الأحد 02 ديسمبر 2018 قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. وفي الحديث «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي (أي صحبتي) قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أبوك). الجنة التي أخرج منها آدم هل هي جنة الخلد أم لا ؟!. ارتجت أضلعي لوفاتك يا أمي، وكاد لساني من الحزن أن يفقد نطقه، ولا أجد ما أخطه لك، فالقلب والعقل شاردان بعد رحيلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. - أبدمع عيني أم بنبض قلبي أم بالدم الذي يجري في شراييني، أم بالروح التي تجري في جسدي أخط كلمات رثائي هذه، وقد كنت الضياء والحنان والحياة وبلسم الجراح. - لكنني أقول كما علّمنا رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا جنة الدنيا لمحزونون، كما أقول ما يُرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
فقد أخبر سبحانه أنه أمرهم بالهبوط، وأن بعضهم عدو لبعض، ثم قال: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض، وإنما أهبطوا إلى الأرض، فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال قوم موسى من أرض إلى أرض، لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده. وكذلك قال في الأعراف لما قال إبليس: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [الأعراف:13]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 120. فقوله: (فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا) يبين اختصاص السماء بالجنة بهذا الحكم، فإن الضمير في قوله: (مِنْهَا) عائد إلى معلوم غير مذكور في اللفظ، وهذا بخلاف قوله: (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) [البقرة:61]. فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه، وقال هنا: (اهْبِطُوا) لأن الهبوط يكون من علو إلى سفل، وعند أرض السراة حيث كان بنو إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه، ومن هبط من جبل إلى واد قيل له: هبط.
وفي البيت الأخير إشارة موحية إلى قصة سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ وإخراجه من الجنة، وقد أفاد الشاعر من الطاقة الدلالية والإيحائية للسياق القرآني الذي وردت فيه الآية القرآنية، إذ يقول تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ... (البقرة: 36). وهذا الاستدعاء مبني على سبيل المقارنة، فإخراج الأندلسيين من مدنهم على يد الأعداء المحتلين يماثل إخراج آدم ـ عليه السلام ـ من الجنة، فكلاهما أخرج من الجنة بسب معصية أوامر الله، وتعاليمه، ويأتي التناص مع القصة الدينية؛ ليجسد حالة الحزن والأسى والتفجع التي يعانيها الإنسان الأندلسي بعد ضياع مدنه، واستغلاب الأعداء الأسبان عليها، وهو استدعاء يتعالق تعالقاً مباشراً بطبيعة الموقف الذي تبناه الشاعر، وينبع من رؤية مشابهة تلتقي مع رؤيته، وقد جاء التناص الديني منسجماً مع السياق الشعري من جهة، ومع لغته من جهة أخرى.
جنة الخلد.. ميعاد كاظم اللاوندي 15-04-2022, 04:35 AM على مشارف قبلة الأحرار، كان يحمل بين كفيه شمعة وعلى خديه سالت السبط دمعة.. وعيناه تخطف أضواء المنائر.. وقلب يهفو بين أصوات الحناجر.. ليتني كنت مع الحسين ثائر..! فجأة.. وفي لحظة استحوذ المشهد دويّ داهم ونداء لبى أمنية عاشق، أن هلمّ والتحق بركب السعداء فرحل مسرعاً.. محلقاً قاصداً أبواب السماء وأما الراقد على صدر الأرض فجسد نهشته أنياب الخسة الرقطاء فتقاسمتْ أشلاءَه الأرصفةُ والطرقات.. وتطرزت من فيض عروقه الجدران فتناثر متلألئاً كما الياقوت الأحمر.. وأما نكهة الشهادة، فتعطرت من عبقها أرجاء الطف الجديدة ولكن.. ؟ ثمة شيء قد توارى عن الأنظار..! فمن بين أعمدة الدخان الأسود، تخلل من بصيص ضيائها كانت قد تلقفتها أكفّ عاشق صغير، عاد فأنارها ثانية.. ثم أكمل المسير نحو قبلة العاشقين.. إنها الشمعة.. ولم يتبقَ سواها، شاهد بلا جوارح يروي بلسان عاشق قصة رحلة مضنية، جاب العالمَ بها، وأبى إلا أن تكون جنة الخلد هي مأواه السرمدي الأخير. الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد اقتباس
وأكد وهدان أن من يدخل الجنة لا يطرد منها أبدا، مشيرا إلى أن الشجرة التى أمر الله آدم ألا يأكل منها هى شجرة "المحنة" التى امتحن الله بها آدم ولم تحدد ثمارها سواء كانت تفاحا أم ثمارا أخرى، لافتا إلى أن هناك خطأ متداولا حول أن السبب فى إخراج آدم من الجنة هى حواء، مستشهدا بالآية الكريمة "فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" ولو أراد أن يعاقب آدم وحواء لقال: "فلا يخرجنكما من الجنة لتشقيا"، مؤكدا أن كتب الإسرائيليات وصحف اليهود هى من ذكرت مثل هذه الأخطاء وتداولتها البشرية بدون علم، مطالبا بتنقيح كتب التراث من هذه المعلومات. وعن الاستشهاد بكون أدم كان فى جنة الخلد بالسماء استشهد البعض بأمر الهبوط من الجنة الذى قال فيه المولى جل وعلى "اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو" أنه هبوط من السماء للأرض وبالتالى هذا يؤكد أنه كان بجنة الخلد لأنه لا جنة على الأرض، مشيرا إلى أن تفسيرها أن ينتقلا من مكان إلى آخر. وأشار وهدان إلى أن القرآن سكت عن مكانها واختلف المفسرون فيها بعدة وجوه، قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء، ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان، وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء، وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع فى مكان مرتفع.