كما جاء في قول ابن القيم رحمه الله: "ولما كان سؤال الله الهدايةَ إلى الصراط المستقيم أجلَّ المطالب، ونيلُه أشرفَ المواهب، علّم الله عبادَه كيفيةَ سؤاله، وأمرهم أن يقدِّموا بين يديه حمدَه والثناء عليه وتمجيدَه، ثمَّ ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم، توسلٌ إليه بأسمائه وصفاته، وتوسلٌ إليه بعبوديته، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يُردُّ معهما الدعاء… وقد جَمعت الفاتحة الوسيلتين، وهما التوسلُ بالحمد والثناء عليه وتمجيده، والتوسلُ إليه بعبوديته وتوحيده، ثمَّ جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب، وهو الهداية بعد الوسيلتين، فالداعي به حقيقٌ بالإجابة. [1] دعاء الأنبياء بالثناء على الله لقد كان الأنبياء يدعون الله بالثناء عليه ومدحه وتمجيده، ومن بينهم: [1] نبي الله يوسف عليه السلام كان يدعو الله تعالى بالثناء عليه، وقد كان يقول: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيث فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). دعاء نبي الله أيوب عليه السلام والذي تبين لنا من قوله عز وجل: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلعَابِدِينَ).
صيغ الثناء على الله قبل الدعاء كثيرة ومتعددة، ويكون الثناء على الله تعالى بذكر نعمه وحمده وشكره عليها والتذلل والتضرع إليه، ويعد مديح الله عز وجل، واجب العبد على خالقه الذي فضّله على سائر خلقه ومنّ عليه بالعقل والخلق الحسن، قال الله تعالى: "والله ذو الفضل العظيم" [1]. كيف الثناء على الله تختلف صيغ الثناء على الله قبل الدعاء، وتشترك كلها في تمجيد الخالق وذكر نعمه وفضله على عباده، وتبدأ صيغ الثناء بنداء الله تعالى وذكر أسمائه الحسنى وصفاته جل جلاله، وثم بالصلاة على خير الأنام، سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم الذي قال: "عَجِلَ هَذَا، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ" [2]. وقد ذُكر الحمد لله في أكثر من عشرين موضعًا في القرآن الكريم ، إذ افتتحت خمس سور بالحمد وهي: الفاتحة، والأنعام، والكهف، وسبأ، وفاطر، وكل ربع من التنزيل الحكيم مفتتح بالحمد، وهذا يدل على عظمة وأهمية الثناء على الله تعالى.
♦ يشتمل على تخريجات الأدعية النبوية آخر الكتاب. ♦ يشتمل على آداب الدعاء. تقسيم الأدعية بطريقة مرتبة: المقدمة. آداب الدعاء. ثناءات على الله تعالى. أدعية القرآن. أدعية الصلاة. أدعية نبوية. استعاذات نبوية. أدعية الرقية. أذكار الصباح والمساء. تخريج الأحاديث. ♦ ذكر مناسبات بعض الأدعية المنصوص عليها. ♦ سهولة التنقل بين الأدعية بلمس أيقونة التنقل. ♦ مترجم لعدة لغات.