ولكن ظل شعيب على موقفه، وكان دائمًا يقوم لهم الكثير من الكلام ليهتدوا إلى الطريق الحق، فقد كان يقول لهم الأرزاق بيد الله عز وجل. وليست عن طريق اللعب بالموازين، وأن عليهم السير في الطريق الصحيح، وهو طريق الحق المليء بالرزق الوفير. وأن الله سوف يرزقهم من حيث لا يحتسبوا عند رجوعهم عن هذا الطريق، وإتباعهم لطريق الحق وطاعة الله سبحانه وتعالى. وبعد أن ألح النبي شعيب عليهم كثيرًا، وحاول بالكثير من الكلام، ظلوا على موقفهم ولم يسمع له أحد من قومه. بل ازدادوا في طغيانهم ورفضهم لدعوة النبي شعيب، وبعد أن يأس النبي من قومه. دعا الله سبحانه وتعالى، وطلب منه أن يعذبهم عذاب شديد على ما فعلوه وعلى سخريتهم وطغيانهم له. من هو النبي الاعمى - موقع محتويات. وبالفعل كانت نهاية قوم شعيب نهاية مؤلمة مليئة بالعبرة والموعظة. اقرأ أيضًا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام نهاية أصحاب الأيكة (قوم شعيب) قصة أصحاب الأيكة للأطفال من أجمل القصص، وذلك لأن من خلالها يمكن أن يحصل الطفل على الكثير من العبر والمواعظ من نهاية قوم شعيب، وتتمثل نهاية أصحاب الأيكة في الآتي: كما ذكرنا لكم من قبل أن النبي شعيب عليه السلام يا أطفالي كان يلح كثيرًا على قومه للرجوع عن ما يفعلون من مكر وخديعة في التجارة.
عصا موسى كانت إحدى معجزات نبي الله موسى، فتلك العصا هي التي شق بها البحر، وهي التي تحولت إلى حية كبرى ابتلعت جميع حيات سحرة فرعون، كما أن بها تفجر الصخر إلى اثنتي عشرة عيناً. وقد رويت الكثير من الحكايات عن هذه العصا. بعض هذه الروايات أخذت من التوراة، والبعض الأخر كانت من قبيل الخيال. في هذا المقال نتعرف سوياً على قصة هذه العصا الغريبة. حكايات عصا موسى مع شعيب تروى بعض الحكايات أن عصا موسى كانت ملكاً لشعيب الذي تزوج موسى ابنته. فبعد أن هرب موسى من بطش فرعون في مصر إلى مدين، التقى هناك بفتاتين وساعدهما في سقاية أغنامهن. ثم طلبت إحداهن من أبيها أن يستأجر ذلك الرجل فهو قوي أمين. ولما استقبله شعيب أعجب به وبأمانته وشهامته. لذا زوجه من إحدى بناته وجعله راعياً لأغنامه. في ذلك الوقت أمر شعيب ابنته أن تذهب لتحضر له عصا يهش بها على غنمه، ويستعين بها على قضاء حوائجه. امتثلت الابنة لأمر أبيها وكلما حاولت أن تنتقي واحدة من عصياه تسقط عصا معينة في يدها. عصا موسى: حكايات خيالية ومعجزات حقيقية. فما كان منها إلا أن أخذتها وذهبت بها إلى أبيها. لكن شعيب طلب منها أن ترد هذه العصا إلى مكانها وتأتي بغيرها. وكلما شرعت في الاتيان بعصا غيرها قفزت هذه العصا إلى يدها.
ولكن الجدير بالذكر أن أصحاب الأيكة كانوا غير أمنين، وكانوا يتلاعبون في الميزان، ويتلاعبون في الأسعار، وذلك من أجل الحصول على أرباح ومكاسب كبيرة. ولكن بهذه الطريقة كانوا يغضبون الله سبحانه وتعالى ويعصونه، ويرتكبون أكبر الذنوب والمعاصي. ولذلك بعث الله عز وجل إليهم النبي شعيب عليه السلام، ليدعوهم إلى الرجوع عن ما يفعلوه. ويدعوهم لطاعة الله سبحانه وتعالى، والبعد عن هذا الطريق السيئ. ووعدهم النبي شعيب بالكثير من الخيرات، في حالة توقفهم عن هذا العبث، وعدم التلاعب في الميزان. وأنذر النبي شعيب قومه من عذاب الله العظيم في حالة العصيان، والاستمرار على هذا الفعل. الدروس المستفادة من قصة سيدنا شعيب ومعاقبة قوم مدين في حلقة ... | MENAFN.COM. شاهد أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل كاملة قصة قوم شعيب عليه السلام استمر النبي شعيب عليه السلام في دعوته إلى قومه لفترة طويلة، وظل مثابر على هذه الدعوة. وكان يرغب في إرجاع قومه عن ما يفعلوه من معاصي، ويبعدهم عن الضلال وأعمال الحرام واللعب في الميزان، ولذلك ظل يحذرهم كثيرًا من عذاب الله. ولكن مع الأسف قوم شعيب أو ما يسموا بأصحاب الأيكة لم يستمعوا إلى كلام ودعوة النبي شعيب لطاعة الله سبحانه وتعالى. كما أنهم رفضوا أن يأخذوا بنصيحته أو يستمعوا إلى كلامه، وسخروا من شعيب واستهزئوا بكلامه كثيرًا، ولم يستمع إليه أحد من قومه.
