السعودية كثيراً. مع العقوبات الغربية الصارمة على موسكو ومحاولات فطم أوروبا عن النفط والغاز الروسيين، أو على الأقل تخفيض اعتمادها عليهما، اضطرّت واشنطن إلى اللجوء إلى المملكة بوصفها أكبر منتج للنفط، والوحيدة القادرة على تعويض الفاقد الروسي منه. وهنا وجدت الرياض ضالتها للضغط على إدارة بايدن، إذ أعلنت التزامها بتفاهمات أوبك+ التي تحدّد مستوى المعروض عالمياً ونسب زيادته شهرياً، بل ذهبت الرياض إلى أبعد من ذلك عبر تواصل محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الوقت الذي يقال فيه إنه يتجاهل اتصالات بايدن. السعودية تطلق برنامجاً للرقائق الإلكترونية | الشرق الأوسط. ورغم هذا الاحتقان البادي للعيان، إلا أن الطرفين حريصان على أن لا تصل الأمور إلى قطيعة تامة بينهما، حيث يقول السعوديون إن ثمَّة اتفاقاً على 90% من القضايا المشتركة، في حين بادرت إدارة بايدن إلى نشر أنظمةٍ من صواريخ باتريوت مرة أخرى في المملكة، الشهر الماضي، بعد هجماتٍ حوثية صاروخية وبطائرات من دون طيار على منشآت سعودية للطاقة.