[الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة] أذكر نفسي وأحبابي ببعض الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة، وهذا هو عنصرنا الثالث والأخير. من أعظم الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة حسن الخلق، فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي). آه من الحديث عن حسن الخلق! ما أحوج الأمة بحكامها وعلمائها وشيوخها ودعاتها ورجالها ونسائها وشبابها إلى حسن الخلق! فإن حسن الخلق الآن منهج نظري منير، ونرى بوناً شاسعاً رهيباً بينه وبين سوء خلق كمنهج واقعي عملي مرير. فأين أخلاق الإسلام؟!! أين أخلاق محمد عليه الصلاة والسلام؟! فما أيسر التنظير يا إخوة! الميزان وكيف يكون ميزاننا ثقيلا يوم القيامة؟ | د.أحمد رجب - YouTube. أقول: إن أرفف المكتبات في بيوتنا وفى مدارسنا وجامعاتنا تئن بأطنان المجلدات، التي سطر فيها المنهج النظري المشرق المنير، ولكن لو فتشت في واقع الأمة، ونظرت نظرة سريعة إلى أحوال الناس؛ لرأيت بوناً شاسعاً بين هذا المنهج النظري المنير وبين الواقع المؤلم المر المرير. فأين الصدق؟! أين الإخلاص؟! أين الأمانة؟! أين الرفق؟! أين الحلم؟! أين العفو؟! أين الصلة؟! أين البر؟! أين الرجولة؟!
قال تعالى: ﴿ فَإذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 101 - 104]. وقد يقول قائل ما فائدة الميزان، والله عز وجل يعلم أعمال العباد من خير أو شر؟ قال ابن أبي العز الحنفي: ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه وتعالى لجميع عباده، فإنه لا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، فكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا اطلاع لنا عليه؟ (شرح العقيدة الطحاوية، ص 475). عباد الله، إن العاقل الفطن هو الذي يأتي يوم القيامة وقد استكثر من الحسنات وأثقل موازينه بالأعمال الصالحة، وقلل ما استطاع من السيئات والأعمال الفاسدة، ولعلنا نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين بالأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة: ألا فاعلموا أن أعظم الأعمال الصالحة التي تثقّل الميزان وترجحه يوم القيامة هو توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89] فتوحيد الله مما يرجح الموازين يوم القيامة.
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
قال الألباني رحمه الله: " والأحاديث في ذلك متضافرة، إن لم تكن متواترة ". وموطن الشاهد من الحديث قوله: "فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ"، ففي هذا دلالة على أن الكفتين حسِّيتان. مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار" [1] انظر: التذكرة (ص309). [2] رواه البخاري برقم (7563)، رواه مسلم برقم (2694). [3] رواه أحمد برقم (6994)، رواه الترمذي برقم (2639)، رواه ابن ماجه برقم (4300)، وصححه ابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه والترمذي، وصححه الألباني في الصحيحة (135). مالحكمة من نصب الميزان يوم القيامة. مرحباً بالضيف
تاريخ النشر: الأربعاء 15 جمادى الآخر 1424 هـ - 13-8-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 36157 29400 0 406 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي عن كيفية وزن الحسنات والسيئات يوم القيامة؟ وإذا إنسان عنده كبائر في الدنيا ولم يحد ولكنه تاب منها فهل توزن مع سيئاته؟ وهل لن يعاقبه الله تعالى عليها مهما عظمت وكثرت بعدالتوبة؟ ووزن الحسنات والسيئات بالنسبه للذي مات ولم يتب كيف يكون؟ وهل يمكن أن ينجو من دخول النار إذا كان عنده حسنات كثيرة؟ ولكم الشكر وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالميزان، وأنه ميزان حقيقي توزن به الأعمال، ولكن اختلف العلماء في الموزون ما هو؟ على ثلاثة أقوال: الأول: أن الموزون الأعمال نفسها، تجسم ثم توضع في الميزان، وهذا القول له أدلة كثيرة من صحيح السنة، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه البخاري وغيره: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. الثاني: أن الذي يوزن هو العامل نفسه، فيثقل الإنسان في الميزان أو يخف، بمقدار إيمانه وعمله، لا لضخامة جسمه، ولهذا القول أدلته، منها: ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرءوا إن شئتم: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً [الكهف: 105].
تعرف على حجم وشكل الميزان الذي توزن به إعمال العباد - YouTube