وَأَستَغفِركَ لِمَا تَعلَم إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّم الغيوبِ" رَوَاه ابن حِبَّانَ وَغَيره وَقَالَ الأَلبَانيّ: صَحِيحٌ لِغَيرِهِ. اقرأ أيضًا: تفسير وسبب نزول: من يتق الله يجعل له مخرجا وبذلك يكون حديثنا عن آية ورحمة ربك خير مما يجمعون قد انتهى، فلنحرص على أن نتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ولا نتعلق بالدنيا فإنها فانية، وحتمًا سوف نتركها يومًا ما، والذي سوف يبقى معنا أعمالنا الصالحة وتكون لنا خير في الآخرة. فمن رحمة الله علينا أنه جعل القرآن منهج حياتنا وسبيل وصولنا إلى الجنة بإذن الله.
إِنَّكَ مَا تَكَادُ تَجلِسُ في مَجلِسٍ، أَو تُصغِي السَّمعَ لِجَلِيسٍ، إِلاَّ وَجَدتَ صَوتَ التَّذَمُّرِ وَالشَّكوَى عَالِيًا طَاغِيًا، فَهَذَا يَأسَفُ لأَنَّهُ لم يَنَلْ أَعلَى الشَّهَادَاتِ، وَذَاكَ يَشكُو أَنْ جَاءَت دَرَجَتُهُ الوَظِيفِيَّةُ دُونَ مَا يَستَحِقُّ، وَهُنَا مَن لم يُقنِعْهُ تَصمِيمُ مَسكَنِهِ، وَلم يُرضِهِ حَجمُ مَنزِلِهِ، وَهُنَاكَ مَن يَرَى أَنَّ سَيَّارَتَهُ لَيسَت عَلَى المُستَوَى اللاَّئِقِ بِهِ، وَأُولَئِكَ مُوَظَّفُونَ يَتَظَلَّمُونَ لِغَفلَةِ المَسؤُولِينَ عَن تَكرِيمِهِم بما يَستَحِقُّونَ، وَشُكرِهِم عَلَى مَا يَبذُلُونَ. وَهَكَذَا؛ مَا تَنتَقِلُ إِلى مُنتَدًى ثَقَافيٍّ أَو فِكرِيٍّ، أَو مُجتَمَعٍ اقتِصَادِيٍّ أَو صِنَاعِيٍّ، إِلاَّ وَجَدتَ الشَّكوَى مِن قِلَّةِ الحَظِّ الدُّنيَوِيِّ مُستَشرِيًة في الأَجسَادِ، حَاكِمَةً عَلَى العُقُولِ وَالأَلبَابِ، بَل حَتى اللِّقَاءَاتُ الوُدِّيَّةُ بَينَ الأَرحَامِ وَالأَقَارِبِ أَو بَينَ الأَصحَابِ وَالأَصدِقَاءِ، صَارَت مَيدَانًا لِبَثِّ حَرَارَةِ الشَّكوَى أَو تَبَادُلِ عِبَارَاتِ التَّذَمُّرِ وَالسُّخطِ مِنَ الوَاقِعِ.
"ورحمَتُ ربّك خيرٌ ممّا يَجمعُون" تلاوة خاشعة من صلاة التهجد ليلة ٢٦ رمضان ١٤٤٣هـ - الشيخ إدريس أبكر - YouTube