كان شعيب كثير الإخبار والتحدث معهم عن فضل، وكرم الله سبحانه وتعالى. وأنه أيضًا كثير الغفران والعفو عنهم، وبالرغم من هذا لم يؤمن به إلا فئة صغيرة من قومه كان قومه يمنعون أي شخص من أن يذهب له، وعند عدم موافقته كانوا يلحقون بالأذى والضرر. كما أنهم كانوا يهددون الأشخاص عند ذهابهم لشعيب عليه السلام. حيث أن شعيب عليه السلام عرف ذلك وقال لهم وَلَا تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صراط تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله مَنْ ءَامَنَ به وتبتغونها عِوَجًا ۚ وذكروا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ۖ ونظروا كَيْفَ كَانَ عقبة المفسدين. مرت الكثير من الأيام على دعوة شعيب قومه لعبادة الله عز وجل، وفي ذهب إليه. وكان يدعوهم فأخبروه بأنه لولا أهله لرجموه، وعذبوه على ما يقوم بفعله. فقال لهم بأن الله سبحانه وتعالى أقوى من أهله وجميع الأقوام، وأنه يعرف كل شيء، وسيعاقبهم أشد عقاب. تابع من هنا: قصة آسيا زوجة فرعون كيف عاقب الله قوم سيدنا شعيب ارتفع استهزاء قوم سيدنا شعيب عليه عليه السلام من قومه، ولكنه لم ييأس من الإيمان والتحدث معهم، إلى أن قاموا بمحاولة إكراه الأشخاص في الإيمان بالله. دعا شعيب عليه السلام ربه بأن يحكم بينه، وبين الأشخاص الظالمين.
وفي بداية الآية من نفس السورة قال الله سبحانه وتعالى: "وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ.. "، أمر شعيب قومه بعبادة الله وحده لا شريك له، وهي الدعوة التي جاءت بها كافة الأنبياء (التوحيد). قصة سيدنا شعيب وأصحاب الأيكة قوبلت دعوة شعيب بالرفض، وقالوا: " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" (الآية رقم 88 سورة الأعراف). وصفهم الله – سبحانه وتعالى – بالمستكبرين، ويعني الذين تكبروا عن الإيمان بالله، فلم يجتبوا ما حرّم، وفعلوا ما نهاهم عنه. اتخذ أهل مدين أسلوب التهديد، والوعيد في تعاملهم مع سيدنا شعيب، قائلين له إذا لم ترجع عن إيمانك أنت، ومن معك من المصدقين برسالتك سنخرجكم من قريتنا. فأجابهم النبي شعيب كيف نرجع عن ديننا، ونحن كارهين لهذا، بقوله: "أو لوكنا كارهين"، وأردف قائلًا: "قَدِ افتَرَينا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِن عُدنا في مِلَّتِكُم بَعدَ إِذ نَجّانَا اللَّـهُ مِنها وَما يَكونُ لَنا أَن نَعودَ فيها إِلّا أَن يَشاءَ اللَّـهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيءٍ عِلمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلنا رَبَّنَا افتَح بَينَنا وَبَينَ قَومِنا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيرُ الفاتِحينَ".
ولكي ينهاهم عن الكفر والشرك، بالإضافة إلى تجنب الغش في الميزان. حيث يقول عز وجل في سورة هود: "وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخيرٍ وإني أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ". فقد كان قوم مدين لا يعطون الناس حقوقهم بالعدل، وكانوا يعتقدون أن هذا الأمر يدل على ما يتمتعون به من مهارة عالية في أعمال التجارة والشراء والبيع. شاهد أيضا: قصة أصحاب الأيكة تابع قصة شعيب عليه السلام وعندما جاء إليهم نبي الله شعيب وقال لهم أن هذا الأمر يعد سرقة. فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود على لسان نبيه شعيب: "ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين". فقد كان شعيب عليه السلام يخاف على قومه من عذاب الله. ولكن هم كانوا يقولون له أن كثرة صلاته حولته من إنسان طبيعي إلى آلة متحركة. وذلك هو السبب في أن يدعوهم إلى الابتعاد عن عبادة الآلهة التي وجدوا آبائهم يعبدونها. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود لوصف ذلك الأمر: "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد".