هذا التحول الذي لا علاقة له بالتغير الخارجي هو الطاو. وفهم الطاو يمكَّن الفرد من أن يحيا سعيدا بغض النظر عن تقلبات الطبيعة والمجتمع. وكانت البوذية أول عقيدة دخلت إلى الصين من خارجها، قادمة من الهند في أواخر أسرة هان الغربية (206ق. نسبه المسلمين في الصين الايغور. م – 24م). ولكن مع امتزاجها بالثقافة الصينية ظهر شكل جديد من البوذية الصينية يختلف بوضوح عن البوذية الهندية التي تدعو إلى الزهد الصارم والانعزال والتأمل لوقت طويل. وقد صين الصينيون البوذية، أي أعطوها طابعا صينيا، ففي القرن السابع الميلادي اعتبر الراهب البوذي الصيني هوي ننغ (636 – 713م) أن التهذيب الذاتي منعزلا عن حياة المجتمع لا يمكن أن ينجح، واعتقد بأن البوذي يمكن أن يمارس التهذيب الذاتي خلال حياته وعمله، بل إن الفلاح الأُمي يمكنه تحقيق التنوير طالما أنه يعمل بجد ويفي بمسؤولياته. هذه الطائفة البوذية التي وضع هوي ننغ أصولها تدعو إلى التحرر من قيود تعاليم البوذية وتشجع التفكير الحر والجدل بين أتباعها كوسيلة للمعرفة. وعلى الرغم من أن البوذية الصينية واصلت التأكيد على أهمية الأسفار البوذية فإنها توحدت مع الأفكار الكونفوشية والطاوية الصينية وانتهت إلى الاندماج التام مع الثقافة الصينية ذات التعددية الواضحة.
وقالت في إفادة صحفية دورية "نأمل أن تستطيع الولايات المتحدة وغيرها أن تقيّم وتنظر على نحو إيجابي لموقف الصين وأن تتوقف عن أي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية أو توجيه انتقادات غير المبررة". وحثت الولايات المتحدة ماليزيا ايضا على توفير حماية مؤقتة لأحد عشر شخصا من مسلمي الويغور الذين تسعى الصين إلى تسلمهم. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها دعت ماليزيا إلى السماح للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلقاء الويغور لتحديد مدى أحقيتهم في الحصول على حماية دولية وتوطينهم في بلد ثالث في نهاية الأمر. وكان هؤلاء الأشخاص ضمن مجموعة مؤلفة من 20 من الويغور من الصين الذين فروا من تايلاند العام الماضي. ما اسم الديانة الاكثر شيوعا في الصين؟ - موقع المرجع. وقال مايكل كافي المتحدث باسم مكتب شرق آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية "نحث السلطات الماليزية على إجراء تحقيق شفاف وتوفير حماية مؤقتة لأي من هؤلاء الأشخاص الذين ربما يتعرضون لتعذيب أو اضطهاد إذا عادوا رغما عنهم". وكان أحمد زاهد حميدي نائب رئيس الوزراء الماليزي قد قال إن ماليزيا تلقت طلبا رسميا من الصين بتسليمها هؤلاء الويغور. وقال حميدي إن ماليزيا تدرس الطلب وإن الشرطة تحقق فيما إذا كان أي فرد من هذه المجموعة كان له دور في أنشطة إرهابية.
وكان الإسلام أول عقيدة سماوية عرفتها الصين وكان ذلك في القرن السابع الميلادي، وقد ارتبط دخوله بقوافل التجارة عبر البر والبحر، أما المسيحية الكاثوليكية فقد طرقت أبواب الصين في القرن الثالث عشر، ولكن البداية الحقيقية لانتشارها كانت في أربعينيات القرن التاسع عشر مع تزايد أعداد المبشرين، وكانت البروتستانتية آخر عقيدة سماوية وصلت الصين، وتحديدا عام 1807م. كيف يعامل المسلمون في الصين؟. ومن بين كل هذه العقائد، الطاوية هي العقيدة الوحيدة ذات المنشأ الصيني، والبوذية هي الأطول تاريخا في الصين، فقد دخلتها منذ القرن الأول الميلادي، ومن بعدها الطاوية التي تشكلت في القرن الثاني. ومن الصعب تحديد عدد معتنقي الأديان في الصين، وحسب ما جاء في الكتاب الأبيض – ((حرية الاعتناق الديني في الصين)) الذي أصدره مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة في عام 1997، بلغ عدد الكاثوليك أكثر من أربعة ملايين نسمة؛ وعدد البروتستانت حوالي عشرة ملايين نسمة. ثم أعلنت جمعية الأديان الصينية أنه وفقا للإحصاء الذي أجرته في عام 2003 وصل عدد الكاثوليك خمسة ملايين نسمة، وعدد البروتستانت 16 مليونا. أما عدد المسلمين في الصين فيتم حسابه على أساس عدد أفراد الأقليات القومية العشر التي تصنف في الصين على أنها القوميات الإسلامية ومن ثم فإن عدد المسلمين يناظر عدد أبناء تلك القوميات ويبلغ حاليا حوالي 22 مليون نسمة.
