من هم الذين تكلموا وهم في المهد
وبينا صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسن فقالت أمه: "اللهم اجعل ابني مثل هذا"، فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه فقال: "اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع"، فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فيه، فجعل يمصها، قال: "ومرُّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون: "زنيتِ، سرقتِ"، وهي تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل". فقالت أمه: "اللهم لا تجعل ابني مثلها"، فترك الرضاع ونظر إليها وقال: "اللهم اجعلني مثلها"، فهنالك تراجعا الحديث، فقالت: "مر رجل حسن الهيئة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله. ومروا بهذه الأمَة وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلتَ: اللهم اجعلني مثلها؟! "، قال: "إن ذلك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيتِ، ولم تزنِ، وسرقتِ ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها". هذا حديث صحيح، متفق عليه. ____________________________________ من كتاب (صحيح القصص النبوي)
قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ). الثاني: شاهدُ سيدِنا يوسفَ عليه السلام: قال الله تعالى فيه: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا﴾. روى الحاكم في المستدرَك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يتكلَّمْ في المَهدِ إلا ثلاثةٌ: عيسى ابنُ مريمَ، وشاهدُ يوسفَ، وصاحبُ جُرَيجٍ، وابنُ ماشِطَةِ بنتِ فِرعَوْنَ». وقال ابنُ عباس رضي الله عنهما: (تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ) رواه الإمام أحمد. الثالث: سيدنا يحيى عليه السلام. كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في فتح الباري: وَزَعَمَ الضَّحَّاك فِي تَفْسِيره أَنَّ يَحْيَى تَكَلَّمَ فِي الْمَهْد، أَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيّ. وبناء على ذلك: فالذين تكلَّموا في المهد بيقين أربعةٌ، هم: سيدُنا عيسى عليه السلام، والرَّضيعُ الذي تمنَّتْ أمُّه أن يكونَ مثلَ رجلٍ وَجيهٍ، والطفلُ الذي كلَّم أمَّه في قصةِ أصحابِ الأُخدود، وصاحبُ جُرَيْجٍ، والباقون مختلَفٌ فيهم.
06-06-2011, 05:10 PM # 1 المراقبة العامة بيانات اضافيه [ +] رقم العضوية: 355 تاريخ التسجيل: Apr 2011 أخر زيارة: 01-04-2016 (05:33 PM) المشاركات: 20, 756 [ التقييم: 6450 الدولهـ الجنس ~ مزاجي اوسمتي لوني المفضل: Cadetblue شكراً: 164 تم شكره 321 مرة في 281 مشاركة السبعة الذين تكلموا في المهد تمهيد: إن الله على كل شيء قدير ، لا شيء يعوزه ولا جبار يقهره ، ولا تقف قدرته عند حد معلوم ، أو منتهى محدود ، فليس لقدرته نهاية ، وإنما تنطلق قدرته في كل زمان ومكان. تأمل في الأسباب والمسببات تجد أن الله - عز وجل - جعل المسببات مرتبطة بالأسباب ، فمن أدى الأسباب نال المسببات بإذن الله ، وكلما زاد اتقانا في الأسباب جاءته المسببات على مقدار اتقانه للأسباب. فمن ذاكر نجح. ومن زرع حصد. إلا أن حرية القدرة الإلهية جاءتنا بالعجب العُجاب. فالأسباب والمسببات بيد الله - وحده - يغيرها ويقلبها كيف يشاء ، فإذا كان النظام السائد أن المسببات تتبع الأسباب ، إلا أن طلاقة القدرة جعلت المسببات تأتي بلا أسباب. ومثالا لذلك نقول: أن الله خلق البشر جميعا من أب وأم ، إلا أن طلاقة قدرته لا تقف عند هذا الحد: فقد خلق إنسان (لا أب ولا أم) ، إنه آدم عليه الصلاة والسلام.
ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها! قال: ان ذاك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وان هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها».