كأنهم بنيان مرصوص - YouTube
المؤمنون وقفوا اليوم صفاً واحداً وكأنهم بنيان مرصوص لم يخيفهم حزام ناسف ولا رصاص شارد من بنادق الموت التي يتسلح بها من يريد تمزيق الصف ليعثوا الفساد في الأرض.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) قوله تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا أي يصفون صفا: والمفعول مضمر; أي يصفون أنفسهم صفا. كأنهم بنيان مرصوص قال الفراء: مرصوص بالرصاص. وقال المبرد: هو من رصصت البناء إذا أمت بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة. وقيل: هو من الرصيص وهو انضمام الأسنان بعضها إلى بعض. والتراص التلاصق; ومنه وتراصوا في الصف. ومعنى الآية: يحب من يثبت في الجهاد في سبيل الله ويلزم مكانه كثبوت البناء. وقال سعيد بن جبير: هذا تعليم من الله تعالى للمؤمنين كيف يكونون عند قتال عدوهم. الثانية: وقد استدل بعض أهل التأويل بهذا على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس ، لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة. المهدوي: وذلك غير مستقيم ، لما جاء في فضل الفارس في الأجر والغنيمة. كأنهم بنيان مرصوص ✊ - YouTube. ولا يخرج الفرسان من معنى الآية; لأن معناه الثبات. الثالثة: لا يجوز الخروج عن الصف إلا لحاجة تعرض للإنسان ، أو في رسالة يرسلها الإمام ، أو في منفعة تظهر في المقام ، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) ولهذا قال الله تعالى: ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) فهذا إخبار منه تعالى بمحبة عباده المؤمنين إذا اصطفوا مواجهين لأعداء الله في حومة الوغى ، يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله ، لتكون كلمة الله هي العليا ، ودينه هو الظاهر العالي على سائر الأديان. وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا هشيم قال مجالد ، أخبرنا عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاث يضحك الله إليهم: الرجل يقوم من الليل ، والقوم إذا صفوا للصلاة ، والقوم إذا صفوا للقتال ". ورواه ابن ماجه من حديث مجالد عن أبي الوداك جبر بن نوف به. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا الأسود - يعني ابن شيبان - حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: قال مطرف: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه ، فلقيته فقلت: يا أبا ذر ، كان يبلغني عنك حديث ، فكنت أشتهي لقاءك ، فقال: لله أبوك! الصف الآية ٤As-Saf:4 | 61:4 - Quran O. فقد لقيت ، فهات. فقلت: كان يبلغني عنك أنك تزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثكم أن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة ؟ قال: أجل ، فلا إخالني أكذب على خليلي - صلى الله عليه وسلم -.
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 1 0 6, 624
فالمؤمن كالبنيان لا يستقل بأمور دينه ولا بأمور دنياه، ولا تقوم مصالحه على الوجه المطلوب إلا بالمعاونة، والمعاضدة بينه وبين إخوانه، فإذا لم يحصل هذا وانشغل كل واحد بنفسه فإن ذلك مؤذن بتفكك الأسرة والمجتمع، وكم رأينا كثيراً من المشكلات التي تشيب لها المفارق، ولا تقوم الجبال لحملها، ولربما عجز الناس عن حلها، والسبب أن هذه الأسرة التي وقعت لها هذه المشكلة لا يعرف بعضهم بعضًا، فهذا أحدهم يصارع الهموم والأحزان والآلام ولا يجد معيناً ومساعداً من أسرته.
تصور لو عرضت علينا هذه القضية، لا شك أننا نقول: أصلاً الأرض أرضنا والمزارع مزارعنا ومع هذا نقتسم معهم! ، ولكن انظر ماذا قال أصحاب النبي ﷺ قالوا: لا يا رسول الله، يبقون في أرضنا وتقسمها بينهم دوننا، من يفعل هذا؟ إنها تربية عالية، هكذا فعل الإيمان بهذه النفوس، الذين كانوا يقتتلون لربما أكثر من أربعين سنة على أشياء تافهة، وفي غاية الحسد، والبغضاء والشحناء يتحولون إلى هذا المستوى، وهذه لم تكن مجاملات، ليس أحد أعلم من الله بخبايا النفوس، وتكفي تزكية الله لهم حيث قال: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، فهم أي الصحابة : كالبنيان يشد بعضه بعضًا لا يضيع الضعيف ولا الفقير في مجتمعهم. أخرجه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب نصر المظلوم، (3/ 129) برقم: (2446)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، (4/ 1999)، برقم: (2585). المعجم الكبير للطبراني (12/ 154) برقم: (12741)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (1/ 278) برقم: (149). أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب إخاء النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار، (5/ 31)، برقم: (3780). انظر: الصحيح من أحاديث السيرة النبوية (ص: 236).