وأمّا سببُ تسميتها بالتغابن؛ وذلك لعدم ورود لفظ التغابن إلا فيها ، كما أنها لا تُعرفُ إلا بهذا الاسم، [٩] [١٠] واتّفقَ القُراء على أنّ آياتِها تبلُغ ثماني عشرة آية. [١١] موضوعات وأغراض سورة التغابن تناولت سورة التغابن العديد من الموضوعات وبيانُها فيما يأتي: [١٢] ورد فيها أنّ الله -تعالى- يُسبح له ويُنزههُ عن النقائص من في السماء والأرض، وأنّهُ الوحيد المُستحقُ للحمد؛ لأنّه الخالق -سبحانه-. فضل سورة التغابن - سطور. تناولت أصناف الناس من حيث انقسامهم إلى مؤمنٌ وكافر، وفيها تحذيرٌ من الكُفر بالخالق، وإنكار رسالة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وفيها دعوةٌ إلى التفكُر بالأُمم السابقة وما حل بهم عندما كذبوا بالرُّسل والآيات، كما فيها بيانٌ أنّ الأُمور لا تجري إلا وفق ما اقتضاه الله -تعالى-. تناولت أسباب النجاة في الآخرة، فهي لا تكون إلا بالإيمان بالله -تعالى- وحده، والتصديق بِرسوله، والكتاب الذي جاء به، مع الإيمان بالبعث، ومن آمن بذلك كَفّر الله -تعالى- عنه سيئاته، وإلا كان جزاؤه النّار. بينت تثبيت الله -تعالى- لعباده المؤمنين على رغم ما لاقوه من ضرر من الكافرين؛ وذلك بسبب إيمانهم وتوكلهم على ربهم. كما أنّ فيها تحذيرٌ من الله -تعالى- للمؤمنين من بعض أقربائهم المُشركين ومحاولاتهم لتثبيطهم عن الإيمان والهِجرة، فحّثتهم على الصبرعلى كُل ما يتعرضون له من أذى، وفيها حثٌ على الإنفاق في سبيل الله -تعالى- ، وأمرهم بالتقوى والسمع والطاعة لأوامر الله -تعالى- ورسوله.
سورة التغابن سورة التغابن من سور القرآن الكريم المدنيّة، وذلك بحسب الأغلبيّة، إذ يوجد بعض الآراء التي تقول بأنّها سورة مكيّة، والبعض الآخر يقول بأنّها مكيّة ومدنيّة، وعدد آياتها ثماني عشر آية، وترتيبها في المصحف الشريف الرابع والستّون، وقد بدأت هذه السورة الكريمة بالفعل المضارع "يُسبّح"، وهذا من أساليب التسبيح والثناء، أما اسم التغابن فهو من أسماء يوم القيامة ، وتقع هذه السورة في الجزء الثامن والعشرون، والحزب السادس والخمسون، وتتحدث في المقام الأول عن التشريع، وتعالج بعض أصول العقيدة الإسلامية، وقد نزلت قبل سورة الصف ، وبعد سورة الجمعة ، هذا المقال سيتم ذكر سبب نزول سورة التغابن.
[٧] حيث يقول الله -تعالى-: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). [٨] حث المؤمنين على طاعة الله والتوكل عليه يدعو الله -تعالى- المؤمنين إلى عدم الاشتغال بالمصائب، إذ أمرُها بيده -سبحانه-، ويأمرهم بطاعة الله -تعالى-، وطاعة الرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، فمن تولّى عن طاعة الله ورسوله فما على الرّسول إلّا التّبليغ، مؤكداً -سبحانه- على أنّه لا مستحقّ للعبادة وحده سوى الله، فليكن توكّلكم أيّها المؤمنون عليه. [٩] إذ يقول -جل وعلا-: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ* اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) ، [٢٨] يقول -تعالى- مخبراً عن الأزواج والأولاد: إن منهم مَن هو عدوّ للزوج والوالد، بمعنى: أنّه قد يلتهي به عن العمل الصالح. قوله: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) ، [٢٩] أي: اختبار وابتلاء من الله لخلقه، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه، وقوله: (وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) ، [٣٠] أي: يوم القيامة. سورة التغابن - تفسير السعدي - طريق الإسلام. قوله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، [٣١] أي: جهدكم وطاقتكم، وقوله: (وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) ، [٣٢] أي: كونوا منقادين لما يأمركم الله به ورسوله، وقوله: (وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ) ، [٣٣] أي: وابذلوا مما رزقكم الله على الأقارب والفقراء والمساكين وذوي الحاجات. قوله: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ) ، [٣٤] أي: مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيءٍ فعليه جزاؤه، (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ، [٣٥] أي: ويكفر عنكم السيئات؛ ولهذا قال: (وَاللَّهُ شَكُورٌ) ، [٣٦] أي: يجزي على القليل بالكثير، وقوله: (حَلِيمٌ) ، [٣٧] أي: يعفو ويصفح ويغفر ويستر.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.