لِأَنَّ حَديثَ البابِ فيما بَيْنَ العَبْدِ، وبَيْنَ غَيْرِهِ مِن الخَلْقِ، وحَديثُ الصلاةِ فيما يَتَعَلَّقُ بِحُقوقِ الخَالِقِ. ولا شَكَّ أنَّ أَعْظَمَ حُقوقِ الناسِ هِيَ الدِّماءُ، وأنَّ أَعْظَمَ حُقوقِ اللهِ على المُسْلِمِ الصلاةُ. 4- أنَّهُ على القَضاءِ والمَحاكِمِ العِنايَةُ بِأَمْرِ قَضايا الدِّماءِ والقَتْلِ، وجَعْلُ الأهَمِّيَّةِ لها والأوْلَوِيَّةِ على غَيْرِها مِن القَضَايا. 17 ذو القعدة 1429هـ/15-11-2008م, 11:58 AM إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد 340 – الحـديثُ الثَّـانِي: عـنْ عبـدِ اللَّهِ بنِ مسعـودٍ رضـيَ اللَّهُ عنْـهُ قـالَ: قالَ رَسـولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ: "أَوَّلُ ما يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فى الدِّمَاءِ". عزالدين ميهوبي يكتب: في انتظار النّيزك المنفلت! | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية. هذا تْعظِيمٌ لأمْرِ الدِّماءِ، فإنَّ الْبَدَاءَةَ تكونُ بالأَهَمِّ فالأَهمِّ، وهيَ حقيقَةٌ بذلكَ؛ فإنَّ الذُّنُوبَ تَعظُمُ بِحَسَبِ عِظَمِ الْمَفْسدةِ الواقِعةِ بها، أو بِحَسَبِ فَوَاتِ الْمَصالِحِ المتعلِّقَةِ بِعَدمِهَا. وهدْمُ الْبِنْيةِ الإنسانيَّةِ منْ أعظَمِ المفاسِدِ، ولا ينبَغِي أنْ يكونَ بعدَ الكُفْرِ باللَّهِ تعالى أعظمُ منْهُ.
أما القصة الأخرى فنؤجلها إن شاء الله.
فيا خسارة من كان مفلسًا في ذلك اليوم، يأخذ الناس من حسناته؛ لاستهانته بأعراض الناس، وأموالهم، وحقوقهم ، فيظلمهم فإذا هي يوم القيامة ظلمات، ففي الصحيحين من حديث عبدِ اللهِ بنِ عمرَ - رضيَ اللهُ عنهما - عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم قال: "الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ" [5]. وعند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّه َ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: "اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [6]. فتنبه - أيها المبارك - وتأمل إن كنت ممن أخذ حقا من حقوق الناس اليوم، فاذهب إليه، وتحلله قبل أن تكون المقاصَّة بالحسنات، لا بالدرهم والدينار، - نعوذ بالله من الظلم، وسيئات الأعمال -. مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار" [1] رواه الترمذي برقم (413)، رواه النسائي برقم (467)، وصححه الألباني. [2] رواه البخاري برقم (6533)، رواه مسلم برقم (1678). [3] رواه مسلم برقم (2581). [4] رواه البخاري برقم (2449). [5] رواه البخاري برقم (2447)، رواه مسلم برقم (2579). [6] رواه مسلم برقم (2578). مرحباً بالضيف