عبدالله بن عمرو بن حرام: صحابي. ◄ شخصية هذا اليوم شخصية يقف أمامها الإنسان في ذهول، لما لها من العزة والكرامة عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ كيف لا ؟ وهو من كلمه الله بدون حجاب! إنه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن حرام والد الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، ففي غزوة بدر خرج مجاهداً وقاتل قتال الأبطال وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو وغمره إحساس صادق بأنه لن يعود فكاد قلبه يطير من الفرح! ودعا إليه ولده جابر، وقال له: (إني لا أراني إلا مقتولاً في هذه الغزوة، بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين، وإني والله، لا أدع أحداً بعدي أحبّ إلي منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عليّ ديناً، فاقض عني ديني، واستوص بإخوتك خيراً).
عبدالله بن حرام كلمه الله تعالى وبشره القرآن بالخير - صحيفة الاتحاد أبرز الأخبار عبدالله بن حرام كلمه الله تعالى وبشره القرآن بالخير 29 يوليو 2013 21:20 أحمد مراد (القاهرة) ـ عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري، أحد نقباء الأنصار ليلة بيعة العقبة، شهد غزوة بدر وأبلى بلاءً حسناً، واستشهد يوم أحد، وكان واحدا من الرجال المخلصين للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم. في الجاهلية كان عبدالله بن عمرو بن حرام سيداً من سادات الخزرج وشريفا من أشرافها، ويروي كعب بن مالك قصة إسلام إبن حرام فيقول: خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله فيها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا لنرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غداً، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً. وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة لازم عبد الله بن حرام النبي ليلا ونهارا ووضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الإسلام، وعندما اندلعت المعركة بين المسلمين ومشركي قريش في غزوة بدر خرج مجاهداً، وقاتل قتال الأبطال، ويروى أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال: أطاعهم فخرج وعصاني!
عبد الله بن عمرو بن حرام ابن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن [ ص: 325] أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ، الأنصاري السلمي ، أبو جابر أحد النقباء ليلة العقبة شهد بدرا واستشهد يوم أحد. شعبة: عن ابن المنكدر ، عن جابر: لما قتل أبي يوم أحد ، جعلت أكشف عن وجهه وأبكي ، وجعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهوني وهو لا ينهاني ، وجعلت عمتي تبكيه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه. شريك: عن الأسود بن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد ، فجاءت أمي بهما قد عرضتهما على ناقة ، فأقبلت بهما إلى المدينة ، فنادى مناد: ادفنوا القتلى في مصارعهم ، فردا حتى دفنا في مصارعهما. [ ص: 326] قال مالك: كفن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد. وقال الأوزاعي: عن الزهري ، عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج لدفن شهداء أحد ، قال: زملوهم بجراحهم ، فأنا شهيد عليهم. وكفن أبي في نمرة. قال ابن سعد: قالوا: وكان عبد الله أول من قتل يوم أحد ، وكان أحمر أصلع ليس بالطويل ، وكان عمرو بن الجموح طويلا ، فدفنا معا عند السيل ، فحفر السيل عنهما ، وعليهما نمرة ، وقد أصاب عبد الله جرح في وجهه فيده على جرحه ، فأميطت يده ، فانبعث الدم ، فردت ، فسكن الدم.
رواية جابر عبد الله للحديث وتأثيره في السُّنَّةِ النَّبويَّة اجتهد جَابِرٌ في جمعِ الحديثِ بشكلٍ متفرِّدٍ، ويكفي للدلالةِ على جهدِه في جمعِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ أَنْ نذكر أنَّه ارتحل مِنَ المدينةِ إلى الشَّامِ مِنْ أجلِ تحصيلِ حديثٍ واحدٍ لرسولِ اللهِ ﷺ! يقول جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، رضي الله عنه: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي، فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رضي الله عنه، فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي، وَاعْتَنَقْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ، أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... »[23]، وذكر حديثًا في القصاص يوم القيامة. عاش جَابِرٌ رضي الله عنه جُلَّ حياتِه بالمدينةِ، وكان -إلى جوار عَائِشَةَ، وابْنِ عُمَرَ،رضي الله عنه- مِنْ كبارِ المُفْتِين بها؛ لذا قدَّم الذَّهَبِيُّ ترجمتَه بقولِه: «الإمامُ الكبيرُ، المجتهدُ، الحافظُ»[24].