ولا يختلف الباحثون المهتمون بشؤون الإسلام والمسلمين في العالم على أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 زادت الطين بِلَّة على صعيد العنف والتحريض الممارَسَين ضد الدين الإسلامي. بدأ ثاني أكثر دين من حيث الانتشار بعد المسيحية، يجد الطريق أمامه مُعبَّداً لدخول قلوب غير المسلمين وعقولهم، فيبادلونه الدخول معلنين إسلامهم لتزداد نسبتهم في العالم الغربي
ومنذ قرون لا يزال المسلمون الصينيون يلتزمزن بفقه الطعام الإسلامي، ويتجنبون أكل الخنزير في بلد يعتبر الأكثر استهلاكاً للحومه. الزواج والجنازات يعتبر الزواج أحد القرارات الأكثر قدسية لدى المسلمين الصينيين، إذ لا يمكن إنجاز مراسمه من دون حضور رجال الدين الذين يتمتعون بمكانة لا يرتقي فوقها أحد مهما علا شأنه. أما الطلاق فمنبوذ وغير محبذ، تنفيذاً للحديث المأثور القائل إن "أبغض الحلال عند الله الطلاق". ويفسر ذلك ربما تدني حالات الطلاق بين المسلمين مقارنة بقوميات أخرى. وعموماً تختلف تقاليد الزواج بين القوميات المسلمة، لكنها تحصل كلها بحضور رجال الدين وأئمة المساجد. وتجري المراسم في النهار وليس المساء كما الحال في الدول العربية. وبالنسبة لقومية الهوي تجري مراسم الزواج يوم الجمعة، وغالباً في المسجد، ويكون المهر أطعمة ومرطبات وأقمشة حرير، وليس نقوداً. يمثل نسبة المسلمين في دولة الصين الشعبية حوالي - موقع بنات. أما العروس التي تنتمي إلى قومية سالار فتخرج من بيت أهلها عبر المشي إلى الخلف حاملة في كفيّها كمية من القمح تنثرها على الأرض مع كل خطوة. ويترافق ذلك مع تكبير وتهليل من الأهل والأقارب. وفي شأن عادات الجنازات فلا تختلف كثيراً عنها في المنطقة العربية. مسلمو الصين فخورون بهويتهم الوطنية أيضاً (كيفن فريير/ Getty) ورغم أن السلطات الصينية لا تسمح بالدفن بسبب استنزاف الأراضي الزراعية، فضلاً عن تأثير البوذية على المجتمع وانتشار عادات حرق الجثث على نطاق واسع، لا يزال المسلمون يحتفظون بمقابرهم الخاصة.
وتبدأ مراسم الجنازات بغسل الجثمان والصلاة على الميت في المسجد والدعاء له بالمغفرة، قبل تشييعه إلى المقبرة، ويحرص المسلمون الصينيون على دفن الميت في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، عملاً بمقولة "إكرام الميت دفنه". افتخار بالجنسية والدين عن التداخل بين الثقافتين الإسلامية والصينية، يقول الإمام يحيى يوان، وهو من قومية الهوي لـ "العربي الجديد": "استطعنا في بلد متعدد القوميات والديانات أن نتمسك بهويتنا الثقافية، ونتكيف مع ظروف شهدت فيها البلاد اضطرابات بين معتقدات مختلفة". يضيف: الإسلام ديانة. وأنا كمسلم لا يجب أن أتخلى عن هويتي الوطنية لأنني صيني في النهاية. وأيضاً رغم أنني صيني فلا يعني ذلك الانسلاخ عن الثقافة والتراث والتاريخ الإسلامي. من هنا أفتخر بجنسيتي وديني معاً". تجدر الإشارة إلى أن المتابع عن قرب لأجواء المسلمين الصينيين يلاحظ جوعاً روحياً كبيراً، وحاجة ماسة للتعبير عن القيم والذات والهوية، علماً أنه في إطار التشدد الذي تمارسه في حق الأديان، سعت السلطات إلى أن تكون الديانات منسجمة مع التوجه الصيني، وقادرة على التكيف في شكل أفضل داخل المجتمع الاشتراكي، لذا يميز مسلمون كثيرون أنفسهم عبر ارتداء قبعات بيضاء وإطلاق اللحى، كي لا ينصهروا في المجتمع الصيني.